خاص – (بنا)
المنامة في 22 فبراير / بنا / شهدت النسخة الرابعة من مهرجان إنجاز البحرين للشباب، الذي أقيم في مراسي جاليريا، مشاركة واسعة من رواد الأعمال الشباب، حيث قدم طلاب المدارس والجامعات مشاريع ريادية مبتكرة ضمن برنامج "الشركة"، وبرزت الأفكار المتميزة التي تعكس روح الابتكار لدى الشباب البحريني، والتي تهدف إلى تقديم حلول مستدامة لمختلف التحديات البيئية والمجتمعية.
وفي إطار المهرجان، تحدث عدد من الطلبة مع وكالة أنباء البحرين "بنا " عن مشاريعهم التي تركز على التكنولوجيا المستدامة، والطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، حيث تنوعت الابتكارات بين أنظمة التبريد الذكية، ومصادر الطاقة البديلة، والمنتجات القابلة للتحلل، وغيرها من الحلول الإبداعية التي تعزز الاستدامة والاقتصاد الأخضر.
وفي هذا الصدد، أكد محمد كمال المسلم الرئيس التنفيذي لمشروع ZEERIK، أن المشروع يهدف إلى تقديم حلول مبتكرة مستوحاة من التراث البحريني، حيث يعتمد على استخدام الفخار المدعوم بالطاقة الشمسية لتبريد المياه، ويأتي ذلك استجابة للظروف المناخية القاسية، إذ يستهدف المشروع فئة العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة والرطوبة العالية، معتمدًا على الخصائص الطبيعية للفخار التي تساهم في تبريد المياه بطريقة فعالة ومستدامة.
وأوضح أن المشروع تحقق بعد ثلاثة أشهر من التجارب المكثفة للوصول إلى أفضل جودة ممكنة، وأنه يسعى مع الفريق إلى دمج التكنولوجيا الحديثة مع التراث المحلي، مضيفًا أن الاتفاق مع المصنع المحلي يضمن تصنيع المنتج وفق أعلى المعايير، مما يعكس التزام المشروع بتقديم حلول عملية تلبي احتياجات الفئات العاملة في ظل التحديات البيئية الراهنة.
من جانبه، قال يوسف عبدالله الرئيس التنفيذي لمشروع "قطره" التابع للجامعة الأمريكية، إن المشروع عبارة عن مبرد مياه مبتكر يعمل على امتصاص الرطوبة من الهواء وتنقيتها ليُحولها إلى ماء صالح للشرب، وقد جاء استجابة للتحديات البيئية والصحية التي فرضها الاستخدام المكثف للبلاستيك في الخليج، حيث ثبُت أن البلاستيك يسبب أضرارًا جسيمة على الصحة والبيئة، مشيرًا إلى أن الفكرة ناضجة نتيجة مراقبة دقيقة للتأثيرات السلبية للبلاستيك، مما دفع الفريق إلى البحث عن بديل مستدام يعتمد على التقنيات الحديثة والموارد الطبيعية.
وأكد أن المشروع تم بفضل شراكة استراتيجية مع إحدى الشركات الرائدة في مجال التقنيات البيئية، حيث تم الاتفاق على استخدام أحدث الابتكارات في تصميم جهاز قادر على التقاط الرطوبة وتنقيتها بكفاءة عالية، مضيفًا أن المشروع يسعى إلى تقديم حل عملي ومستدام يعزز من التنمية البيئية في المنطقة، ويشكل خطوة نوعية نحو الحد من التلوث البلاستيكي، مما يعود بالنفع على صحة المواطنين والحفاظ على البيئة في الخليج.
من ناحيتها، أكدت آمنة سيادي عضو فريق MARIS من الجامعة البريطانية، أن المشروع يهدف إلى توفير مصدر مستدام للطاقة يعتمد على مياه البحر، حيث تم تطوير نظام مبتكر يولد الكهرباء عند تفاعله مع مياه البحر، ليشغل أجهزة متعددة مثل الإضاءة، ومكبرات الصوت بتقنية البلوتوث، وشواحن USB، موضحة أن التقنية المستخدمة تعتمد على تفاعل كيميائي بين النحاس والمغنيسيوم داخل الجهاز، مما يسمح بإنتاج الطاقة فور ملامسته لمياه البحر، دون الحاجة إلى شحن أو مصدر طاقة خارجي.
وأضافت أن فكرة المشروع مستوحاة من التراث البحريني، حيث لعبت مياه البحر دورًا رئيسيًا في حياة الأجداد، سواء في الصيد أو الغوص لاستخراج اللؤلؤ، مشيرة إلى أن الفريق سعى إلى دمج هذا العنصر التراثي مع التكنولوجيا الحديثة، لتقديم حل مستدام وصديق للبيئة، يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
وفي السياق ذاته، أكدت إباء حسن من مشروع VERA بمدرسة جد حفص الثانوية للبنات، أن المشروع يهدف إلى تصنيع بطاريات مستدامة مصنوعة من نبات الصبار، وذلك للحد من النفايات الإلكترونية الخطرة وتقليل تأثيرها على البيئة، موضحة أن الفريق بدأ بسلسلة من التجارب لاختبار قدرة الصبار على توصيل الكهرباء، مما مكنهم من تطوير نموذج أولي ناجح، وفي المرحلة التالية، تواصل الفريق مع مصانع خارج مملكة البحرين لدعم عملية الإنتاج، حيث تم تصنيع البطاريات بتركيبة أساسية تعتمد على الصبار كمصدر رئيسي للطاقة.
وأضافت أن ما يميز هذه البطاريات هو قابليتها لإعادة التدوير وإمكانية تحللها عند دفنها في التربة، مما يسهم في تحسين جودتها بدلاً من الإضرار بها، على عكس البطاريات التقليدية التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة، مؤكدة أن المشروع يمثل خطوة مبتكرة في مجال التكنولوجيا المستدامة، حيث يسعى إلى تقديم حلول صديقة للبيئة تسهم في تقليل التلوث وتعزيز الممارسات البيئية الآمنة.
بدورها، أكدت سارة ماهر الرئيس التنفيذي لمشروع "نزرع" من مدرسة الحد الثانوية للبنات، أن المشروع يهدف إلى تقديم بديل مستدام للأكياس البلاستيكية عبر تصنيع أكياس قابلة للتحلل بالكامل، مصنوعة من نبات "الكاسافا" المستورد من شرق آسيا، موضحة أن هذه الأكياس تتحلل خلال 180 يومًا فقط، مقارنةً بالأكياس البلاستيكية التي تحتاج إلى أكثر من 10 سنوات للتحلل، وفي حال حرقها، فإنها تطلق سمومًا تضر بالبيئة والصحة العامة.
وأضافت أن المشروع يعتمد على مواد طبيعية بنسبة 100%، مما يجعل الأكياس آمنة على البيئة، حيث تتحلل بشكل طبيعي دون أن تترك أي مخلفات ضارة، بل تسهم في تغذية التربة وتحسين جودتها، مشيرة إلى أن فكرة المشروع جاءت من تجربة في مصر، حيث يستخدم نبات "الكاسافا" على نطاق واسع لصناعة بدائل بيئية، مؤكدة أن الفريق تمكن من تطوير هذه الفكرة لتناسب احتياجات السوق المحلية، من خلال تصنيع أكياس صديقة للبيئة يمكن استخدامها في مختلف القطاعات.
من جانبها، أكدت لولوة بو حيمد، من مشروع MANDHRK التابع لمدرسة حوار الدولية، أن المشروع يهدف إلى مساعدة الطلاب على تحسين تركيزهم أثناء الدراسة من خلال تصميم شاشة ذكية خالية من أي مصادر تشتت، موضحة أن الفكرة جاءت استجابة لمشكلة شائعة بين الطلبة، حيث يؤثر استخدام الحواسيب على مستوى التركيز بسبب الإشعارات المستمرة من وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية وصعوبة إنجاز المهام الدراسية.
وأضافت أن الشاشة التي تم تطويرها في المشروع توفر بيئة دراسة خالية من الملهيات، مع التركيز على الأهداف الأكاديمية فقط، مبينة أن الفريق بدأ بتنفيذ المشروع ضمن برنامج "إنجاز"، ويخطط للتوسع مستقبلاً عبر تسويق المنتج وطرحه للبيع، بهدف توفير حل عملي يساعد الطلبة على تحقيق أداء دراسي أفضل.
من: نورة البنخليل
م.ص, A.A
0 تعليق