في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة لافتة في الدوري المصري لكرة القدم، حيث تزايدت رغبة الأندية المصرية في التعاقد مع اللاعبين المغاربة. ويُعزى هذا التوجه إلى التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم المغربية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، وخاصة بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، حيث بلغ “أسود الأطلس” نصف النهائي.
وتعتبر الأندية المصرية، حاليا، اللاعبين المغاربة من بين أبرز الاختيارات في سوق الانتقالات، حيث يتصدرون قائمة أكثر اللاعبين العرب حضوراً في الدوري المصري الممتاز.
وفي هذا السياق، يشغل اللاعبون المغاربة المركز الثاني في قائمة أكثر الأجانب تمثيلاً في الدوري المصري برصيد 12 لاعبًا، 4 منهم في صفوف النادي الأهلي، أكثر الأندية تتويجاً في مصر وإفريقيا.
ومن بين أبرز اللاعبين المغاربة في الدوري المصري: أشرف بنشرقي، ويحيى عطية الله، وأشرف داري، ورضا سليم (الأهلي)، ووليد الكرتي، ومحمد الشيبي (بيراميدز)، وزهير المترجي (فاركو)، ومحمود بنتايك، وصلاح مصدق (الزمالك)، وأحمد بلحاج (كليوباترا)، وعبد الكبير الوادي، وعبد اللطيف بنقسو (سموحة).
اللافت للنظر هو أن 5 من أصل 12 لاعبًا مغربيًا في الدوري المصري سبق لهم التتويج بدوري أبطال إفريقيا، وكلهم مع فريق الوداد الرياضي، وهم: أشرف بنشرقي، ويحيى عطية الله، وأشرف داري، ووليد الكرتي، وزهير المترجي.
وعلى الرغم من أن اللاعبين النيجيريين يحتلون المركز الأول في قائمة الأجانب الأكثر حضوراً في الدوري المصري (21 لاعباً)، إلا أن اللاعبين المغاربة يأتون في المرتبة الثانية في هذه القائمة، ويليهم اللاعبون التونسيون (10 لاعبين)، والإيفواريون (8 لاعبين)، والغانيون (7 لاعبين)، والفلسطينيون (6 لاعبين)، والبوركينابيون والغينيون والسنغاليون (4 لاعبين)، بينما يوجد 3 لاعبين جزائريين.
وفي ما يتعلق بالقيمة المالية للدوريات الإفريقية، يحتل الدوري المصري المركز الثاني في قائمة أغنى الدوريات الإفريقية، حيث تبلغ قيمته المالية 149.38 مليون يورو، بعد الدوري الجنوب إفريقي الذي يحتل المركز الأول بقيمة 170.08 مليون يورو، بينما يأتي الدوري المغربي في المركز الثالث بقيمة 123.74 مليون يورو، وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت” المتخصص في رصد قيم اللاعبين والدوريات.
وفي هذا السياق، يقول محمد عزيز، محلل كرة القدم المصري، في أحد البرامج الرياضية على قناة “صدى البلد”، إن “كرة القدم المغربية تمارس تحت ضغط كبير، حيث يحظى الدوري المغربي بحضور جماهيري قوي في جميع المباريات. هؤلاء اللاعبون جاءوا إلى مصر للعب في بيئة أقل ضغطًا”. ويضيف أن هناك فرقًا في الإمكانيات المالية بين الأندية المصرية والمغربية، مشيرًا إلى أن فريق الوداد الرياضي على الرغم من إمكانياته المحدودة، تمكن من التتويج مرتين بدوري أبطال إفريقيا في السنوات الأخيرة، وكذلك نهضة بركان الذي فاز بكأس الكونفدرالية مرتين.
ويؤكد المحلل ذاته أن الأندية المغربية تعتمد بشكل كبير على اللاعبين المتخرجين من الأكاديميات، بينما يعاني الدوري المصري من نقص في القاعدة الشابة من اللاعبين.
وتجدر الإشارة إلى أن حارس المرمى الراحل عبد القادر البرازي كان من أوائل اللاعبين المغاربة الذين انتقلوا إلى الدوري المصري، حيث انضم إلى الإسماعيلي في 1998 وساهم في تتويج الفريق بكأس مصر. ومن بعده، لعب عدد من اللاعبين المغاربة في الدوري المصري، منهم توفيق جموحي وسعيد ميلودي مع فريق بلدية المحلة، وصلاح البليون مع إسمنت السويس، وعبد السلام بنجلون مع الإسماعيلي، وعمر نجدي مع المقاصة، وسفيان طلال مع طلائع الجيش، وبدر بانون مع الأهلي، إضافة إلى محمد أوناجم وخالد بوطيب مع الزمالك.
0 تعليق