قدّمت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية آخر العروض الرسمية لفعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان «أيام المسرح للشباب» الذي نظمته الهيئة العامة للشباب، بدءاً من 15 فبراير الجاري، على مسرح الدسمة.
وجاء العرض بعنوان «جثة على الرصيف»، من تأليف الكاتب القدير الراحل سعدالله ونوس، معالجة وإخراج مصعب السالم، ومن بطولة مشعل العيدان ويعقوب جوهري وسيد محمد الموسوي وصالح البحير.

منذ 31 دقيقة

منذ 6 ساعات
«السيد والمتسوّل»
دارت أحداث العرض حول متسوّل بلا مأوى، مات رفيقه في الشارع من شدة الجوع والبرد أمام قصر لشخصية مهمة.
ثم يأتي شرطي ويأمر المتسولَيْن بأن يتحركا، من دون أن ينتبه إلى أن أحدهما ميت، قبل أن يخرج «السيد» (الذي جسد دوره مشعل العيدان) من بيته بعد سماع الحوار بين الشخصيات الثلاث، ويقرر شراء الجثة، التي تشير هنا إلى موت الضمير الإنساني.
وقدّم العرض، الذي كتبه سعد الله ونوس، لمحة واقعية عن المعاناة التي يكابدها الإنسان العربي منذ عشرات السنين، حيث الجثث الملقاة على الطرقات والأرصفة، ورائحة الموت المنتشرة في كل مكان، في البلدان التي ذاقت ويلات الحروب والقمع والاضطهاد، من المستعمر أو السلطة أو حتى من المتنفذين في أجهزة الدولة.
كما أضاءت المسرحية على الفروقات والصراعات الطبقية، فالسيد من الطبقة المخملية، والشرطي من الطبقة المتوسطة، فيما أن المتسوّل من الطبقة المسحوقة في المجتمع.
«التاريخ يُعيد نفسه»
وبالرغم من أن المسرحية كتبها ونوس في العام 1965، غير أنها صالحة للعرض في كل زمان ومكان، خصوصاً في زماننا هذا، كما لو أن التاريخ يُعيد نفسه.
ولا نغفل دور المخرج مصعب السالم الذي أبدع في معالجتها ليقدمها بشكل مُعاصر وبرؤية جديدة كلياً. وكذلك نجح في تحويل النص إلى اللهجة الكويتية، لتكون أقرب إلى الجمهور ولكسر الرتابة في مثل هذه النوعية من الأعمال الجادة، فأضفى السالم في معالجته نَفَساً كوميدياً من مبدأ «شرّ البليّة ما يُضحك».
ولعلّ وجود فنان مثل مشعل العيدان، أسهم بشكل كبير في منح الثقة للمخرج بأن يفرد عضلاته على خشبة المسرح، مستنداً إلى نص قوي ومتماسك، عطفاً على أنه ممثل بارع في تجسيد الشخصيات المركبة، ومحترفاً في الأداء الكوميدي والتراجيدي، بالإضافة إلى بقية الممثلين، الذين جسدوا أدوارهم بحرفية عالية، وعلى رأسهم المخرج السالم الذي قدّم هو الآخر دور المخرج في الكواليس.
0 تعليق