بورصة لمستقبل التجارة (1-2) - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ إطلاقها في نوفمبر 2005، أرست بورصة دبي للذهب والسلع سابقة، حيث كانت أول بورصة لمشتقات السلع في المنطقة. وعلى مدار العقدين التاليين، تبوأت البورصة مكانة فريدة في مشهد التداول في الشرق الأوسط، حيث تطورت من كيان ناشئ إلى بورصة مشتقات رائدة تُمكّن المشاركين العالميين من تداول وتخليص وتسوية المعاملات في منطقة الخليج. وتميزت بورصة دبي للذهب والسلع بسلسلة من المبادرات الرائدة، وتعد الذكرى السنوية العشرين لتأسيس البورصة فرصة للتأمل في إنجازاتها البارزة، وكذلك للاستفادة من إمكاناتها الحقيقية كمنصة متقدمة تقنياً قادرة على التكيف مع الاقتصاد العالمي السريع وتلبية الطلب المتزايد في سوق دبي.
منذ تأسيسها، أدركت بورصة دبي للذهب والسلع إمكانات تداول المشتقات في المنطقة، وتميزت بكونها أول بورصة رائدة في الشرق الأوسط في مجال تداول السلع ومشتقات العملات.
وقد وضع هذا النهج الاستشرافي الأساس للنجاحات اللاحقة للبورصة، وأبرزها إدراج أزواج العملات الرئيسية مثل الروبية الهندية والدولار الأمريكي، ما يلبي احتياجات الشركات والأفراد الذين يجرون معاملات عبر الحدود مع الهند. وسرعان ما أصبح هذا العرض حجر الزاوية في جاذبية بورصة دبي للذهب والسلع، حيث يوفر آلية تحوّط حيوية ويُسهّل التدفقات التجارية بشكل أكثر سلاسة.
إدراكاً منها للطلب المتزايد من الجهات الفاعلة الأصغر حجماً، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة ومستثمرو التجزئة، أطلقت بورصة دبي للذهب والسلع عقد الروبية الهندية الآجل المصغر، وهو منتج يبلغ حجمه عُشر حجم العقد الآجل الحالي للروبية الهندية. ولم تكن هذه الخطوة الاستراتيجية هي الأولى من نوعها خارج الهند فحسب، بل إنها أيضاً جعلت التحوط من مخاطر العملات أكثر ديمقراطية، ما أتاح لمجموعة أكبر من المشاركين إدارة تقلبات الروبية الهندية بشكل أكثر فاعلية.
في عام 2014، وسعت بورصة دبي للذهب والسلع محفظتها من خلال إضافة العقود الآجلة لعملات الأسواق الناشئة مثل الراند الجنوب إفريقي، والروبل الروسي، والوون الكوري. وبحلول عام 2016، زادت البورصة من فرص الاستثمار من خلال تقديم العقود الآجلة للأسهم، ما أتاح للمستثمرين الإماراتيين فرصة الوصول إلى أسهم الشركات الأمريكية والهندية الرائدة، مثل شركة «آبل» والبنوك الهندية الكبرى.
ولإظهار قدرتها على التكيف، طرحت بورصة دبي للذهب والسلع في عام 2016 العقود الآجلة للنفط الخام الهندي، ما أتاح للمشاركين تداول العقود الآجلة للنفط الخام بالدولار الأمريكي مع استخدام الروبية الهندية كمرجع. وفي العام نفسه، عززت البورصة شراكاتها مع مؤسسات مالية كبرى مثل البنك الصناعي والتجاري الصيني (CBC) وبنك أيه بي إن أمرو (ABN AMRO)، ما عزز قدراتها التشغيلية وانتشارها.
استمرت بورصة دبي للذهب والسلع في تحقيق نمو ملحوظ، حيث سجلت أحجام تداول قياسية في عام 2017. وفي عام 2018، قامت بخطوة كبيرة في مجال التمويل الإسلامي من خلال إطلاق أول عقد ذهب فوري متوافق مع الشريعة الإسلامية على الإطلاق، ما جعلها رائدة في تقديم المنتجات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وفي عام 2019، عمّقت بورصة دبي للذهب والسلع علاقاتها مع الهند من خلال دراسة إمكانية افتتاح مكتب لها هناك.
كما تعاملت البورصة مع جائحة كورونا في عام 2020 من خلال إطلاق منتجات مبتكرة، مثل العقود الآجلة المتجددة للعملات الأجنبية والعقود الآجلة الأسبوعية للروبية الهندية مقابل الدولار الأمريكي، لتلبية احتياجات السوق المتطورة.
في عام 2021، فتحت بورصة دبي للذهب والسلع أبوابها للمستثمرين الإسرائيليين، ما عزز التعاون الإقليمي بعد الاتفاقيات الإبراهيمية، كما طرحت البورصة العقد الآجل بالروبية الباكستانية ودخلت في شراكة مع بورصة فيكتوريا فولز في زيمبابوي، ما يدل على انتشارها العالمي.
استمر هذا الزخم في عام 2022 مع إطلاق عقود الذهب المادية الآجلة وعقود الذهب الفورية الجديدة، ما زاد من المرونة للمتداولين والمؤسسات المالية. وعززت الشراكات، مثل الشراكة مع شركة SAM للمعادن الثمينة وشركة FinMet في الهند، دور بورصة دبي للذهب والسلع في تسهيل العلاقات التجارية بين الإمارات والهند. وقد شكل قرار سوق دبي المالي بتمكين شركات الوساطة في بورصة دبي للذهب والسلع من تقديم خدمات تداول المشتقات والمقاصة علامة فارقة أخرى في تكامل النظام المالي في دبي.
بحلول عام 2023، سجلت بورصة دبي للذهب والسلع نمواً قوياً في أحجام التداول، وواصلت تعزيز مكانتها الريادية في مجال التمويل الإسلامي من خلال إطلاق أول عقد فوري للفضة متوافق مع الشريعة الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي. كما أن الإعفاءات من الرسوم على عقود الذهب الفورية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية زادت من إمكانية الوصول إليها.
على مدى العقدين الماضيين، لعبت بورصة دبي للذهب والسلع دوراً حيوياً في تشكيل المشهد المالي في دبي، ودعم الأعمال التجارية والاستثمارات الدولية، لا سيما مع الهند. ونتيجة لذلك، عززت البورصة شفافية السوق وكفاءته، واجتذبت مشاركين إقليميين ودوليين، ودعمت الأعمال المساندة في جميع أجزاء القطاع المالي.
* الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق