في ظاهرة فلكية نادرة تصطف سبعة كواكب، غداً، في ما يطلق عليه علماء الفلك «استعراض الكواكب». ويشكل هذا الحدث الكوني عرضاً مذهلاً في السماء.
يضم العرض سبعة كواكب بارزة في نظامنا الشمسي، هي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون. وسوف يكون كل من هذه الكواكب مرئياً في أوقات مختلفة طوال ليل الغد، ما يوفر لمراقبي السماء فرصة فريدة لمشاهدة جمال وتنوع الكواكب.
في حين يمكن رؤية بعض الكواكب، مثل الزهرة والمشتري بسهولة بالعين المجردة بسبب سطوعها، قد تتطلب كواكب أخرى، مثل أورانوس ونبتون استخدام منظار ثنائي العينية أو تلسكوب لرصدها، وستكون الرؤية الواضحة للأفق مفتاحاً لالتقاط لمحة من الكواكب السبعة في هذه المحاذاة النادرة.
إن الأحداث مثل العرض الكوكبي تعمل كتذكير بالطبيعة الديناميكية لنظامنا الشمسي والرقص المعقد للأجرام السماوية الذي يحدث على نطاق كوني. وتوفر مثل هذه المحاذاة لعلماء الفلك رؤى قيمة حول آليات حركة الكواكب والتفاعلات الجاذبية التي تحكم سلوك هذه العوالم البعيدة.
وسوف يظهر عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس، منخفضاً في الأفق، بينما يتألق كوكب الزهرة، «نجم المساء» المبهر، في الغرب بعد غروب الشمس. وسوف يكون كوكب المريخ، المعروف بلونه الأحمر المميز، مرئياً في كوكبة الثور.
أما كوكبا المشتري وزحل، العملاقان الغازيان في نظامنا الشمسي، سيظهران بارزان في السماء قبل الفجر، حيث يتفوق كوكب المشتري على جيرانه من الكواكب بتوهجه المشع. وسوف يتطلب تحديد موقع العملاقين الجليديين أورانوس ونبتون عيناً ثاقبة وخريطة نجمية جيدة، لكن وجودهما يضيف شعوراً بالغموض والدهشة إلى العرض الكوكبي.
مع اقتراب شهر فبراير من نهايته، خذ لحظة للنظر إلى السماء ليلاً وشاهد روعة العرض الكوكبي الذي يتكشف في السماء. سواء كنت من هواة رصد النجوم أو مجرد مراقب عادي، فإن هذا الحدث السماوي يوفر لك فرصة نادرة للتواصل مع اتساع الكون وتقدير جمال الكواكب.