بعد إعلان الجيش الكويتي الشهر الماضي تخريج الدفعة الثانية من منتسبي القوة الجوية من الطيارين والرماة لطائرة «بيرقدار TB2» من دون طيار، وذلك بعد اجتياز الدورة الثانية التي استغرقت 4 أشهر، ضمن برنامج تدريب مُعدّ مسبقاً لإعداد الكوادر والأطقم الفنية والتشغيلية للطائرة من منتسبي القوة الجوية، أكدت السفيرة التركية لدى البلاد، طوبى نور سونمز، أن «الكويت لاعب رئيسي وحليف استراتيجي في الخليج، وهي شريك راسخ في مجال التعاون العسكري والدفاعي»، لافتة في لقاء مع «الجريدة»، إلى أن «تعاوننا سيتعزز أكثر من خلال المناورات والتدريبات المشتركة والاتفاقيات الأمنية الاستراتيجية». وشددت على «أننا نهدف إلى تعزيز تعاوننا العسكري بشكل أكبر»... وفيما يلي نص الحوار:
• تزامنا مع تخرّج الدفعة الثانية من منتسبي القوة الجوية من الطيارين والرماة لطائرة بيرقدار TB2، كيف تقيّمون التعاون العسكري بين الكويت وتركيا؟
- يسعدنا أن العلاقات الثنائية بين بلدينا تتطور كل يوم من خلال الزيارات المتبادلة والاتفاقيات التي يتم توقيعها. ومن آخر المحطات البارزة في تعاوننا الثنائي زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى تركيا في مايو الماضي. وخلال هذه الزيارة التاريخية، قررنا معاً الارتقاء بعلاقاتنا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، واتفقنا على إنشاء آلية حوار استراتيجي مشترك.
ولن يكون من المغالاة القول إن أفقًا جديدًا قد انفتح أمام علاقاتنا الوثيقة والأخوية بالفعل بعد هذه الزيارة. ففي الشهرين الماضيين، ولا سيما في علاقاتنا العسكرية بين جيشينا، حدثت زيارات وتطورات مهمة. آخرها زيارة رئيس الأركان التركي الفريق أول متين غوراك إلى الكويت الشهر الماضي، وهي زيارة متبادلة مع زيارة نائب رئيس الأركان العامة لدولة الكويت، اللواء الركن الشيخ صباح الجابر، إلى تركيا في ديسمبر 2024.
طوبى سونمز: تعاوننا سيتعزز أكثر من خلال المناورات والتدريبات والاتفاقيات الأمنية
نحن نولي أهمية قصوى لأمن منطقة الخليج، ونعتبر الكويت لاعباً رئيسياً وحليفاً استراتيجياً في الخليج. ولا تزال تركيا، بصفتها جهة فاعلة رائدة في مجال الصناعات الدفاعية على مستوى العالم وقوة عسكرية كبيرة، شريكاً راسخاً للكويت في مجال التعاون العسكري والدفاعي. لقد صمدت علاقاتنا أمام اختبار الزمن، وأشعر بالفخر كسفير عندما يتحدث أصدقاؤنا الكويتيون باعتزاز عن التضامن الذي قدّمته تركيا والجيش التركي خلال الأوقات الصعبة في الماضي. وأعتقد أن تعاوننا في المجالات كافة، بما في ذلك المجال العسكري والدفاعي، سيتعزز أكثر من خلال المناورات والتدريبات المشتركة والاتفاقيات الأمنية الاستراتيجية والحوار المنتظم الذي يجري على جميع المستويات. ونحن نهدف إلى تعزيز تعاوننا العسكري مع الكويت بشكل أكبر، الأمر الذي سيصبُّ في مصلحة بلدينا.
• ما الهدف من هذه البرامج التدريبية المكثفة؟
- الهدف من البرنامج، الذي شمل تدريب الطيارين ومشغّلي الطائرات من دون طيار من بين أمور فنية أخرى، كان تزويد أفراد القوات المسلحة الكويتية بالخبرة الفنية والعملية والمعرفة اللازمة لتشغيل وصيانة هذه الطائرات الجديدة وتزويد الطيارين الكويتيين بالقدرات اللازمة لتحقيق هذه الغاية. وبما أن هذه المنصات الجوية غير المأهولة يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها مضاعفات للقوة، فإننا نعتقد أن الحصول على هذه القدرات، سيضيف إلى البراعة الشاملة للقوات المسلحة الكويتية.
كما أن طائرة بيرقدار TB2 تقدّم نفسها كمنصة متطورة وفعالة من حيث التكلفة مقارنة بمنافسيها، وذلك بفضل أجهزة الاستشعار الحديثة المدمجة فيها، والتكامل المتقدم لقدرات الذخائر وقدرة الطيران الذاتي.
وعلاوة على ذلك، فقد تم اختبارها وأثبتت جدارتها في الميدان العملياتي خلال العامين الماضيين، في ساحات القتال من كاراباخ إلى أوكرانيا ومن سورية إلى ليبيا. وقد أثبت نجاح هذه الأنظمة خلال هذه النزاعات فعاليتها وجدارتها بالثقة. ونحن نفهم أن هذه الاعتبارات جعلت أنظمة بيرقدار TB2 خيارًا مناسبًا لدولة الكويت. وبالإضافة إلى ذلك، وقبل توقيع العقد، تم اختبار الطائرات من دون طيار بالكويت في ظل ظروف مناخية قاسية، وربما كان مدى الطيران الطويل الذي يصل إلى 27 ساعة طيران متواصل عاملًا آخر أخذه الجانب الكويتي في الحسبان.
• هل هناك أي صفقات تسليح جديدة بين تركيا والقوات العسكرية الكويتية لتعزيز قدرات الجيش الكويتي؟
- لقد وفّرت الاتفاقية الخاصة بالمشتريات الدفاعية بين حكومتَي بلدينا، والتي تم توقيعها خلال زيارة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى تركيا في مايو 2024 أساساً سليماً وإطاراً لتعزيز تعاوننا في مجال الصناعات الدفاعية.
ونحن سعداء بالاهتمام الذي أبدته السلطات الكويتية بمنتجاتنا الدفاعية. وعلى هذا النحو، فإن شركات الصناعات الدفاعية التركية مستعدة للاستجابة لاحتياجات المؤسسة الأمنية والدفاعية الكويتية.
وبعد الزيارات العسكرية الرفيعة المستوى المتبادلة، نحن واثقون بأن التفاعل بين بلدينا سيزداد في هذا المجال أيضًا، ونعتقد أنه سيتم التوصل إلى صفقات جديدة ونتائج مفيدة للطرفين نتيجة لذلك.
0 تعليق