اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» والقهوة أثناء الحمل.. هل من علاقة؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أظهرت بعض الدراسات أن زيادة استهلاك القهوة أثناء الحمل يرتبط بإصابة الطفل بصعوبات في النمو العصبي، وقد تشمل هذه السمات المرتبطة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ولكن هل القهوة هي السبب؟

منذ 23 دقيقة

منذ 22 ساعة

دراسة نرويجية

عمل باحثون نرويجيون على توضيح ما وصفوه بـ«النصائح المربكة أحيانا» حول شرب القهوة أثناء الحمل، وقاموا بدراسة خضعت لها عشرات الآلاف من النساء الحوامل على مدى عقدين من الزمن. وأظهرت النتائج - عند أخذ عوامل أخرى مثل الجينات والدخل في الاعتبار - عدم وجود صلة سببية بين شرب القهوة أثناء الحمل وصعوبات النمو العصبي لدى الطفل. وهذا يعني أنه من الآمن الاستمرار في شرب «لاتيه» اليومي وفقا للتوصيات الحالية.

ووفقا لتقرير حول الدراسة نشره موقع «ساينس ألرت»، تؤدي التغيرات البيولوجية أثناء الحمل تؤدي إلى تقليل عملية التمثيل الغذائي للكافيين. وهذا يعني أن جزيئات الكافيين ومستقلباته (الجزيئات التي يتم إنتاجها أثناء تحلل الكافيين) تستغرق وقتًا أطول للتخلص منها من الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات السابقة أن الكافيين ومنتجاته الثانوية يمكن أن تعبر المشيمة. ولا يمتلك الجنين الإنزيمات اللازمة للتخلص منها، لذلك كان يُعتقد أن مستقلبات الكافيين قد تؤثر على الطفل النامي. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت القهوة تسبب بشكل مباشر تغييرات في نمو دماغ الجنين.

كذلك قد تختلف النساء الحوامل اللاتي يشربن القهوة عن أولئك اللاتي لا يشربنها في عدد من الطرق الأخرى. وقد تكون هذه المتغيرات - وليس القهوة - هي التي تؤثر على النمو العصبي.

فصل تأثير القهوة عن تأثير العوامل الأخرى

ومن المعلوم أن الجينات تلعب دورًا في عدد أكواب القهوة التي يستهلكها الشخص يوميًا. وقد استخدمت الدراسة النرويجية «علم الوراثة» لمقارنة نمو الأطفال الذين حملت أمهاتهم جينات مرتبطة بزيادة استهلاك القهوة أو لم تحملها.

نظرت الدراسة إلى عشرات الآلاف من العائلات المسجلة في دراسة مجموعة الأمهات والأب والطفل النرويجية. تمت دعوة جميع النساء الحوامل في النرويج بين عامي 1999 و2008 للمشاركة وشاركت 58694 امرأة مع أطفالهن. وقد أبلغ الآباء عن كمية القهوة التي شربوها قبل وأثناء الحمل. كما أكملت الأمهات استبيانات حول السمات العصبية التنموية لأطفالهن بين سن ستة أشهر وثماني سنوات.

غطت الأسئلة العديد من السمات، بما في ذلك صعوبات الانتباه والتواصل والمرونة السلوكية وتنظيم النشاط والدوافع، فضلاً عن المهارات الحركية واللغوية. كما قدم الآباء والأطفال عينات وراثية. وتمكن الباحثون من التحكم في المتغيرات الجينية المشتركة بين الأم والطفل وعزل سلوك شرب القهوة، وذلك للنظر في السببية من خلال هذه الطريقة لتعديل العوامل المربكة المحتملة في البيئة (تدخين الأم أو شرب الكحول، وتعليم الوالدين ودخلهم).

لم تظهر النتائج أي ارتباط سببي قوي بين زيادة استهلاك الأم للقهوة وصعوبات النمو العصبي لدى الأطفال.

ويمكن تفسير الاختلاف في النتائج بين دراسة الباحثين النرويجيين والدراسات السابقة من خلال عملهم على فصل تأثير القهوة عن تأثير المتغيرات الأخرى، فضلاً عن الاستعداد الوراثي لظروف النمو العصبي.

النتائج تبقى محدودة

ومع ذلك أكد الباحثون أن دراستهم تبقى محدودة، لافتين إلى انهم لم يتمكنوا إلا من استبعاد التأثيرات القوية للقهوة على الصعوبات النمائية العصبية، ومن الممكن أن تكون هناك تأثيرات صغيرة.

وأوضح العلماء أنهم قاموا فقط بالتحقيق في سمات النمو العصبي لدى النسل، وقد يؤثر استهلاك القهوة أثناء الحمل على الأم أو الطفل بطرق أخرى. ومع ذلك، فقد أظهروا سابقًا أن استهلاك القهوة أثناء الحمل لم يكن له تأثيرات سببية قوية على وزن الولادة، أو مدة الحمل، أو خطر الإجهاض أو ولادة طفل ميت. ولكن يجب التحقيق في نتائج أخرى - مثل الصحة العقلية أو خطر إصابة الطفل بأمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة.

وأكد العلماء أن دراستهم تدعم بشكل عام المبادئ التوجيهية السريرية الحالية التي تنص على أن الاستهلاك المنخفض إلى المعتدل للقهوة أثناء الحمل آمن للأم والطفل النامي. وبالنسبة لمعظم الناس، هذا يعني الالتزام بأقل من 200 ميلليغرام من الكافيين يوميا - وهو ما يعادل عادة فنجان إسبريسو واحد أو فنجانين من القهوة الفورية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق