بحروف مضيئة، كتب الباحث في التراث الكويتي صالح المذن السطر الأخير من كتاب حياته المشرق مغادرا دنيانا ومخلفا وراءه توثيقاً تاريخياً يشكل زاداً للأجيال المقبلة. وجه المذن ، الذي بدأ اهتمامه بالتراث الكويتي قبل قرابة خمسة عقود، كوجه الكويت محبُ ومحبوب يعكس ملامحها الجميلة بحقبها المختلفة الجامعة بين التراث والمعاصرة.
عٌرف عن المذن شغفه بالمعمار الكويتي القديم، وعشقه لتفاصيل البيوت القديمة وأشكال الأبواب والشبابيك التي كانت موجودة في كويت الماضي. المذن، الذي أجاد حرفة النجارة، كان ماهراً في تصنيع الأبواب و"الدرايش" و"اللواوين" لأنه كان يخشى أن تندثر هذه المهنة، ولذا حرص على نقلها للأجيال الجديدية وتعليم الراغب منهم أسس بناء البيوت الكويتية القديمة. أسس الراحل مؤسسة تراثيات التي أنتجب كل ما يتعلق بالبيوت القديمة من كراسي وطاولات مصنوعة من الخشب الأحمر القوي الشهير، فضلاً عن أواني الفخار (البورما) التي استخدمت لتبريد الماء في وقت لم يكن ثمة مبردات كهربائية.
منذ 32 دقيقة
منذ ساعة
وكما عشق الطراز المعماري وتفاصيله، كان خبيراً أيضاً بالكلمات الكويتية القديمة ودلالتها. كما تبحر في جمع وتوثيق الأمثال الشعبية التي كانت متداولة في العقود الماضية. "الراي" التي آلمها المصاب، تتقدم بالتعزية لآل المذن الكرام وأهل الكويت، سائلة المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.
0 تعليق