برعاية رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ أحمد العبدالله، وبحضور وزير الإعلام والثقافة، عبدالرحمن المطيري، الذي ناب عن سمّوه، دُشّن مؤتمر «تباعد المسافات وتقارب العلاقات... طريق الحرير عُروة بين عالَمين»، وذلك في مركز اليرموك الثقافي، بالتعاون مع سفارة الصين ودار الآثار الإسلامية، بحضور المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية، الشيخة حصة الصباح، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار، ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، السفير سميح جوهر حيات، وسفير الصين لدى الكويت تشانغ جيناوي والمدير الإداري للمعارض الفنية في الصين، د. تان بينغ.
وتناول المؤتمر لقاء الثقافتين العربية والصينية على طريق الحرير الذي قرّب المسافات وشجّع على تبادل الفنون والأفكار والبضائع، واستضاف المؤتمر نخبة من المختصين والأكاديميين من جامعة الكويت وباحثين ومديري متاحف من الصين، وتضمنت المحاضرات والجلسات مواضيع حول الثقافتين، منها العلاقات التجارية بين الخليج العربي والصين، وكتابات العرب والمسلمين عن الصين، والأسفار على طريق الحرير القديم في المستقبل، كما تم الإعلان عن تعاون مستمر، حيث تستعد السفارة مع دار الآثار الإسلامية لتنظيم معرض خاص للآثار حول الصين، وعرض مجموعة رائعة من التحف المحفوظة في المتحف.
علاقات التنمية والبناء
وفي كلمته، ثمّن وزير الإعلام جهود الشيخة حصة والدور الايجابي البارز الذي تقوم به من خلال أنشطة الدار، كما أشاد «بالعلاقات الكويتية - الصينية وعمقها الراسخ الذي يعكس الرؤى المشتركة لقادة البلدين، حيث بنيت هذه العلاقات على أسس قوية ومتينة وواضحة، وشملت مجالات التعاون الثنائية نموا كبيرا وفعالا في كل مجالات التنمية والبناء، بما يلبّي تطلعات قادة وشعبي البلدين الصديقين». وأضاف: «ولا يسعنا إلا أن ننوه بزيارة أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الى الصين في سبتمبر 2023، التي جرى خلالها محادثات مثمرة وتوقيع مذكرات تفاهم في شتى المجالات المشتركة».
ولفت إلى أنه منذ بدأت الكويت نهضتها الثقافية والحضارية قبل أكثر من 100 عام وهي وفية لتراثها وآثارها القديمة، وهذا يترجم اليوم باحتضان دار الآثار الإسلامية مؤتمر ومعرض الصين تحت عنوان «تباعد المسافات وتقارب العلاقات... الفن الصيني في الكويت»، فالتراث هو الهوية التي تميّز الشعوب، ومن واجبنا أن نتناقل هذا التراث كحافز للأجيال يثبت الهوية ويدفعها إلى المزيد من الإبداع والرقي.
وفي كلمتها، قالت الأمينة العامة المساعدة لقطاع الآثار الاسلامية بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الشيخة د. العنود الإبراهيم، إنه «منذ نشأة دار الآثار الإسلامية في 1983 تكرّس الجهود لرفع اسم الكويت وانتشاره في مجال الآثار والثقافة، وهي نفس المبادئ التي تم التوصية بها في الجزء السابع من رؤية الكويت 2035، التي تهدف الى تعزيز مكانة دولة الكويت إقليميًا وعالميًا من خلال الآثار والثقافة والسياحة».
من جانبه، قال السفير جيناوي إن جذور العلاقات الودية بين الصين والدول العربية تضرب في أعماق التاريخ، فمنذ أكثر من ألفي سنة، ربط طريق الحرير القديم بين الحضارتين الصينية والعربية. وقد انتقلت عبر هذا الطريق الاختراعات الصينية الأربعة الكبرى، إلى جانب الحريرِ والخزف الصيني، إلى المنطقة العربية، ومنها إلى العالم أجمع. وفي المقابل، وصلت إنجازات الحضارة العربية في مجالات الطب وعلم الفلك والهندسة، وحتى دين الإسلام الذي ظهر في القرن السابع الميلادي، إلى الصين عبر طريق الحرير القديم، وجعلت الحضارة الصينية أكثر تنوعاً. إن التبادل والتعلّم بين الحضارتين العريقتين قد أثرى كنوز الحضارة الإنسانية بشكل كبير.
وأضاف أنه على الرغم من بُعد المسافات بين الصين والكويت، فإن قلوب شعبيهما متواصلة وثقافاتهما مندمجة، حيث تعد دار الآثار الإسلامية خير شاهد على التبادل الثقافي بين الصين والكويت.
وكما هو معروف، فإن الشيخ ناصر صباح الأحمد (يرحمه الله) والشيخة حصة الصباح لديهما الإعجاب بالثقافة الصينية، إذ يمتلكان مجموعة كبيرة من التحف الصينية الثمينة والأنيقة، وفي كل مرة أزور هذا المتحف، أجد نفسي مأخوذًا بهذه التحف الرائعة.
وأشار إلى أهمية مشاركة مدير المركز الصيني لتبادل الآثار الثقافية ومديري متاحف مقاطعات غوانغ دونغ وتشجيانغ ومنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم، الذين يمتلكون خبرات واسعة في دراسة التبادل الثقافي، ليشاركوا رؤاهم حول موضوعات متعددة، مثل التجارة على طريق الحرير القديم، والعلم والفلسفة، ومستقبل طريق الحرير، من خلال جلسات المؤتمر في حوار مشترك، لاستكشاف تاريخ ومستقبل التبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي، وخاصة بين الصين والكويت.
0 تعليق