الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء يوقعان اتفاقيتي تعاون حول تحقيق الاستدامة وتصميم حمولة بحرينية لسطح القمر - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

المنامة في 14 نوفمبر /بنا/ وقعت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بدولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس، اتفاقيتين للتعاون، وذلك في إطار مشاركتهما في معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بنسخته السابعة.

 

 وتهدف الاتفاقية الأولى إلى الاستفادة من بيانات مراقبة الأرض لتنفيذ تطبيقات فضائية تساهم في تحقيق الاستدامة البيئية، انطلاقا من حرص الطرفين على تعزيز التعاون بما يعود بالنفع على تطور قطاع الفضاء على الصعيد الإقليمي، ويسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وستكون البداية من خلال التعاون على مشروع لمراقبة جودة المياه باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي.

 

فيما تختص الاتفاقية الثانية بتصميم حمولة بحرينية تثبت على مستكشف فضائي تابع لمركز محمد بن راشد للفضاء، عن طريق قيام إرسال حمولة بحرينية ذات إمكانيات متنوعة على متن مستكشف جديد، تم تطويره من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء، وسينطلق إلى سطح القمر لجمع المعلومات لغرض البحث والدراسة والتطوير، وتتمثل هذه المشاركة في تطوير فريق من الهيئة لكاميرات ذات مواصفات قياسية ملائمة لبيئة القمر القاسية ليتم استخدامهم في نظام الملاحة والتوجيه الخاص بالمستكشف، لتمكن فريق التحكم الأرضي من أداء مهامهم بالشكل المطلوب واستكشاف منطقة الهبوط ورسم الخرائط الخاصة بها وتحليل تربتها.

 

ويأتي هذا التعاون تحقيقاً لمذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين في العام 2019 واستكمالا لسلسة من التعاون في عدة مجالات بين الطرفين، من بناء وإطلاق الحمولات الفضائية، والمشاركة بمهمات استكشاف القمر، واستكشاف الفضاء الخارجي.

 

وتهدف الاتفاقيتين  إلى توسيع مجال التعاون بين الطرفين عبر تبادل الخبرات والعمل على المبادرات المشتركة التي توظف البيانات الفضائية والتقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق، من خلال العديد من المشاريع الوطنية والإقليمية والدولية في قطاعات متعددة، كالقطاع الزراعي والبيئي والتطور العمراني والطاقة المتجددة وإدارة الكوارث، والتي تساعد على الوفاء بالتزاماتنا تجاه أهداف التنمية المستدامة.

 

بهذه المناسبة قال الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة: "تعمل رؤية البحرين 2030 كإطار يدمج مراقبة المناخ والتطلعات إلى صافي انبعاثات صفرية في أهداف مملكة البحرين التنموية. كما يحدد قانون البيئة الوطني إلى جانب الاستراتيجيات الوطنية أهداف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة القدرة على التكيف مع تأثيرات المناخ. كما أعلنت المملكة عن هدف طويل المدى للوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2060. وقد شمل ذلك العديد من المبادرات مثل؛ خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 30٪، ومضاعفة انتاج الطاقة المتجددة، ومضاعفة عدد الأشجار، ومضاعفة أشجار القرم أربع مرات بحلول عام 2035".

 

وأضاف العسيري: "أن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء منذ انطلاقتها، ثابتة في التزامها بتطوير تقنيات الفضاء لخدمة التنمية المستدامة للمملكة، وهو ما تم التأكيد عليه أيضًا في السياسة الوطنية للفضاء. إحدى مبادراتنا الرائدة هي إنشاء مختبر الصور والبيانات الفضائية، الذي يلعب دورًا محوريًا في مكافحة تحديات تغير المناخ، حيث يوفر البيانات والصور الفضائية والدراسات التحليلية لمختلف أصحاب المصلحة لمراقبة الموارد وتقييم الأنظمة البيئية وتطوير السياسات المناخية، وتعزيز أهمية المبادرات الفضائية في مكافحة تحديات تغير المناخ وتحقيق أهداف الاستدامة".

 

وحول اتفاقية تصميم حمولة بحرينية تثبت على مسكشتف فضائي؛ أعرب الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء عن بالغ اعتزازه بهذا التعاون المثمر بين مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذي سيسهم في تحقيق إنجاز علمي كبير يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الحضور العربي في مجال علوم المستقبل واستكشاف الفضاء. مضيفا أن "مشاركة  مملكة البحرين في هذه المهمة التاريخية يؤكد المستوى الرفيع الذي وصلت إليه الكفاءات الوطنية، وتعكس الجهود المتواصلة للارتقاء بالقدرات التقنية والعلمية للمملكة. هذا الإنجاز يجسد قدرة مهندسينا وخبرائنا على الإبداع والتميز، ويثبت أن البحرينيين مستعدون لتقديم إسهامات نوعية في المحافل الدولية، وخاصة في قطاع الفضاء الذي يشكل محوراً حيوياً للتنمية المستدامة والتقدم العلمي. وهذا كله يأتي نتيجة مساعي الهيئة في تحقيق رؤيتها التي اختطها لها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، لتكون مملكة البحرين في مصاف الدول الرائدة في قطاع الفضاء."

 

من جانبه؛ قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: "يسرنا توقيع هذه الاتفاقية مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين، والتي تعكس التزامنا المشترك بتعزيز التعاون الفضائي بين دول المنطقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. نؤمن بأن البيانات الفضائية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة تقدم إمكانيات هائلة لدعم الاستدامة البيئية وإدارة الموارد الطبيعية بشكل فعال، مما يساهم في مواجهة تحديات تغير المناخ على المستوى الإقليمي والعالمي."

 

وأضاف: "مركز محمد بن راشد للفضاء يسعى دائمًا إلى تطوير الشراكات التي تفتح آفاقًا جديدة في مجال البحث العلمي والتقني، وتساهم في بناء القدرات وتبادل المعرفة والخبرات. من خلال هذه الاتفاقية، نتطلع إلى العمل مع شركائنا في مملكة البحرين على مشاريع تهدف إلى تعزيز الابتكار وتحقيق قيمة مضافة للقطاعين الفضائي والبيئي، بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة ويعزز مكانة المنطقة كمركز رائد في علوم الفضاء."

 

وقال: "نفخر بالتعاون مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين في هذه المهمة الطموحة لاستكشاف القمر، حيث يأتي هذا التعاون انطلاقاً من التزامنا المشترك بتعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية في منطقتنا العربية ودعم مشاريع استكشاف الفضاء. إن مساهمة المهندسين البحرينيين في تطوير حمولة علمية متقدمة ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر تعكس مستوى الشراكة الوثيقة بين بلدينا وتعزز من التقدم المستمر في مجالات العلوم والهندسة الفضائية. نتطلع دائماً للعمل مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين، وتعزيز التعاون الذي يدعم التقدم العلمي والتكنولوجي في المنطقة".

 

الجدير بالذكر أن الهيئة انضمت مؤخرًا إلى مرصد الفضاء من أجل المناخ وتواصل تعاونها مع الشركاء الدوليين بما في ذلك تطوير "مستشعر ثاني أكسيد الكربون" مع شركاء من المملكة المتحدة، والاشتراك في مشروع القمر الصناعي العربي "813" لمراقبة المناخ بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، إضافة لعدد من المبادرات الأخرى  في ذات التوجه.

 

م.ع, ج.ج

أخبار ذات صلة

0 تعليق