العين: راشد النعيمي
في عيد الاتحاد.. تلك المناسبة الغالية على قلوب الإماراتيين يتصاعد الاهتمام بالبدايات ليدرك الجميع قيمة النهايات التي نعيشها اليوم، والتي جعلت بلادنا رمزاً من رموز الحداثة والتطور، ودولة محورية في المنطقة ذات تجربة تعد الأنموذج في كل مجال تتصدر المؤشرات وتمارس دوراً مسؤولاً كبيت خبرة يسعى لنقل ما وصل إليه من تقدم إلى من حوله في مختلف الممارسات.
تفاصيل البدايات تلك تكون محل احتفاء عند شعب الإمارات الذي يدرك حجم التحول الذي مرّت به الدولة، لذلك تحوّلت تفاصيل الأحداث إلى مظاهر زينة بجانب الأعلام وصور رئيس الدولة والحكام، وكانت صحيفة «الخليج» خير من رصد البدايات، عاصرتها وسجلتها ونقلتها للعالم أولاً بأول وعاصرت كل التحولات بصعوباتها والتصميم على التغلب على كل ما يعترض اتحاد الإمارات.
وقصة تأسيس «الخليج» لا تنحصر في كونها كانت حلماً مملوءاً بالعثرات أمام الشقيقين الراحلين تريم وعبدالله عمران، رحمهما الله، انتصرا عليها بإرادتهما، وإصرارهما، فأخرجا للواقع واجهة إعلامية بارزة، وليست قصتها في مجرد تاريخ تأسيس نستذكره سنوياً، فنحتفي بها، وإنما هي حكاية ملأى بالإبداع والعطاء، عايشت فيها الصحيفة ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وقيام الاتحاد على يد المؤسسين المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما.
وعراقة الصحيفة بمؤسسيها تتركز في تعزيزهما الأهداف التي كان ينشدها الاتحاد، ومواكبتهما الخطوات التي مرّ بها، حتى جاءت الإمارات الشامخة، دولة تباري القمة في علوها، ولا تنافس سوى نفسها في التحضر، والتقدم، والابتكار.
اليوم جاءت «الخليج» في مقدمة مظاهر الاحتفاء بعيد الاتحاد وعبر عدد مميز تحول إلى رمز يرافق كل احتفال، ويقدم قيمة معنوية كبرى لاستذكار حجم الإنجاز، وهو العدد الذي صدر في 2 ديسمبر 1971، ويحمل في صفحته الأولى عنواناً غالياً وهو إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة وزايد رئيساً للاتحاد وراشد نائباً للرئيس ومكتوم بن راشد رئيساً للوزراء، وجاء في العناوين أيضاً وعد ضُرب لشعب الإمارات يقول: توفير حياة كريمة لجميع المواطنين.
اليوم تحقق الوعد، وجاءت الخليج لتعيد استذكار المشهد وسط أجواء فرحة وغبطة وسعادة وتقدير لجهود المؤسسين وصدق ما وعدوا به.
0 تعليق