- المعارضة السورية للبنانيين: معركتنا ليست مع أي منكم
واصل «تسونامي» المعارضة السورية، أمس، اجتياح المحافظات والمدن، جنوباً وشرقاً، وصولاً إلى التوغل في أطراف مدينة حمص (وسط)، وبدء «تطويق» العاصمة دمشق.
وبينما نفت الرئاسة تقارير عن مغادرة الرئيس بشار الأسد، الذي يحكم منذ 24 عاماً، العاصمة السورية، اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن على واشنطن «ألا تتدخل».
منذ ساعة
منذ ساعتين
وقال ترامب قبيل لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، إن «سورية في حال من الفوضى، لكنها ليست صديقتنا، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة. هذه ليست معركتنا. فلندع الوضع يأخذ مجراه. دعونا لا نتدخل».
ميدانياً، إلى جانب السيطرة على حلب في الشمال، وحماة في الوسط، وديرالزور في الشرق، دخلت المعارضة، إلى القنيطرة ودرعا والسويداء في الجنوب، وتقدمت إلى ضواحي حمص ودمشق.
وتركزت دفاعات الحكومة على حمص، إذ أفادت مصادر عسكرية بشن غارات جوية كبيرة على مواقع للمعارضة ووصول موجة من التعزيزات للتمركز في محيط المدينة.
وأكدت وزارة الدفاع السورية أن «لا صحة لأي نبأ وارد في شأن انسحاب لوحدات قواتنا المسلحة الموجودة في كامل مناطق ريف دمشق».
وتابعت أن قواتها «بدأت باستعادة زمام الأمور في محافظتي حمص وحماة في مواجهة التنظيمات الإرهابية».
وأتى ذلك في يوم خاطب قائد «هيئة تحرير الشام» أبومحمّد الجولاني مقاتليه، مؤكداً أن «دمشق تنتظركم».
وفي بيان بعنوان «إلى إخواني الثوار الأحرار» نشرته قيادة الفصائل على تطبيق «تلغرام»، قال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلاً من لقبه العسكري، «وإني أعزم عليكم ألا تهدروا رصاصة واحدة إلا في صدور أعدائكم، فدمشق تنتظركم».
وأكد القيادي في الفصائل المعارِضة حسن عبدالغني، البدء في «تنفيذ المرحلة الأخيرة من تطويق العاصمة دمشق».
ومن شأن السيطرة على حمص، وهي مفترق طرق رئيسي بين العاصمة والبحر المتوسط، عزل دمشق عن المعقل الساحلي للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وعن قاعدة بحرية وأخرى جوية لحلفائه الروس.
وقالت مصادر عسكرية إن السيطرة على درعا والسويداء والقنيطرة، قد تتيح هجوماً منظماً على العاصمة.
وفي الوقت نفسه، وسعت المعارضة نطاق سيطرتها لتضم جنوب غربي البلاد بالكامل تقريباً، وأعلنت سيطرتها على مدينة الصنمين على الطريق السريع الرئيسي الذي يمتد من دمشق إلى الأردن.
كذلك أخلت القوات الحكومية مواقعها في محافظة القنيطرة عند الحدود مع إسرائيل.
وفيما تتحرّك فصائل معارِضة محلية جنوباً، تقدّمت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، في محافظة دير الزور شرقاً، وهي موطئ القدم الرئيسي للحكومة في الصحراء الشاسعة.
يأتي ذلك وسط توقّف أوساط سياسية باهتمام عند الرسالة التي وجّهتها «إدارة الشؤون السياسية للمناطق المحررة في سورية»، إلى الشعب اللبناني، وأعلنت فيها «عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين السوري واللبناني» و«تطلعها إلى علاقات دبلوماسية مشتركة قائمة على التنمية والاحترام المتبادل لحقوق الشعوب».
وشددت على «أن معركة الثورة السورية اليوم ليست مع أي منكم ونأمل منكم عدم الانجرار إلى دعوات يائسة من أطراف إقليمية للانخراط في مواجهة ليست مواجهتكم».
دبلوماسياً، عقدت إيران وروسيا وتركيا اجتماعاً في الدوحة لبحث الوضع.
وشدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أنّ «الحوار السياسي بين الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المشروعة يجب أن يبدأ».
وكان عراقجي التقى في وقت سابق، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن إجراء مباحثات «صريحة للغاية ومباشرة» مع نظيره التركي هاكان فيدان، على هامش «منتدى الدوحة».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه ونظيريه التركي والإيراني اتفقوا على ضرورة وقف «الأعمال القتالية» على الفور.
وأضاف أن موسكو تريد أن ترى حواراً بين الحكومة وما سماها «المعارضة الشرعية».
من جانبه، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن «أمله» في أن «تجد جارتنا السلام والهدوء اللذين تحلم بهما منذ 13 عاماً»، مؤكدا أن سورية «تعبت من الحرب والدماء والدموع».
0 تعليق