خاص - (بنا)
المنامة في 14 ديسمبر/ بنا / أكد حرفيون بحرينيون أهمية عرض الحرف البحرينية التراثية في مهرجان أعياد البحرين الذي تنظمه وزارة الإعلام في القرية التراثية بمنطقة رأس حيان، مبينين أن تصميم القرية المستوحى من التراث البحريني الأصيل يوزّع الحرفيين بين مرافق وزوايا القرية ليقدموا للزائرين رحلة ثقافية تسلط الضوء على تاريخ الحرف وأنواعها وأشكال منتجاتها.
جاء ذلك خلال جولة لوكالة أنباء البحرين (بنا) في القرية التراثية، حيث التقت عددًا من الحرفيين الذين عبّروا عن سعادتهم بالمشاركة في فعاليات مهرجان أعياد البحرين في القرية التراثية، والذي يُقام خلال الفترة من 12 ديسمبر 2024 وحتى 4 يناير 2025، بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم.
فقد تحدثت الحرفية زكية علي عن أهمية حرفة (النقدة) باعتبارها تعبيرًا عن الثقافة والتراث المحلي، حيث تطورت الحرفة بخيوطها الفضية والذهبية لتلبية احتياجات العصر الحديث، مبينةً أن النساء البحرينيات لعبن دورًا محوريًا في تطوير هذه الحرفة، مما يعكس قوة وإبداع المرأة في المجتمع.
وأشارت إلى الاهتمام المتزايد بدمج (النقدة) في مجالات جديدة، وضمان تكيفها مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، فلم تعد تقتصر على الثياب النسائية المختلفة، بل تم توظيفها في الديكورات والوسائد والستائر وغيرها.
أما الحرفية زينب عبد الجبار فتحدثت عن صناعة (الخوص)، مبينةً أن مشاركتها تتمثل في تقديم ورش عمل تهدف إلى تعليم صناعة الخوص من سعف النخيل، وشرح فوائد النخلة واستخداماتها التقليدية والحديثة.
وتنتج زينب مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الجفير، السفرة، الحصير، المهفة، والشنط، كما تبتكر أشكالًا جديدة مثل الميداليات، مؤكدةً أهمية الخروج من الشكل التقليدي للحرفة واستحداث تفاصيل جديدة، مما يجعلها أكثر رواجًا بين الناس.
بدوره، تحدث الحرفي عيسى سلمان من قرية كرباباد عن أهمية النخلة بوصفها جزءًا أساسيًا من التراث البحريني، حيث يتم استخدام منتجاتها في صنع العديد من الأدوات التقليدية مثل (السلال، والقفاصة، والقرقور)، مشيرًا إلى تطور الحرف مع الزمن، حيث يتم دمج الخوص مع مواد أخرى مثل الجلد والنحاس لتلبية احتياجات السوق الحديثة.
وأكد الحرفي سلمان تفاعل الجمهور مع المنتجات الجديدة والمبتكرة، مشيرًا إلى أنه لمس ذلك من خلال مشاركته في عدة معارض دولية في دول مثل فرنسا، إسبانيا، وبريطانيا، مما يعكس الاهتمام بنشر التراث البحريني على مستوى عالمي.
أما الحرفي ميثم علي أحمد، من قرية عالي المشتهرة بصناعة الفخار، فأوضح أن صناعة الفخار تعد تجارة مهمة في القرية وتساهم في الاقتصاد المحلي، مؤكداً أن الحرفي يحتاج إلى سنوات من العمل والتدريب ليصبح محترفًا، وأن الإحساس بالطين، الذي يُعد عنصرًا أساسيًا في صناعة الفخار، يتطلب فهمًا عميقًا لخصائصه المعقدة.
وأخيرًا، تحدث الحرفي السيد حبيب محمد عن صناعة النسيج التي تشتهر بها قرية بني جمرة، حيث يتم إنتاج الشالات، العبايات، والأقمشة المختلفة، مشيرًا إلى أنه تم تطوير التصاميم التقليدية لتناسب الأذواق الحديثة، مع إدخال خيوط جديدة وتطريزات مبتكرة، مما زاد من جاذبيتها.
وقال السيد حبيب إن دمج الأساليب القديمة مع التصاميم الجديدة يظهر أهمية تعليم الأجيال القادمة لهذه الحرفة، مشيدًا بدور هيئة الثقافة في بناء مصنع النسيج للمحافظة على الحرفة، مما يعزز من فرص العمل ويحفز الاقتصاد المحلي.
يُذكر أن المهرجان في القرية التراثية هذا العام يشتمل على مجموعة واسعة من الفعاليات التي تستهدف جميع الفئات العمرية، حيث يُقام لأول مرة أوبريت فني يحتفي بالتراث والثقافة البحرينية في إجازات نهاية الأسبوع وأيام العطل الرسمية، بمشاركة نخبة من الفنانين الذين سيقدمون عروضًا تفاعلية للجمهور.
ويفتح المهرجان أبوابه للجمهور يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا وحتى الساعة الحادية عشرة مساءً، مع تمديد الفعاليات حتى منتصف الليل خلال إجازات نهاية الأسبوع والعطل الرسمية. ويعد المهرجان فرصة مميزة للاستمتاع بأجواء احتفالية تجمع بين الترفيه والاحتفاء بالتراث في إطار يجمع بين الأصالة والابتكار.
من: سماح علام
م.ج, ع.إ , S.E
0 تعليق