تستقطب عربة الخيل المفضّلة لدى إمبراطور النمسا-المجر فرانتس يوزف، التي تحمل اسم «فيكتوريا»، السيّاح في فيينا بعيد الميلاد، إذ تُعرض للمرة الأولى منذ أكتوبر/ تشرين الأول الفائت في العاصمة الإمبراطورية السابقة، بعدما بقيت لزمن طويل مفقودة ومهملة.
وكانت هذه العربة الأنيقة ذات اللون الأسود الداكن والتي تتميز ببساطتها المنسجمة مع شخصية فرانتس يوزف المتقشف، تتيح للإمبراطور، زوج الأميرة سيسي، البقاء على مرأى من رعاياه أثناء تنقلاته اليومية.
وهذه العربة المميزة المحفورة في التاريخ، كانت متهالكة وصدئة عندما عُثر عليها عام 1998 في مزرعة خيول، ولم تستعد رونقها السابق إلا بعملية ترميم دقيقة، جُمِعَت لها التبرعات طوال 20 عاماً.
وهذه القطعة التي تشكّل تعبيراً عما يُعرف بـ«الحقبة الجميلة» في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، انضمت أخيراً إلى مجموعة متحف العربات في قصر الإقامة الصيفية في شونبرون، حيث تتناقض بساطتها مع مركبات الخيول الأخرى الفاخرة في هذه التشكيلة التي تُعَدّ من الأكبر في العالم.
وكان الإمبراطور المنتمي إلى سلالة هابسبورغ يستطيع أن يختار بحسب المناسبة ما طاب له من نحو 600 مركبة يضمها مرآب قصره، من الزلاجات التي تجرها الخيول إلى المحفّات التي يرفعها حمّالون.
وبعد انهيار الامبراطورية النمساوية المجرية عام 1918، لم يُحتفَظ عام 1922 إلا بمئة فحسب من هذه العربات الأكثر قيمة لكي تبقى ذكرى للأجيال المقبلة.
وكان ممكناً أن تلقى هذه العربات المصير نفسه الذي انتهت إليه المجموعات الملكية في باريس بفعل الثورة الفرنسية. وفي 1945، قصفت الطائرات الأمريكية قصر فيينا، لكنّ المركبات نجت.
وكان النمساويون خلال الحقبة الإمبراطورية يصطفون على طول الطريق التي كان فرناتس يوزف يسلكها، على أمل إلقاء رسائل شكاواهم في عربته.
0 تعليق