الرحلات المدرسية.. دعم للمهارات وصقل للمواهب - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحقيق: ميرة الراشدي
تعد الرحلات المدرسية وسيلة تعليمية تربوية من قبل إدارات المدارس، حيث يزور الطلاب أماكن خارج الفصل الدراسي لتوفير التعلم العملي، حيث تحرص المدارس على اختيار معالم مميزة بصفتها وجهة للرحلات المدرسية منها المتاحف، وحدائق الحيوانات، والمحميات الطبيعية، ومراكز المسابقات والتعلم، ما يجعل التعلم أكثر جاذبية لا ينسى وتسهم في تطوير مهارات الطلبة الاجتماعية والنفسية.
«الخليج» التقت مع عدد من مسؤولي المدارس، والطلبة، والخبراء النفسيين لمناقشة الأبعاد المختلفة للرحلات المدرسية وأثرها في الطلاب، وتنوعت آراء الطلاب والطالبات حول الرحلات المدرسية، حيث عبّر بعضهم عن تقديرهم لدورها في كسر الروتين الدراسي وتعزيز الروابط الاجتماعية، بينما أشار آخرون إلى تحديات تواجههم مثل الازدحام في الحافلات ونقص الخصوصية أثناء الرحلة، كما أشار بعض الطلاب إلى تكاليف الرحلات، ما يبرز الحاجة إلى تنظيم أفضل يحقق الفائدة للطلاب من دون إثقال مصاريف الأسر.
قالت إلهام أحمد يوسف، نائب مدير مدرسة خاصة، في كل عام دراسي، يتم وضع خطة أنشطة للرحلات المدرسية، حيث تُرسل إلى دائرة التعليم والمعرفة للموافقة عليها قبل بدء التنفيذ، وإن إدارة المدرسة تحرص على اختيار مواقع الرحلات المدرسية بناء على الفائدة التي تقدمها للطلاب، سواء من الناحية الثقافية، أو الترفيهية، أو التعليمية.


وأضافت أن هناك تركيزاً على المواقع التي تساعد الطلاب على التعرف إلى معالم دولة الإمارات بشكل أوسع، مثل «متحف اللوفر» و«قصر الحصن» و«قصر الوطن»، كما تتضمن الرحلات مواقع ترفيهية تعزز السياحة الداخلية، مثل «ياس وتر وورلد» و«عالم فيراري» و«مدينة الألعاب»، وذلك لتعريف الطلاب بالمنشآت الحديثة في الدولة.
وأوضحت أن هناك أيضاً رحلات تشمل جامع الشيخ زايد الكبير، إضافة إلى رحلات مخصصة لتطوير الطلاب مهنياً وأكاديمياً، خاصة الطلاب في المرحلة الثانية والثالثة، لتمكينهم من التعرف إلى التخصصات والوظائف المستقبلية من خلال زيارات لجامعات مثل «جامعة خليفة» و«جامعة أبوظبي» و«جامعة زايد».
وأكدت أن المدرسة تتبع خطة تنظيمية شاملة بإشراف مسؤول الأمن والسلامة لضمان التزام الطلاب والمعلمين والمشرفين بإجراءات السلامة خلال الرحلات.
وفيما يخص التحديات التي تواجهها رحلات المدرسة، أشارت إلهام يوسف إلى أن أحد أبرزها هو عدم التزام بعض الطلاب بأوقات الجولات المحددة، ما يؤثر في سير الرحلات.
دعم الصحة النفسية 
وأكد الدكتور أحمد العزير، استشاري الأمراض النفسية، أن الخروج في رحلات مدرسية يعد من أهم لحظات الطفولة بالنسبة للعديد من الطلاب والطالبات؛ إذ يتيح لهم فرصة للاستمتاع بتغيير المشهد من البيئة الدراسية التقليدية، وأن هذه التجربة، سواء كانت في بداية تعليمهم أو في مراحل متقدمة، توفر لهم استراحة نفسية وفرصة لاكتساب المعارف والتجارب الحية التي تسهم في تعزيز صحتهم النفسية.
وأشار إلى أن الشعور بالقلق من جانب الطلاب وأولياء الأمور، خاصة عند المشاركة الأولى في مثل هذه الرحلات، أمر طبيعي؛ بل إن هذه اللحظات تتيح لهم تعلم كيفية التعامل مع المشاعر الجديدة، فالتجارب الخارجية غالباً ما تكون أكثر إثارة وتحفيزاً من الدراسة النظرية، كما أنها توفر بيئة محفزة للتعلم الاجتماعي والتجريبي.
وأضاف أن الأبحاث تشير إلى أن الأنشطة الخارجية ضمن الرحلات المدرسية تؤدي إلى تحسن واضح في الصحة النفسية للطلاب، حيث يشاركون في تمارين بناء الفريق، ما يعزز التعاون والذكاء العاطفي والمرونة النفسية لديهم، وتُعد هذه الأنشطة ذات قيمة خاصة للطلاب الذين يعانون الخجل الاجتماعي أو تدني الثقة بالنفس؛ إذ تسهم في تعزيز تقديرهم لذواتهم وتوطيد علاقاتهم مع زملائهم.


التماسك الاجتماعي: 
وأكد أن الرحلات المدرسية تعزز التماسك الاجتماعي والعمل الجماعي بين الطلاب، ما يخلق شعوراً بالانتماء ويوفر شبكة دعم تتيح للطلاب تبادل خبراتهم ومشاعرهم، لافتاً إلى أن هذه التجارب تساعد الطلاب على بناء المرونة النفسية من خلال مواجهة تحديات جديدة في بيئة داعمة بإشراف المعلمين، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم.
وبيّن أن فوائد الرحلات المدرسية لا تقتصر على التجربة المباشرة؛ بل تسهم في توسيع آفاق الطلاب وزيادة فهمهم للعالم، ما يعزز صحتهم النفسية على المدى الطويل، مشيراً إلى أن دمج الرحلات المدرسية في المناهج الدراسية يسهم في تعزيز التعلم وبناء استقلالية الطلاب وثقتهم بأنفسهم، مما يعود بالنفع عليهم وعلى أهاليهم في آنٍ واحد.
تحديات:
«الخليج» التقت مع عدد من الطلبة الذين تحدثوا عن الرحلات المدرسية، حيث قالت عائشة ناصر الخباني، طالبة في الصف السادس، إنها تحرص على المشاركة في الرحلات المدرسية، حيث أتيحت لها الفرصة لزيارة عدة أماكن مثل متحف اللوفر، ومدينة الألعاب، وحديقة الحيوان، وأن هذه الرحلات تضيف جانباً تعليمياً ممتعاً إلى تجربة الدراسة، وأن هناك بعض التحديات التي تواجه الطلاب خلال الرحلات، أبرزها دمج فصلين في حافلة واحدة، ما يؤدي إلى الازدحام ويمنع الطلاب من الشعور بالراحة أثناء الرحلة، كما أشارت إلى أن بعض المعلمين لا يمنحون الطلاب مساحة شخصية كافية، حيث يتابعونهم عن قرب طوال الرحلة، ما قد يؤثر في حرية الطلاب في الاستمتاع بتجربة الرحلة.
وأضافت أن هذه الجوانب السلبية قد تقلل من متعة الرحلات المدرسية، معربة عن أملها في تحسين تنظيم الرحلات، بحيث توفر تجربة أكثر راحة واستقلالية للطلاب.
التنوع في الرحلات:
وأشارت حورية سعيد سالم، طالبة في الصف التاسع إلى حبها للمشاركة في الرحلات المدرسية، وأنها تشعر بالمتعة من خلال هذه الرحلات التي تتيح لها فرصة جمع ذكريات مميزة مع زميلاتها ومعلماتها، وتتمنى أن تكون الرحلات القادمة أكثر تنوعاً، بحيث تشمل وجهات مثل دبي ورأس الخيمة، نظراً لما تتمتع به من مناطق جبلية وأنشطة متعددة، مثل تسلق الجبال ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة في جبال الحجر، وأن مثل هذه الرحلات ستوفر لها تجربة مميزة ومغامرات فريدة من نوعها، تعزز شغفها بالاستكشاف وتضيف لمسة جديدة إلى تجربتها المدرسية.
اكتشاف المواهب 
وقال سهيل علي سلطان، طالب في الصف الأول، إنه يحب المشاركة في الرحلات المدرسية، وإن هذه التجارب تمنحه الفرصة للتفاعل مع أصدقائه من خلال الرسم واللعب الجماعي، وأنه يستفيد كثيراً ويتعلم من كل الأنشطة التي يشارك فيها خلال الرحلة، ما يعزز مهاراته الفنية ويساعده على اكتشاف موهبته بشكل أكبر. 
وأوضحت العنود محمد مسلم، طالبة في الصف الثالث، أن الرحلات المدرسية تعزز علاقتها مع معلماتها وأصدقائها، حيث تحتفظ بصور هذه الرحلات كذكريات جميلة، مؤكدة أن هذه الأنشطة تعزز شعور التعاون لديها وتساهم في خلق ذكريات سعيدة تجعل تجربتها المدرسية أكثر تميزاً.
تفكير إبداعي 
وقال غانم علي الكثيري، طالب في الصف الثامن، إن الرحلات المدرسية مهمة لتطوير مهارات الطلاب ومعارفهم، وفوائدها عديدة، مشيراً إلى أن مشاركته في رحلة إلى متحف اللوفر كانت مهمة في إثراء معرفته، وإضافة معلومات جديدة له حول التاريخ والجغرافيا والفنون، وإتاحة الفرصة للتعرف إلى أساليب الفنون المختلفة، ما أسهم في تعميق فهمه للوحات وتصميمها وألوانها الفنية، وأن هذه التجربة لا تقتصر فقط على التعلم؛ بل تساعد أيضاً الطلاب في استكشاف ثقافات متنوعة، ما يعزز حسهم الفني ويشجعهم على التفكير الإبداعي.
 

تكاليف الرحلات

أكد عبدالله نايف العامري، طالب في الصف التاسع، أهمية الرحلات المدرسية ودورها في تعزيز المتعة وتوفير فرصة لتكوين صداقات جديدة بين الطلاب، مشيراً إلى أن بعض الرحلات تشكل عبئاً مالياً بسبب تكاليفها المرتفعة، مطالباً بضرورة تنظيمها بعناية لضمان نجاحها وتحقيق الفائدة المرجوة منها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق