العين: منى البدوي
تنافس إيجابي يشهده الميدان التربوي التعليمي في المدارس الخاصة بمدينة العين، واتّساع دائرة الاهتمام بنشر ثقافة الهُويّة الوطنية، خلقه نظام علامة الهُويّة الوطنية الذي أطلقته دائرة التعليم والمعرفة عام 2023 ويعدّ نظام التقييم الأول في الدولة، ليشمل جوانب مختلفة من العمليات المدرسية، استناداً إلى 3 محاور: الموروث الثقافي، والقيم، والمواطنة الإيجابية.
الخروج بالطالب من نظام التعلّم والثقافة التقليدي، والوصول إلى التفكير خارج الصندوق، في ميدان اتّسع نطاقه ليشمل الطلبة وأولياء الأمور، وجميع العاملين في المدرسة، من إداريين وكوادر تعليمية وعاملين، محفوف بالإبداع في إبراز الهُويّة الوطنية بناء على المحاور المحددة بنظام علامة الهُويّة الوطنية، وهو ما جعل يوم المعلم والطالب وأولياء الأمور، مشغوفاً بالبحث عن طرائق وأساليب، للمشاركة في تعزيز مبادئ الهُويّة الوطنية.
آثار إيجابية واسعة
قال الدكتور يحيى الضمور، مدير «أكاديمية الأندلس الخاصة» بمدينة العين، إن الآثار الإيجابية التي انعكست على العملية التربوية والتعليمية في الميدان المدرسي، واسعة جداً وملحوظة بشكل كبير، وهو ما ظهر بتفاعل كبير من أولياء الأمور والطلبة والكوادر الإدارية والتعليمية.
وأضاف أن الأبعاد النفسية والمعنوية والتربوية الناجمة عن تطبيق نظام علامة الهُويّة الوطنية، يمكن قياسها بالملاحظة والمشاهدة، وهو ما رصدناه ليس في الطلبة فقط، وإنما أولياء الأمور والكوادر الإدارية والتدريسية الذين باتوا في مضمار تنافسي رائع محفوف بروح وطنية عالية، لتحقيق الأهداف المرجوّة، بربط قيم الهُويّة الوطنية بالمناهج الدراسية، وتفعيل البرامج والأنشطة المختلفة من زيارات لمواقع تراثية وتاريخية وثقافية، ومسابقات تتناسب مع مستويات الطلبة وتعريفهم بالإنجازات التي حققتها الدولة، وغيرها من الأنشطة المبتكرة التي تسهم في تحقيق الأهداف المرجوّة.
نقلة نوعية
وذكر محمد حسين، مدير مدرسة «توام النموذجية الخاصة» بالعين، أن علامة الهُويّة الوطنية، حققت نقلة نوعية في أساليب تعزيز الهُويّة الوطنية لدى المجتمع المدرسي، حيث إن القيم المحددة التي نضع عبرها خطة مدروسة، بناء على المحاور الرئيسية التي تشمل الموروث الثقافي والقيم والمواطنة الإيجابية، وهو ما جعل المدارس تمضي وفقاً لمنهاج محدد ومدروس، من حيث تحديد الأنشطة والبرامج، وإجراءات التنفيذ، وهو ما أسهم في تحقيق كثير من الأهداف الوطنية والتربوية والتعليمية، وإبراز الروح الوطنية العالية لدى الطلبة، وتعزيز المواطنة الإيجابية لديهم.
وأضاف أن البرامج والأنشطة المبنية على محاور علامة الهُويّة الوطنية، وآليات تنفيذها، خرجت بالطالب عن النطاق التقليدي، ووضعته في قالب الإبداع والتميز، نتيجة التنافس الشريف الإيجابي في المسابقات التي تنظّم، وتسهم في إثراء معلوماتهم الوطنية والتاريخية والتراثية، وهو ما كان له وقع عالي التأثير والاستجابة في الطلبة.
وأشار إلى أن إدارة المدرسة حرصت على مشاركة كل فئات المجتمع المدرسي، بمن فيهم أولياء الأمور والطلبة والكوادر الإدارية والتدريسية والعاملون من الجاليات المختلفة، وغير العربية، وهو ما كان له أثر إيجابي بالغ، حيث إنه أسهم في توسيع نطاق تعزيز الهُويّة الوطنية لدى جميع الفئات بالمدرسة، وكذلك فإن مشاركة أولياء الأمور في المشاريع والأنشطة، أوجدت نطاقاً للحوار الثقافي الوطني الذي يسهم في تعزيز الهُويّة الوطنية في محيط الأسرة. وقال إنه بناء على الخطة التي ستنفّذ طوال العام الدراسي، وضعت أنشطة تسهم في تفعيل دور التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز مبادئ الهُويّة الوطنية، وفقاً للمحاور المحددة في علامة الهُويّة الوطنية.
تنشئة جيل واعٍ
قالت أروى سيف، مختصة اجتماعية ومستشارة أسرية، إن إدماج الهُويّة الوطنية في التعليم، يسهم بشكل كبير وفاعل في تنشئة جيل واعٍ ومتمسك بجذوره، قادر على مواجهة تحديات المستقبل بروح المسؤولية والانتماء، حيث إن تضمين موضوعات الهُويّة الوطنية في مختلف المواد الدراسية في المدارس له الكثير من الانعكاسات الإيجابية على الطلبة، من حيث تنمية شعور الطلاب بالفخر والانتماء إلى وطنهم، ما يؤدي إلى تعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء. كما يعزز ارتباطهم بثقافتهم، ويزيد وعيهم بتاريخهم وهُويّتهم الوطنية. فضلاً عن الدور الكبير لإدراك الطلاب لقيمتهم ودورهم مواطنين، ما يجعلهم أكثر استعداداً للمساهمة في خدمة المجتمع والتفكير في كيفية تطوير وطنهم.
وأشارت إلى أن تضمين مبادئ الهُويّة الوطنية وجعلها جزءاً من المواد الدراسية، يساعد على تعلم الطلاب التفكير النقدي والتحليلي في فهم قضايا الوطن والمجتمع.
الآثار الإيجابية
وأشارت هنادي مصطفى، معلمة تربية رياضية، إلى أن محاور علامة الهُويّة الوطنية لم تقتصر أبعادها وآثارها الإيجابية على الطالب فقط، وإنما انعكست على المعلم الذي بات يبحث بشكل مستمر لتطبيق العناصر التي تندرج ضمن المحاور الرئيسية، وهو ما خلق نوعاً من التنافس بين المدرسين، ووسع النطاق المعرفي بالثقافة المحلية التراثية والتاريخية والاجتماعية، وأسهم في تولد الإبداع والابتكار في أساليب التطبيق.
0 تعليق