قصائد تحاور روح العصر وتغني للإنسان - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: علاء الدين محمود

استقبل قصر الثقافة في الشارقة، ضمن فعاليات الدورة 21 لمهرجان الشارقة للشعر العربي، 6 أصوات شعرية قدمت باقات متنوعة من النصوص التي تفاعل معها الجمهور كثيراً، وأكدت على أن «ديوان العرب»، مازال باقياً ومتجدداً، وكان على رأس الحضور: عبد الله محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية، ومحمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر.
صدحت عالياً بالقصيد أصوات كل من الشعراء: محمد إبراهيم يعقوب «السعودية»، وسعد محمد «العراق»، وأحمد شيخنا كباد «موريتانيا»، ومحمد عرب صالح «مصر»، ووكيل الحاج عبد السلام «النيجر»، وأمل السهلاوي «الإمارات»، فيما قدمت الأمسية الشاعرة ابتهال تريتر «السودان»، وتبارى الشعراء في إلقاء قصائد تسافر إلى الماضي وتعانق الحاضر وتلقي بتحية الشعر على الإنسانية في كل مكان، وهي النصوص التي تؤكد على مكانة الشعر العربي، وعلى مقدرة القصيدة العمودية على استيعاب المتغيرات بإمكانياتها الكبيرة في التعبير عن روح العصر.
وكانت البداية مع الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وهو صاحب تجارب إبداعية ومسيرة حافلة بالجوائز الأدبية والدواوين الشعرية، وقدم خلال الأمسية باقة من النصوص التي تعددت أغراضها وإن اتفقت على الانتصار للإنسانية في كل مكان مع موقف خاص يتخذه الشاعر تجاه البسطاء في هذه الحياة، مع مقدرة فريدة على صوغ المعاني من خلال صور بلاغية ومشهديات من نسيج الواقع، حيث يعمل الشاعر على تجربته الشعرية باجتهاد يصنع من خلاله طريقاً خاصاً به، ويقول في أحد نصوصه:
الدافع الشخصيّ قلَّ
ليَ الغموض الرحب في اللغة الشهيّة
ليس لي ضدّ الحياة تحفّظٌ
لم أكسر المرآة عن عمدٍ
لأجرح ظلّ ما تخشونه فعلاً
ولكنني مللت من التأنّق في الكلامْ!
أما الشاعر محمد سعد، فقد حلق بالحضور نحو عوالم من الألق الشعري، وأبدع في تخير نصوص تحمل الجمال والفكرة والمعاني البعيدة والقريبة، وتحمل قصائده تلك المناجاة الشفيفة التي تحيل إلى مشاعر الإحساس بالغربة والشجن، فالشاعر هو رفيق الليل حيث الظلمة التي تجعل المرء في مواجهة ذاته في رحلة استكشاف وتأمل، وحول تلك المعاني يقول في إحدى قصائده:
أنا وحدي المعني بالليل الكثيف سواده
تحنان قلب لم يصل سبقاً
لتحجبه الحقيقة
أنا بائع الورد الذي ما انفك يقلق
روحه قبل الذبول ليقطف الحلم
المؤثث بالنساء
ولو صديقة.
بدوره صدح الشاعر أحمد شيخنا كباد، بنصوص يعيد من خلالها ترتيب الأشياء حيث ينظر إلى الحياة من خلال رؤية مختلفة وعبارات ومفردات جزلة استلَّها من قاموس لغوي أصيل بمسحة روحانية شفيفة، ويقول في نص له:
اختار في لجج التأويل مفترقا
لكن واجهة الإدراك تختلف
الهاربون إلى الأيام لو علموا
كم يركضون إلى أنحائها وقفوا.
وكان الحضور على موعد مع الدهشة والألق من خلال القصائد التي ألقاها محمد عرب صالح، الذي قدم نصوصاً تنتمي إلى إبداع شعري من نوع خاص محتشد بالأسئلة والتأمل العميق في يوميات الواقع، وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه صاحب تجربة حافلة بالجوائز والمشاركات الرفيعة، ويقول في إحدى قصائده:
أجلسته في هدوء قرب نافذتي حيناً لكي تتملى ساقه الطرقَ
ولم تكن أرجلاً لو قلت: أرجله عودا ثقاب أطال السير واحترقَ.
ومن النيجر في غرب إفريقيا التي يتجول الشعر العربي في سهولها، صدح صوت الشاعر وكيل الحاج عبد السلام، وهو يحمل في جعبته قصائد جمعت بين التأمل الروحي العميق في مخلوقات الله تعالى، حيث استطاع أن يقدم توليفة بديعة تجمع بين جماليات التعبير، والفكرة الساطعة المشرقة بالأنوار، ويقول في إحدى نصوصه:
ليل أطل على القيعان أسوارا
يرخي لألبسة الأقمار أنوارا.
أما الشاعرة أمل السهلاوي فقد ألقت نصوصاً تحمل عطرية خاصة، فهي صاحبة تجربة ومسيرة شعرية حافلة بالرؤى الفلسفية والحواريات حول قضايا المرأة، وتحمل قصائدها ألقاً ودفقاً شعورياً رقيقاً ومناجاة شفيفة وأطروحة حول الحرية، وتقول في أحد نصوصها:
عِدْني ببعض الغيم حتى أمطرا
وأجمع بحنجرتي الرعود لأهدرا
وأرسم على وضح الضباب رسالةً
حرّية الأشياء ألا تُشترى
قل للذين تأجّلت أحلامهم
لا بأس للبشرى بأن تتأخّرا
والعمر كلّ العمر يومٌ واحدٌ
نأتيه ثمّ نصير شيئاً آخرا.
وفي ختام الأمسية قام كل من محمد عبد الله العويس ومحمد إبراهيم القصير ومحمد البريكي بتكريم الشعراء المشاركين، ومنحهم شهادات تقديرية احتفاء بإبداعهم الأدبي الكبير.

أخبار ذات صلة

0 تعليق