«إكسبوجر».. احتفاء عالمي بالإبداع والفنون البصرية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

طارق سعيد علاي*

تمثل الشارقة نموذجاً فريداً في دعم الفنون والثقافة عبر منظومة متكاملة من البرامج والفعاليات والمبادرات. ومن خلال المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، تعزز الإمارة مكانتها كمنصة عالمية تجمع بين المبدعين وأصحاب المواهب والخبرات من مختلف الدول، وترسي دعائم استثمار طويل الأمد في بناء مجتمع عالمي يُقدّر قوة الفنون البصرية ويدعم دورها في تنمية المجتمعات والثقافة والاقتصاد والارتقاء بالقيم الإنسانية.
مع كل دورة جديدة من «إكسبوجر»، يؤكد المهرجان قدرته على مواكبة واستيعاب التحولات السريعة في عالم صناعة الصورة، حيث نلمس تطوره الطبيعي من مهرجان يحتفي بالصورة والمصورين إلى مختبر عالمي للفنون البصرية بكافة أشكالها وتقنياتها، ويرسخ المهرجان دوره ومساهمته الكبيرة في تشكيل مستقبل الإعلام والتواصل الثقافي على مستوى المنطقة والعالم أجمع.
إن الفنون البصرية، كما يحرص «إكسبوجر» على تقديمها، تتجاوز دورها الجمالي والفني المجرد، لتصل إلى توظيف الجمال والفنون في تعزيز ودعم الأهداف المشتركة مثل الاستدامة وحماية الموارد وتحقيق النمو والارتقاء بجودة حياة الإنسان، كما تتجاوز انعكاسها للواقع فقط لتسهم في استشراف مستقبل العالم وبناء التصور مسبقاً لما يجب أن تكون عليه حياتنا أفراداً ومجتمعات.
لقد تحولت هذه الفنون في العصر الحديث من هوايات ومجالات مستقلة إلى الاندماج الكامل في جميع القطاعات ومجالات الحياة، وبات إتقانها أحد المداخل الرئيسية للنجاح والتميز والتنافسية للكيانات الاقتصادية والاجتماعية والدول والحكومات على حد سواء، وبذلك لم تعد مهارات وإتقان الفنون البصرية خياراً بل ضرورة.
وانطلاقاً من هذه الأهمية التنموية للفنون البصرية، يحرص «إكسبوجر» على توظيف الصورة في مجالات الحياة المختلفة، بحيث يتخطى دورها الشكل الدعائي والترويجي، من خلال الاندماج مع الاقتصاد والعلوم والاستدامة والحياة الاجتماعية والقصص التي تنبض بالروح والجمال، وتسهل إيصال القيم الإنسانية إلى أكبر شريحة من الجمهور بشكل جذاب ومؤثر.
ولكل ذلك، تأتي الدورة التاسعة من «إكسبوجر» بمثابة احتفاءً عالمياً بالفنون البصرية بمختلف أنواعها، ولأول مرة يُنظم المهرجان في موقعه الجديد بمنطقة الجادة في الشارقة، ليتيح للجمهور المزيد من التفاعل والتعلم والتعرف على أحدث مستجدات وابتكارات الفنون البصرية.
إن المتابع لمسار «إكسبوجر» من حيث البرنامج والأهداف التي تجمع بين الثقافة والفنون والتنمية، يدرك مدى الانسجام بين المهرجان ودور الشارقة ورؤيتها، ومواكبة تطلعات الإمارة التي تعمل بصورة دؤوبة ومستمرة لتكون رائدة في تقديم تجربة حضارية مميزة تعزز وجودها البارز في قلب أهم حراك عالمي، وهو الإبداع البشري وغاياته النبيلة وما يرتبط به من فكر يخدم المجتمعات.

*مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة

0 تعليق