من الكلمة إلى الفكرة.. حوارات من قلب صناعة النشر الإماراتي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

عقدت مساء أمس الأول الجمعة في فندق دبي فيستفال سيتي وضمن مهرجان طيران الإمارات في دورته ال 17 جلسة بعنوان (ناشرون إماراتيون على طاولة الحوار) استضافت الناشرين: عبد العزيز محمد علي، كاتب إماراتي مؤسس دار قصة للنشر، فاطمة الخطيب، مؤسِّسة دار «سدرة» لخدمات النشر، محمد أحمد بن دخين المطروشي، أمين صندوق جمعية الناشرين الإماراتيين، ومحمد قنديل، الرئيس التنفيذي لدار ملهمون للنشر والتوزيع.
أدارت الجلسة وعرّفت بالناشرين الشاعرة شيخة المطروشي، التي طرحت على طاولة الحوار مجموعة من القضايا الملحّة التي تهمّ الناشر الإماراتي والعربي، مروراً بعصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتحديات التي تواجه قطاع النشر في علاقته مع المنتج الثقافي الذي أصبح يمثل في اليوم صناعة ثقافية وإبداعية متطورة، تخلل النقاش أسئلة مهمة حول حقوق كل من: (الكاتب والناشر والقارئ) والوعي المطلوب لتشكيل دليل قانوني يعرّف بحقوق الأطراف جميعاً، تزامن ذلك مع إشارة شيخة المطروشي للتطور التي شهدتها الإمارات في قطاع الثقافة والنشر، خاصة مع تأسيس الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في 2009 لجمعية الناشرين الإماراتيين، وقبل ذلك بعامين مجموعة كلمات للنشر، مروراً بتطور القطاع، الذي شهد نقلة نوعية على يدي الشيخة بدور القاسمي، خاصة بعد تجربتها البارزة في ترؤس الاتحاد الدولي للناشرين.
تحدث محمد بن دخين عن بدايات صناعة النشر الإماراتي، الذي انطلق مع الصحف المحلية، وكانت هي الفضاء الوحيد للنشر إلى جانب وزارة الإعلام بعد تأسيس اتحاد الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971، التي أصبحت تهتم بالنشر الثقافي والإبداعي، مروراً بتوافد الكتاب والناشرين العرب الذين شاركوا بخبراتهم في تطور هذا القطاع. ترافق حديث بن دخين مع إطلالة على تجربته الشخصية التي بدأت من جامعة الإمارات، واهتمامه على المستوى الشخصي بالصورة الفوتوغرافية، ومن ثم تدشين قصة لهذه الصورة بطريقة مكثفة، ثم انتظامه بسلسلة من الورش الإبداعية التي عززت لديه القناعة بتطور قطاع النشر، وهو الذي نشهده اليوم ماثلا للعيان، وأصبح من الملحّ اليوم أن يطمح الناشر الإماراتي إلى ترسيخ ما هو أبعد كحقوق النسخ وحقوق الملكية الفكرية وغيرها من الإجراءات الملحّة في عصر الذكاء الاصطناعي وتحديات قطاع النشر.
إلهام
أما عبد العزيز محمد علي فتحدّث عن تجربته الخاصة مع دار «قصة»، وهي أيضاً تجربة مميزة ومختلفة، لأنها ركزت اهتمامها على المبدعين الشباب، وشكلت انطلاقتها تحدياً خاصاً بالنسبة له، خاصة بعد إصابته بالمرض، وإصراره على محاربة هذا المرض، فأنشأ «قصة» لتدفع الشباب نحو تحقيق طموحاتهم الإبداعية.
دور بارز
وتحدث محمد قنديل، عن تجربته مع تأسيس دار «ملهمون» في 2016 التي أصبحت اليوم من الدور المعروفة، وتتناول مختلف ألوان الإنتاج الجاد في ميدان الدراسات والترجمات والروايات والدواوين الشعرية والمسرحيات، وتطمح لكي تشكل جسراً بين الثقافتين الغربية والعربية، والإضاءة على قضايا تهمّ المجتمع العربي، كما تحدث عن النقلة النوعية في تجربة الدار بعد مرحلة جائحة «كورونا» التي وجّهت نحو أعمال إبداعية متميزة.
تطرقت الجلسة إلى رؤى قيّمة حول مواضيع متعددة، مثل الجدوى الاقتصادية لنشر الكتب، ومسارات النشر الرقمي، وكيفية استجابة الناشرين والجهات المؤثرة لمتطلبات الساحة وتحوّلاتها السريعة.
ترجمة
استهلت فاطمة الخطيب حديثها عن المنتج الإبداعي العربي، الذي استهواها منذ الصغر، ما دفعها لطرح سؤال ترجمة الأدب العربي إلى اللغات العالمية، الذي يبدو هزيلا بحسب أحدث الإحصاءات الموثقة في هذا المجال، هذه الهواجس والأسئلة المؤرقة دفعت الخطيب إلى التفكير جدياً فأسست «دار سدرة» التي تطمح بأن يكون لها دور في نشر الكتاب الخليجي والعربي في السوق العالمية.

كاتبات مبتدئات يصلن إلى العالمية

عقدت مساء أمس الأول ضمن فعاليات المهرجان جلسة «المبتدئات»، واستضافت الكاتبات: جولي مين، مؤلفة رواية «سكان شانغهاي» وإميلي دونلاي، مؤلفة رواية «تيدي»، وسارة حمدان مؤلفة رواية «ماذا سيقول الناس؟» وأدارت الجلسة فيرونيكا سوليفان.


كان الرابط بين الأعمال الثلاثة للكاتبات هو البحث عن هوية تجسد كلّ ما هو إنساني وقيمي في عالم مفتوح على الكثير من التناقضات وسوء الفهم، حيث أبرزت هذه الأعمال من خلال ما طرحته شخصيات أعمالهن، ضرورة السعي لبناء جسر ثقافي إنساني يعترف بالآخر، ويقدّم نموجاً للتعايش الحضاري بين الشعوب.

الكاتبات من جانبهن تحدثن عن تجاربهن الشخصية، ما بين إصدار الكتاب الأول وصعوبة طرحه في الأسواق، كان الإصرار هو العنصر المشترك بين الكاتبات الثلاث لتقديم عمل أدبي ناجح يفوز بثقة الناشرين والوكلاء الأدبيين في بلدانهن، وهذا ما تحقق بالفعل، بعد أن قدّمت الروايات الثلاث المشار إليها ما يستحق أن يدرج على طاولة النقاد وينال حظه من الثناء والتقدير.

استحضرت رواية «تيدي» لإيميلي دنلاي عالم إيطاليا في ستينيات القرن العشرين، مقدّمة قصة مفعمة بالسحر والسياسة والمكائد، أما جولي مين في روايتها «سكان شنغهاي» فتروي قصة عائلة يانغ عبر عقود من الزمن، بدءاً من عام 2040 وصولاً إلى عام 2014 في أسلوب سردي مفعم بالحيوية، من جهة أخرى قدمت سارة حمدان في «ماذا يقول الناس؟» رحلة شابة عربية تطمح أن تصبح فنانة كوميدية في مدينة نيويورك وهي تواجه التحديات المهنية وتوازن بين العادات والتقاليد.

أخبار ذات صلة

0 تعليق