بينالي الشارقة.. نافذتنا على العالم - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: علاء الدين محمود

مع كل دورة جديدة من بينالي الشارقة، الذي تنظمه «مؤسسة الشارقة للفنون»، تتوجّه أنظار عشاق الإبداع الفني صوب الشارقة القديمة «قلب الشارقة»، في منطقة «المريجة» والأماكن الأخرى التي تجرى فيها فعاليات البينالي، من أجل التمتع بالأعمال والتكوينات والتجهيزات الفنية والندوات الفكرية التي تنقّب في تاريخ الفنون وتستعيد أزمنة مضت وأمكنة حول العالم أسهمت في تكوين وجدان الكثير من الناس.
يتجمع في البينالي العديد من كبار الرسامين والفنانين والمؤرخين والمفكرين حول العالم في موقف نقيض لأزمنة العصر الحديث حيث ثقافة الاستهلاك والنمط الحياتي المتسارع والفردانية الموحشة الثقيلة على النفس البشرية، ولئن كان قد قيل قديماً إن الإنسان كائن اجتماعي، أي يتواصل مع الآخرين، فإن تلك الصفة تكاد تتلاشى بعامل سمات الحياة الحديثة، وهنا تبرز رسالة الفنون والإبداع والتي يعلي من شأنها البينالي، ليقدم اقتراحات من أجل عالم أكثر إنسانية عبر بحث العديد من القضايا المتعلقة بالإنسان في كل مكان مثل الهوية والسفر والتنقل والروح الجماعية وغير ذلك من ثيمات متنوعة.
تصورات
ومنذ انطلاقته في عام 1993، ظل البينالي يقوم بأدوار كبيرة على الصعيدين المحلي والعالمي بما يحمل من أفكار وتصورات إبداعية وفكرية، ليصبح واحداً من أكبر وأهم المنصات الجمالية في العالم أجمع، إذ إن فكرة البينالي نفسها تقوم على الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات، حيث تدار في معارضه وجلساته ونقاشاته المختلفة قضايا الفنون والإبداع وما يصحب ذلك من رؤى، بالتالي هو منصة ذات طبيعة خاصة تحتفي بالخير والجمال، وتلك هي المعاني التي حملتها الدورات المتعاقبة، والتي شهدت على نضج كبير وتطور في عمل البينالي وإصرار على الاستمرار في رسالته المهمة تجاه الإنسانية في عالم ينبت فيه القبح في كل مكان، في وقت توقفت فيه الكثير من المؤسسات والفعاليات المشتغلة بالفنون، غير أن بينالي الشارقة ظل يزداد توهجاً في كل مرة ويمارس فعل الانفتاح على قضايا جديدة ويطرح في كل نسخة المزيد من النقاشات الرفيعة حول الفنون والكثير من الأفكار التي تخص البشرية في الماضي والحاضر بمشاركة مجموعة من الفنانين من كل أنحاء العالم، حيث تقدم مقترحات جمالية تؤسس لعالم يخلو من الصراعات والحروب والكراهية والانغلاق الفكري والهوس، عبر صناعة مضامين ومعانٍ جديدة للحياة تصنع مشهداً جديداً حافلاً، لصناعة تاريخ يعاد فيه إنتاج الإنسان، معرفياً وجمالياً، وتلك هي فلسفة هذه المنصة المميزة.
مضامين
ولعل من أهم المضامين المهمة التي تحملها رسالة هذه المنصة المتوهجة هي الانفتاح على العالم بمعاني المحبة والخير والجمال من إمارة الشارقة، وذلك من خلال التعبير عن البنى والمكونات المحلية الجمالية للشارقة والإمارات بل والخليج والعالم العربي، حيث يستعرض البينالي في كل دورة جديدة موروث المنطقة وخصوصيتها الثقافية والحضارية وتاريخها الإبداعي والفني، وهذا ما أتاح الفرصة للمنصة المبدعة أن تمارس فعل الغوص العميق في البيئة المحلية والعربية والتعبير عنها جمالياً ونقل ذلك لكل العالم، لذلك امتدت أعمال البينالي في فترات سابقة لتشمل عدداً من العواصم والمدن حول العالم في كرنفال إبداعي لايزال مستمراً يحمل الوعد بغدٍ من صنع الإنسان برافعة قيم المحبة.
بيان جديد
ومن خلال أعمال البينالي ونشاطه الفني الذي يجمع بين ممارسات إبداعية إماراتية وعربية وعالمية، يبدو كمثل «بيان»، جديد من أجل الإنسان الغارق في هذه اللحظة التاريخية في متاهة ثقافة الاستهلاك، فهو بذلك ينشد تأسيساً جديداً يحدث عالماً مغايراً عن السائد، لذلك عكس البينالي قصصاً وسرديات وحكايات من عوالم وأزمنة منسية في مناطق مجهولة من العالم سواء في إفريقيا أو آسيا أو أمريكا الجنوبية، أو حتى في هوامش الغرب نفسه، مما يؤكد أن هذه المنصة المتألقة استطاعت أن تكون رؤية فكرية وجمالية خاصة بها تتميز بالوضوح الأمر الذي أكسبها شهرة كبيرة وواسعة، وذلك بفضل الدعم الكبير المباشر من قبل حكومة الشارقة الأمر الذي زاد من رصيد وتوهج الإمارة كواحدة من العواصم المهتمة بشكل أساسي بالشأن الثقافي والمعرفي والجمالي، وجعل من الشارقة قبل للمشتغلين بالفنون والفكر. 
جوهر الإنسان
إن الاشتغال على القيم الإنسانية المشتركة ظل هو ديدن عمل البينالي، فمن أهدافه أن يصبح حالة كونية تعزز من كل ما يصور جوهر الإنسان، لذلك فإن من ضمن الأفكار الأساسية لهذه المنصة هو اتخاذ موقف مضاد لكل ما يسلب المرء من إنسانيته وانتمائه الفطري والآدمي، ويبدو أن ذلك الأمر قد تحقق بصورة جلية عبر النسخ المختلفة المتعاقبة للبينالي وما حملت من أطروحات تهدف لخير البشر في كل مكان برافعة الممارسات الفنية الجمالية عبر التقارب بين الشعوب والتعرف إلى ثقافاتها دون النظر إلى الاختلافات العرقية واللسانية، وتلك مهمة وشاغل أساسي عمل على تحقيقه القائمون على أمر هذه المنصة المختلفة، ومن أجل ذلك يجتمع في كل دورة جديدة من أعمال البينالي فنانون ينتمون إلى بيئات مختلفة، ليعملوا على صناعة فكر جديد للإنسانية أساسها الفن من أجل تحرير العقول من قيود مصنوعة، لتسود بالتالي قيم السلام والتسامح بديلاً للأحقاد والضغائن والصراعات والاختلافات التي تكاد تقضي على البشرية
أسئلة
وفي كل دورة جديدة من دورات البينالي تطرح المزيد من الأسئلة في كل القضايا المتعلقة بالفنون والأفكار والطبيعة، ففي الدورة ال 14، عام 2019، بحث المشاركون حول إمكانات وأهداف صنع الفن في ظل الصعوبات التي يفرضها الواقع والمتمثلة في التحكم بالأخبار المتداولة واستحالة التاريخ إلى محض خيال والتشتت الدائم لأفكار المجتمع، وظل التاريخ على الدوام يشكل حضوراً خاصاً لكونه شديد الأثر والتأثير في الحاضر والمستقبل، حيث البدايات والتشكل لمختلف الظواهر التي يحاول أن يمسك بها المشاركون في ندوات وجلسات البينالي من منظور جمالي وفكري، لذلك كثيراً ما تم تناول الاستعمار كحدث يحمل دلالات الهيمنة على البشر وما يحمل من متغيرات ثقافية، وكذلك قضايا ما بعد الاستعمار، حيث حملت هذه الحقب في تاريخ الشعوب الكثير من المفاهيم الجديدة حول الفنون والثقافة والسياسة، وصكت الكثير من المصطلحات مثل الدولة الوطنية والتبعية والعرق والجندر، وتلك أهم القضايا التي تُبحث خلال الدورات السابقة للبينالي بغوص عميق يرصد الظاهرة ويحللها ويفككها ويرجعها لعواملها الأولية التي كونتها، وتلك كانت الثيمة الأساسية في أعمال دورة البينالي السابقة ال 15، والتي جاءت بعنوان «التاريخ حاضراً»، تجسيداً لرؤية الباحث والناقد النيجيري الراحل أوكوي إينوزور، وما أحدثته أفكاره وتصوّراته من أثر هائل على الفن المعاصر، والتي أفضت إلى صياغة مشروع فكري طموح رسَمَ معالم تطور الكثير من المؤسسات والبيناليهات حول العالم، وقدم المشاركون كثيراً من الرؤى والأفكار والأبحاث المهمة حول التاريخ والفن المعاصر، والحداثة وما بعد الاستعمار، وكل ما يتعلق بفك الهيمنة والمركزية الغربية في الفنون والفكر. 
رؤى 
ويضرب جمهور الفنون موعداً جديداً من الإبداع والألق من خلال الدورة الحالية ال 16، والتي تصب في اتجاه الاستمرار في فعل الاكتشاف وبناء المفاهيم الجديدة التي من شأنها أن تصنع واقعاً جديداً ومختلفاً لمصلحة الإنسان في كل مكان، وسيكون الجمهور من المهتمين بالحراك الفني في أفقيه، المحلي والعالمي، على موعد مع إبداعات المشاركين من الفنانين الذين سيقدمون أعمالاً تنسجم مع ثيمات البينالي في هذه الدورة وتنتمي إلى النضال الإبداعي من أجل الجمال، وتأتي النسخة الجديدة من البينالي بعنوان «رِحالُنا»، وتضم أعمال أكثر من 140 فناناً، من بينها 80 تكليفاً جديداً مخصصاً للعرض في مواقع مختلفة على امتداد إمارة الشارقة، ويعمل القيّمون على تمثل شعار وعنوان الدورة كمقترح جمالي يعين على استكشاف رحلة الإنسان الحياتية وتنقله في الأمكنة والأزمنة، إذ إن ثيمة النسخة الحالية تحاول أن تفسر وتفهم هشاشة البشر في المساحات التي لا ينتمون إليها ثقافياً وإمكانية التفاعل معها، إذ إن العنوان «رِحالُنا»، يطرح كجسر يربط بين أزمنة متعددة حاملاً معه قصصاً متناقلة عبر الأجيال وأساليب متنوعة من الإرث الثقافي، مما يطرح التساؤلات التالية: ما الذي نحمله عندما يحين وقت السفر، الهروب، أو الانتقال؟ ما هي المسارات التي نخوضها عندما ننتقل بين الأراضي وعبر الزمن؟، ماذا نحمل عندما نبقى؟، وماذا نحمل عندما ننجو؟.
تجارب واتجاهات
ولعل تلك الأفكار والرؤى والمقترحات التي يحملها البينالي ظلت على الدوام مثار اهتمام الفنانين بمختلف توجهاتهم الإبداعية، ويبدو ذلك جلياً من خلال إفادات قدمها عدد من المبدعين والمشتغلين في مجال الفنون، والذين أكدوا أهمية منصة البينالي كمساحة لتبادل الأفكار والآراء ومناقشة تاريخ الفنون وراهنها والتيارات الحديثة التي برزت، والرؤى التي ظلت تقدم في كل مرة بما يفيد التعايش البشري، حيث يلعب البينالي دوراً مهمّاً في هذا الاتجاه، إضافة إلى دوره في التثقيف ورفع الذائقة والوعي الإبداعي، وعكس ما وصلت إليه الفنون في الإمارات والعالم العربي من مستويات وتجارب واتجاهات مختلفة.


الفنان المخضرم إبراهيم العوضي أكد الدور الكبير الذي ظل يقدمه البينالي في مشهد الفن العالمي، باعتباره منصة تجمع بين فنانين من أماكن مختلفة وبخلفيات متباينة توحدهم الفنون وخدمة البشرية، كما أن البينالي يؤكد كذلك على المكانة الرفيعة التي وصلت إليها الإمارات في مجال الفنون والثقافة بصورة عامة.
وذكر العوضي أن البينالي هو بمثابة حدث يناقش الفنون عبر حضارات مختلفة، ويصنع فعل التقارب بين الثقافات والشعوب، فهو بمثابة جسر يربط بين الإنسانية في كل مكان، وتكمن أهميته في أن يكون للفنون كلمة فيما يجري في العالم من خلال مقترحات القيميين والمشاركين، وكذلك مناقشة أهم المستجدات والأفكار في مجال الفنون، حيث إن هناك تطوراً مستمراً في هذا الجانب، وذلك يتطلب الإحاطة به عبر تبادل الرؤى بصورة مستمرة.
وأوضح العوضي أن الفنون باتت اليوم تلعب دوراً كبيراً في نشر المفاهيم الجديدة ورصد التحولات والمتغيرات التي تطرأ على حياة البشر من منظور جمالي يختلف عن السياسي في الوسائل والأدوات بعيداً عن لعبة التنافس والمصالح.
تنقيب
الفنان د. محمد يوسف وصف بينالي الشارقة بالنافذة التي تطل على العالم وتحمل رسالة الإبداع والفنون، وتنقب في التاريخ البعيد للفن، وتناقش واقعه في عالم اليوم الذي يموج بالمتغيرات، موضحاً أن الفنانين وعشاق الإبداع والجمال في الدولة والعالم العربي كانوا يشدون الرحال إلى العواصم الغربية حيث تعقد البيناليهات والأنشطة المهمة هناك، بينما حققت الشارقة الحلم بأن تعقد أعمال ومعارض البينالي هنا في الدولة والمنطقة العربية.


ولفت يوسف إلى أن البينالي يتيح فرصة التعارف بين الفنانين المحليين والعالميين، ويعرض التجارب المختلفة، ويسهم في عملية تكوين وتعميق الذائقة البصرية وامتلاك أفكار أكثر عمقاً حول رسالة الفن والإبداع، مشيراً إلى أنه كان من القيّمين على بعض دورات البينالي في السابق ويعلم جيداً أهمية هذا الحدث في مشهد الفن العالمي ورسالته الجمالية، ففي كل مرة يقدم القيّمون رؤى جديدة غير مطروحة ومن زاوية تناول مبتكرة.
وأشار يوسف إلى أن الدورة الحالية تحمل في جعبتها أفكاراً جديدة، وتلك فرصة للاطّلاع على تلك الأعمال والمقترحات التي ستقدم عن قرب، حيث إن مؤسسة الشارقة للفنون تعمل بجدية من أجل ترسيخ فكرة البينالي وأهميتها المحلية والعالمية.
وأكد يوسف أهمية أن تكون هناك دراسات تقييمية للأعمال والأفكار التي طرحت في الدورات السابقة وأثرها على واقع الفنون وكيف أثرت المعاني التي حملتها في العالم، فذلك هو دور الفني كل مكان وزمان.
تنوع 
من جانبه أشار خليل عبد الواحد إلى أهمية البينالي في إبراز التنوع والتعدد الثقافي المحلي والعربي، وإظهار الموروث العربي والاحتفاء بالقيم الجمالية التي يحملها، فهذه المنصة هي بمثابة لقاء بين ثقافات العالم المختلفة، وظلت تلعب دوراً شديد الأهمية في هذا الاتجاه عبر الانفتاح تجاه الأفكار المختلفة، وعقده لدورات خارج الشارقة في إفريقيا وغيرها.


وأوضح عبد الواحد أن البينالي دائماً ما يناقش القضايا والظواهر الفنية والإنسانية من منظور حداثوي، وذلك باستصحاب التجارب والاتجاهات الفنية والفكرية الحديثة، لذلك يتجمع في الشارقة فنانون وقيّمون من حضارات وثقافات مختلفة في وحدة إنسانية تؤكد رسالة الفنون الخالدة، ولعل من أهم أهداف البينالي التي يضعها نصب الأعين هو البحث عن أفق جديد للفنون وتعزيز وترسيخ دورها في الحياة.
و كل دورة جديدة من دورات البينالي تحمل فكرة وثيمة جديدة -بحسب عبد الواحد-، مما يشير إلى مقدرة الفنون في استيعاب مسارات الحياة البشرية المختلفة، فالدورة الحالية تقدم رؤية مختلفة ومبتكرة حول مفهوم انتقال البشر وحركتهم بين الأمكنة، وأن هذا التجوال والحراك هو جزء من عملية تواصل الثقافات بين الشعوب، حيث يتحرك المرء في المكان الجديد الذي ينتقل إليه بخلفيته الحضارية والثقافية وذلك هو ما يصنع تلاقي وتلاقح الرؤى والأفكار والتعارف بين البشر.
منصة متجددة
«أحد أهم وأبرز الفعاليات الفنية عربياً وعالمياً، فهو منصة متجددة في قلب الشارقة»، هكذا تحدثت د. وضحى الغريبي، والتي أشارت إلى أن البينالي ظل يلعب دوراً مهمّاً في إثراء الحراك الفني في ذات الوقت الذي تشهد فيه الدولة تطوراً ثقافياً كبيراً، بالتالي فإن البينالي يكمل لوحة جميلة عبر تقديمه لممارسات فنية ذات جودة عالية إضافة إلى الندوات والمحاضرات التي تعقد ضمن الفعاليات المتنوعة لتعريف الجمهور بأهمية الفنون المعاصرة وربطها بتاريخ الفن، حيث إن أهم ما يميز أعمال هذه المنصة أنها تمارس الربط بين الماضي والحاضر فيما يتعلق بالإبداع، وتلك مسألة غاية في الأهمية في رصد التحولات والمتغيرات، حيث إن تاريخ البشر له علاقته بتاريخ الفنون.


وأكدت وضحى أن البينالي منصة دولية ظلت تحتفظ بمكانة ودور بارز في تحول خطاب الفن المعاصر كجزء من الخطاب الثقافي الشامل والذي يشهد بتأثير الحداثة وما بعدها من تيارات فكرية ثقافية وفنية وتغيرات واضحة على مستوى القراءات النظرية والنتاجات البصرية، حيث كان للبينالي الأثر الكبير في ازدهار الفن التشكيلي في الإمارات والتعرف إلى الفنون الحديثة والمفاهيم وأشكالها، وأيضاً التعرف على الأساليب الفنية الجديدة للمبدعين من مختلف أنحاء العالم، ومن خلاله ظهرت أعمال فنية لم تُرَ في الإمارات من قبل مثل الأعمال المجهزة في الفراغ والأعمال التركيبية ثلاثية الإبعاد، فأصبح عدد كبير من الفنانين في الساحة الفنية الإماراتية يزاولون مثل هذه الأعمال. 
ولفتت وضحى إلى أن من أهم الأدوار التي قام بها البينالي، هو تعريف المجتمع الدولي بالفن التشكيلي في الإمارات ونقل أفكار مبدعيه وفلسفاتهم للعالم أجمع، فالبينالي تظاهرة ثقافية تهدف إلى توجيه الحركة التشكيلية العربية، والهدف منه إبراز الدور الحضاري والثقافي للفنان العربي لتحقيق الحوار الفعال والجاد والمثمر مع الفنون العالمية، فهو يتجاوز حدوده المحلية ليسهم بشكل كبير في الحراك الإبداعي العالمي من خلال استضافة فنانين من مختلف الجهات والقارات، حيث يتيح للزوار تجربة متنوعة تعكس التوجهات الفكرية والفنية العالمية، كما يعزز مكانة الإمارات على خريطة الفن العالمية، ليس فقط عبر الأعمال الفنية فقط، بل من خلال تقديم نظرة نقدية ومعرفية تفتح المجال للحوار حول القضايا العالمية والمحلية، فقد تغيرت مفاهيم الفن الإماراتي نتيجة الاحتكاك بالفنانين الدوليين من خلال بينالي الشارقة مما أدى إلى تنوع واختلاف في الأعمال الفنية للمبدعين الإماراتيين.
جسر 
أكدت وضحى الغريبي أن البينالي يعتبر بمثابة جسر بين الثقافات المتنوعة مما يساعد على توسيع آفاق الفهم والاحترام المتبادل بين الشعوب، فعلى مدار سنواته اهتم بينالي الشارقة بتقديم أعمال فنية تطرح تساؤلات جديدة حول ممارسات الفن وعلاقته بالحياة اليومية وقد نجح في تسليط الضوء على مبدعين من أنحاء العالم مما جعله منصة فاعلة في تحديد الملامح المستقبلية للفن المعاصر، ويستمر البينالي في كونه منصة دولية للمفاهيم الفنية المعاصرة التي تحاكي تطلعات الإنسان في عالم متغير.
 

أخبار ذات صلة

0 تعليق