الشارقة: عثمان حسن
في خضم ما تختزنه ذات الفنان من حالات ترقب وانتظار، هي أشبه بمسرحية «في انتظار غودو» للكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت، يأتي معرض الفنان السوري سهيل بدور الذي افتتح في غاليري «فيريتي» في دبي، اختار بدور لهذا المعرض عنوان (الروح الباقية) وهو يضم 22 لوحة.
واستخدم بدور ألوان الإكريليك في معرضه هذا، ليعبر من خلاله عن ذات قلقة ومضطربة، لكن سهيل الفنان هنا، لا يستسلم لهذه الحال المضطربة؛ بل هو يقوم بتفكيك هذه الذات أو لنقل (حالات الانتظار هذه) من خلال شخوص حيوية، وصحيح أنها تبدو للناظر شخصيات مشوهة أو قلقة، لكن بدور يتعامل معها بقليل من اللطف، من خلال ما فيها من ألوان جريئة، وما فيها من حس موسيقي عالٍ. مفردات هذا المعرض تتميز بشعرية فنية عالية بدت واضحة كمعمار فني يؤسس من خلاله سهيل بدور لمشروعه الفني الذي تجاوز الثلاثين عاماً، هو هنا، يونسن هذه الشخصيات أو (الحالات) المشوهة، أو المربكة، وذلك لكي لا يصدم جمهوره بمثل ذلك الاضطراب أو التشويه الذي يبدو واضحاً على ملامح الشخصيات.
ويستخدم بدور التعبيرية التجريدية، في هذا المعرض، لكي يبتعد عن الغموض أو الإبهام الذي يراه مبتذلاً في كثير من الأعمال الفنية المعاصرة.
ويقول بدور: «نحن نعيش في ظل منعطفات ذاتية واجتماعية وسياسية وثقافية وحتى وجودية، يصعب تفسيرها أحياناً، قد تصيبنا بالمرض أو الصدمة، هي بكل تأكيد، تضغط على حيواتنا، وربما تؤثر في صحتنا النفسية، لكننا مع ذلك لن نفقد الأمل، هو أمل «غودو وانتظاراته» في هذا العالم الذي يلقي بنا في مجاهيل مطبقة وضاغطة بشدة، وربما صادمة».