تزايد أعداد الدراجات النارية والهوائية والكهربائية وكذلك السكوتر، وتنوع استخداماتها من قبل أفراد المجتمع، أصبح يمثل تحدياً جديداً لجهة ما تتسبب به من حوادث مرورية نتجت عنها وفيات وإصابات بين مستخدمي هذه الدراجات والمشاة مستخدمي الشوارع والممرات الخاصة بالدراجات، ما يتطلب من جهات الاختصاص وضع استراتيجيات وخطط تهدف إلى الحد من حوادث الدراجات بمختلف أنواعها لحماية أفراد المجتمع.
البلديات وبالتعاون مع إدارات المرور وجهات الاختصاص أنشأت ممرات للدراجات وعلى وجه الخصوص الهوائية و«السكوترات» في معظم الشوارع وفي الأماكن العامة، ومستمرة في إنشاء المزيد من الممرات المجهزة والمخصصة للدراجات، إلا أن حوادث الدراجات خلال العام الماضي تدعو إلى اتخاذ إجراءات رادعة للحد من حوادثها التي باتت تهدد سلامة مستخدمي الشوارع.
وفق إحصائيات العام 2024، بلغ إجمالي حوادث الدراجات بأنواعها المختلفة 1037 حادثاً أسفرت عن 86 حالة وفاة، فقد تسببت الدراجات النارية في 842 حادثاً مرورياً نتج عنها 67 وفاة، وتسببت الدراجات الهوائية في 90 حادثاً نتج عنها 10 وفيات ما يعكس مدى خطورة الاستخدام السيئ للدراجات الهوائية التي يعتقد معظم الناس أنه لا مخاطر لها، بينما تسببت الدراجات الكهربائية في 47 حادثاً نتج عنها 6 حوادث، وتسببت «السكوترات» في 58 حادثاً نتج عنها 3 وفيات.
البحث في أسباب هذه الحوادث بأدق تفاصيلها سيقود إلى وضع خطة عمل متكاملة بمشاركة جميع الجهات ذات العلاقة وعلى وجه الخصوص إدارات المرور، على أن تهدف خطة العمل إلى تعزيز جهود مواجهة حوادث الدراجات بأنواعها المختلفة والحد منها لخطورتها، وفي هذا الجانب يجب التركيز على إجراءات الوقاية والسلامة، فعلى سبيل المثال أغلبية مستخدمي الدراجات بالذات الدراجات الهوائية لا يلتزمون بارتداء الخوذ الواقية ما يزيد من مخاطر الإصابات عند وقوع حوادث الدراجات الهوائية، وتغليظ المخالفات على مرتكبيها من سائقي الدراجات سيكون له دور كبير في الحد من الحوادث التي تتسبب فيها.
ممرات الدراجات التي أنشئت في الأماكن العامة وعلى جوانب الشوارع الرئيسية، للأسف يتم استخدامها من قبل المشاة في كثير من الأحيان، ما يعرض سلامتهم للخطر ويعيق من حركة الدراجات على هذه الممرات التي وجدت في الأصل لتجنب حوادث الدراجات، الأمر الآخر أن كثيراً من مستخدمي الدراجات الكهربائية غير ملتزمين بإجراءات السلامة والوقاية بالذات أثناء القيادة على التقاطعات المرورية، كذلك الأمر بالنسبة لسائقي الدراجات النارية الذين يقودون دراجاتهم بسرعات لافتة وبطريقة خطرة وعلى وجه الخصوص سائقو التوصيل لتحقيق عائد مادي أفضل دون مراعاة لإجراءات السلامة ما يتطلب تكثيف الحملات لضبط المخالفين من سائقي الدراجات.
[email protected]
0 تعليق