راشد بن سعيد القائد الحكيم في مركز جمال بن حويرب - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي: «الخليج»
نظم مركز جمال بن حويرب للدراسات والتاريخ ندوة بعنوان: «راشد بن سعيد ـ دروس في القيادة الحكيمة» تحدث خلالها جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
أشار بن حويرب في بداية المحاضرة التي أدارها الشاعر والإعلامي حسين درويش إلى أن الجذور التاريخية لنهضة دبي بدأت ملامحها قبل تولي الشيخ المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الحكم، إذ بدأت السياسات الاقتصادية الحديثة في عام 1894 في عهد جده الشيخ مكتوم بن حشر بن مكتوم الأول، والذي اعتمد سياسة مستنيرة جداً في حكم دبي منذ توليه الإمارة وتوّجها بإلغاء الضرائب على التجار عام 1903، ما جذبهم إلى دبي، خاصة بعد تشديد الإجراءات في ميناء لنجة. وبعد وفاته، تولى الحكم الشيخ بطي بن سهيل، وفي تلك الأثناء كان الشيخ سعيد بن مكتوم – والد الشيخ راشد – شاباً، بينما كانت دبي تستعد لمرحلة جديدة من التطور.
ورصد بن حويرب محطات في حياة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، الذي ولد عام ١٩١٢ في بيت كريم بين والد حكيم ووالدة كريمة، ونشأ في بيئة ترسخ القيم النبيلة والشجاعة، وكان مولعاً بالطبيعة والفروسية، وأظهر اهتماماً بالأدب والشعر، خاصة شعر المتنبي، والتحق بالمدرسة الأحمدية في ديرة، التي كانت بداية التعليم النظامي في دبي، ولازم مجالس والده، حيث تعلم فنون الحكم وإدارة الإمارة بحكمة، فقد كان يزور الأسواق ويتابع حركة التجارة بنفسه، ما أكسبه شهرة وثقة المجتمع، وهذه الخبرات جعلته مؤهلاً لإدارة شؤون الإمارة.
وقال بن حويرب: «كان للشيخ راشد رؤية بعيدة المدى لدبي، خاصة في مجال الطيران. وخصص أرضاً شمال دبي لإنشاء مطار آل مكتوم في الخمسينات، وهي خطوة كانت تعكس فهمه لأهمية البنية التحتية في دعم التطور، ودعم التجارة والاستثمار، حيث تبنى سياسة حماية أموال المستثمرين وحرية التجارة. ومن أبرز قراراته السماح بتملك العقارات للخليجيين، ما جعل دبي وجهة جذابة للتجار».
وأضاف: «لعب الشيخ راشد دوراً محورياً في تأسيس دولة الإمارات، حيث كان مؤمناً بأن الاتحاد هو السبيل لتحقيق التنمية والاستقرار، وكان داعماً قوياً للاتحاد إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»
ورأى بن حويرب أن أبرز سمات المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد، تمثلت في الحكمة في إدارة الموارد، والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة، والتركيز على التعليم والتنمية البشرية، وتعزيز العلاقات الدولية، والتكيف مع التغيرات الاقتصادية، وتمكين الجيل القادم، والتواصل مع الشعب.
واختتم بن حويرب محاضرته قائلاً: «ترك الشيخ راشد إرثاً عظيماً من القيادة الحكيمة والتخطيط الاستراتيجي. كانت رؤيته أساساً لتحول دبي إلى مركز عالمي للتجارة والاستثمار، ولا تزال إنجازاته تلهم الأجيال الحالية والقادمة، ويتابع اليوم مسيرته الكبرى نجله صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي حلق بدبي إلى الفضاء».

أخبار ذات صلة

0 تعليق