الشارقة: «الخليج»
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب أطلق مركز البحوث والدراسات الكويتية كتاب «سيد عبدالرزاق الرزوقي... رحلة الرواد في عالم السياسة والدبلوماسية في الخليج»، وهو كتاب توثيقي عن سيرة المقيم السياسي للمعتمدية البريطانية في الإمارات خلال الفترة ما بين 1936 و1945.
جاء ذلك خلال جلسة عقدت في «ملتقى»، تحدث فيها نجله هشام الرزوقي وابنته هند الرزوقي والباحث الإماراتي المشارك في تأليف الكتاب الدكتور سيف البدواوي.
هشام الرزوقي، في كلمته عبر عن سعادته بإطلاق هذا الإصدار عن سيرة والده واحتضان إمارة الشارقة لهذه الفعالية في معرض الكتاب، والتي يطلون من خلالها على أهلهم وأحبتهم في دولة الإمارات، وأضاف أن الإمارات كانت لها المساحة الأكبر في هذه السيرة، حيث عاش فيها سيد الرزوقي قرابة عقد من الزمن «1936 – 1945» بصفته مقيماً سياسياً في الشارقة، وتابع: «منذ أن غادر والدنا الحياة الدنيا سنة 1989 ونحن نسأل أنفسنا ماذا يمكن أن نعمل لتخليد ذكراه، ليكون هذا العمل الذي مر بمراحل عديدة من التنقيب في الأراشيف والوثائق البريطانية، واستغرق سنوات عديدة، بعد ضياع مصادره الأصلية المتمثلة في الأرشيف الشخصي للفقيد، جراء الغزو العراقي للكويت».
وقال هشام الرزوقي إن والده ولد في الكويت سنة 1900 وتميز بشغفه بالتعلم وطموحه، حيث سافر وعمره 14 عاماً إلى الهند للتجارة ووجدها فرصة للتعلم فدرس القانون في كلية الحكام بتوصية خاصة لتميزه وكفاءته، فأنهى دراسته خلال سنتين، فرسم خط حياته المهنية في ظروف سياسية عاصفة، معدداً صفاته الإنسانية كأب عطوف، ورجل دبلوماسية محنك أدى أدواراً كبيرة في منطقة الخليج بصفته مقيماً سياسياً، ودوره في الشأن العام بعد عودته إلى الكويت بصفته رجل سياسة ودبلوماسية وتكليفه بأدوار لافتة، من قبل الأمير الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله، ما كان له كبير الأثر في تهيئة الأجواء الدولية للاعتراف بالكويت وانضمامها للأمم المتحدة.
جهوده الإصلاحية
ابنة الراحل، هند الرزوقي، قالت: «يسعدني أن أكون معكم في الشارقة، المكان الذي عاش فيه والدي وأحبه، حيث كون علاقات قوية مع شيوخ الإمارات وأعيانها ومواطنيها، كما حاز ثقتهم، حيث كان أول ما قام به في 6 مايو 1936، زيارة حكام الساحل المتصالح»، وذكرت ما قاله عنه الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، رحمه الله، نقلاً عن كتاب (أخبار الخليج العربي التاريخية) (الصفحة 141): نعم إن في الشارقة معتمد سياسي هو سيد عبد الرزاق الرزوقي وهو شاب كويتي مثقف ثقافة عالية ويعزى إليه الكثير من الإصلاحات داخل البلاد».
وأضافت هند الرزوقي، لقد كان رجل قانون، يحب أن يرى كل شيء وفق النظام، وقد قام بالعديد من الجهود المجتمعية في المنطقة، حيث راسل البريطانيين بضرورة تطوير الزراعة، فقد لاحظ خصوبة الأرض، فاستجابوا له بإرسال مكائن زراعية، كما أشرف على نظام التموين الغذائي في فترات صعبة، وحين عاد إلى الكويت أدى أدواراً ريادية، وتابعت: «نطمح أن يكون هذا الكتاب مرجعاً تاريخياً لمنطقة الخليج كافة ولدولتي الإمارات والكويت بشكل خاص، وأن يكون ملهماً وحافزاً للشباب الطموح».
سيرة لافتة
الدكتور سيف البدواوي، قال إن الرزوقي كان صاحب ثقافة عالية ويتقن لغات عديدة، وهو صاحب سيرة لافتة، حيث تميز بإرادة وطموح كبيرين، ومن ذلك عزمه على إكمال الدراسة في الهند، تقلد بعدها مباشرة مناصب في الهند وفي البحرين، وتكليفه بصفته مقيماً سياسياً في الإمارات، ما يعبر عن قدراته المعرفية والقانونية الكبيرة وكفاءته العالية، وحين جاء إلى الإمارات أدى دوراً محورياً، حيث بذل كل ما في وسعه لخدمة الأهالي، ومن ذلك إقناع بريطانيا بإصلاح أفلاج الذيد، وتموين الحواضر بالمواد الغذائية في فترة الحرب العالمية، حيث جنب الأهالي أزمة نقص الغذاء، كما حدث في مناطق أخرى، وسد الباب أمام المتلاعبين بالأسعار، والكثير من الإصلاحات الأخرى، التي تشهد عليها الوثائق والمراسلات التاريخية.
إضاءة
يشار إلى أن كتاب «سيد عبدالرزاق الرزوقي.. رحلة الرواد في عالم السياسة والدبلوماسية في الخليج»، من تأليف كل من الدكتور سيف البدواوي وحمزة العليان، تتبعا فيها سيرة هذا الرجل، من خلال حوارات ولقاءات مع شخصيات لها علاقة بالأحداث التي واكبها، وقد أخذ منهما تتبع هذه الوثائق والأحداث سنوات عديدة من البحث، وقد قدم لها الدكتور عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، ويتكون هذا الكتاب من 289 صفحة، كما أنه يضم مجموعة من الوثائق والصور إلى جانب هوامش مرجعية مرتبطة بهذه الحقبة المفصلية من تاريخ الخليج العربي.
0 تعليق