الشارقة - «الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي مساء الخميس محاضرة بعنوان «الأنشطة الإلكترونية وتأثيرها على الأسرة» ألقتها المهندسة إيمان عبد الله، خبيرة الهندسة الإلكترونية، وأدارها الإعلامي د.أحمد طقش.
في مستهل الجلسة طرح د. أحمد طقش عدة تساؤلات حول الأسباب التي تدعو إلى تناول مثل هذه القضايا، وحول انعكاسات التعاطي الإلكتروني على حياة الأسرة والأطفال بشكل خاص، وأبرز المشكلات التي تظهر من ذلك، ومجالات معالجتها.
وأكدت المهندسة إيمان في تناولها لتلك الأسئلة أن كل شخص نشط لديه مسؤولية مجتمعية، توجب عليه أن ينشر الثقافة الاجتماعية التي تؤسس للأمان والسلام وتحفظ تماسك الأسرة والمجتمع، وتحارب أنواع الفساد التي تهدد حياة الأفراد والمجتمع.
وقالت: «السؤال عن إيجابيات تلك الظاهرة لم يعد مطروحاً، نظراً لأنها أصبحت واقعاً يدخل في كل مجالات حياتنا، ويجعلها يوماً بعد يوم أكثر يسراً وراحة، ولقد شكلت جائحة كورونا نقلة نوعية في استخدام تقنيات المعلومات في التعليم وكثير من أمور الحياة، وأصبحنا نشاهد تقنيات لم نكن نتصور إمكانية وجودها، وأصبحت الدول تخطط بها وتبني عليها لعشرات السنين القادمة، وفي الإمارات تعمل الحكومة الآن على«رؤية عشرين سبعين»، وهي خطة لتطور هائل سيعود بالرفاه على المجتمع».
ووتحدثت إيمان عن التطور التكنولوجي الهائل الذي رغم فوائده الهائلة إلا أن له انعكاسات خطيرة على المجتمعات، تبدأ من الأطفال والأسرة لتنتقل إلى المجتمع، فالأطفال أصبحوا يعانون الإدمان الإلكتروني، الذي ينتج عنه عدم الكلام وضمور الدماغ، وأمراض التوحد والانعزال وقلة التواصل وفقدان المشاعر الإنسانية تجاه الأهل والأصدقاء وفقدان الخبرة بالحياة.
وأكدت الباحثة أن هذا الباب يفتح للكثيرين أبواب الإبداع والابتكار إلا أنهم على المستوى الإنساني يفتقدون الهوية الذاتية والمجتمعية والوطنية التي هي أساس القيم ووسيلة الدفاع ضد ما يتلقونه في ذلك العالم المفتوح من أفكار فاسدة وسلوك منحرف ومعتقدات شاذة، فهم مخترقون بأنواع التأثيرات التي يمكن أن توجّه لهم، وليس لهم وسائل دفاعية تعصمهم من الانجراف في أي اتجاه.
وأهابت إيمان بالدور الكبير للأسرة والتربويين والمجتمع، وضرورة أن يكونوا واعين لهذا الخطر الهائل الذي يهدد الأبناء، وأن يكون هناك إلمام بالثقافة الإلكترونية ومعرفة التطبيقات والمواقع الضارة التي يمكن أن تؤثر في الأبناء، ومعرفة التطبيقات الحديثة للحماية والرقابة الأسرية، وقبل ذلك وبعده؛ على الأسرة أن تجد طريقة للتواصل الجيد مع أبنائها، وبناء الثقة بين الأبوين وبين أبنائهما عن طريق الحوار الدائم والنقاش المبني على العقل والإقناع.
وختمت إيمان بالتشديد على أن على المرأة بشكل خاص أن تجد طريقة للتوفيق بين عملها وبين وظيفتها الأصلية التي خلقت لها وهي تربية أبنائها، وأن تعرف أنه ما من أحد يمكن أن يكون بديلاً عنها في تربية أولادها ومنحهم الشحنة العاطفية والنفسية والإنسانية التي يحتاجون إليها.
0 تعليق