تصاعدات حدة التوتر بين الأكراد والقوات المدعومة من تركيا في شمال شرقي سوريا، وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» أمس الاثنين، إفشال هجوم شنته فصائل موالية لتركيا على محيط سد تشرين في منبج، فيما تحدثت التقارير عن حشود أمريكية وأرتال عسكرية تتحرك صوب الرقة، وإرسال أسلحة وذخائر إضافية لأكراد سوريا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب بين تركيا والقوات الكردية في تلك المنطقة، وبالتزامن شن تنظيم «داعش» الإرهابي عدة هجمات على حواجز القوات الكردية المنتشرة في تلك المنطقة. وقالت «قسد» إن قواتها قامت بعمليات تمشيط للقرى المحيطة بسد تشرين، وأعلنت مقتل 15 من عناصرها في اشتباكات بريف حلب ومنبج وجسر قرقوزاق وسد تشرين ودير الزور. وقبل يومين، أعلنت الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا خروج سد تشرين، أحد أهم السدود الحيوية في المنطقة، عن الخدمة بشكل كامل إثر استهدافه من قبل القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها.
وفي السياق، ذكرت مصادر أمنية في شمال شرقي سوريا أن خلايا تابعة لتنظيم «داعش» استهدف حاجزاً تابعاً ل «قسد» في بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، وحاجز وادي الرمل بمنطقة العريشة بريف الحسكة الجنوبي. وأكد بيان لقوات الأمن الداخلي أن هجمات «داعش» تأتي بسبب انشغال القوات العسكرية بالتصدي للهجمات التركية.
من جهة أخرى، أكد شهود عيان أن حشوداً أمريكية كبيرة وأرتالاً من الشاحنات المحملة بالمدرعات الثقيلة تحركت من قاعدة حقل العمر النفطي باتجاه شمال الرقة. وأوضحت المصادر ذاتها أن القافلة ضمت نحو 100 آلية، تزامن معها تسيير دوريات أمريكية مكثفة في المنطقة.
وذكر شهود أن دورية عسكرية مؤلفة من 3 مدرعات تجولت في ريف كوباني الجنوبي وبلدة صرين. كما تجولت دورية مؤلفة من 5 مدرعات في ريف دير الزور الشرقي انطلاقاً من بلدة الكشكية وصولاً لبلدة الحوايج على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة «ستار» التركية نقلاً عن مصادرها أن الولايات المتحدة أرسلت معدات وإمدادات عسكرية جديدة للقوات الكردية الرديفة له في سوريا. وأوضحت الصحيفة أن طائرتي شحن عسكريتين أمريكيتين هبطتا في الحسكة يوم أمس الأول الأحد. وأضافت: «تم تسليم المعدات والإمدادات العسكرية للقوات الكردية في منطقة دير الزور في قافلة مكونة من 60 عربة مدرعة وشاحنة».
في غضون ذلك، حذّرت وزيرة الخارجية الألمانية تركيا، أمس الاثنين، من تفاقم صراعها مع الوحدات الكردية في شمال سوريا. وقالت أنالينا بيربوك لإذاعة دويتشلاندفونك إن حرباً تركية على الأكراد في سوريا «يجب ألا تحدث». وشدّدت على أن «استغلال» تنظيم داعش لنزاع بين تركيا والأكراد «لن يساعد أحداً» مضيفة أن ذلك «سيشكل خطراً على أمن سوريا وأيضاً على تركيا وعلينا في أوروبا». وذكّرت الوزيرة بأن الأكراد هم الذين تصدوا «لإرهابيي تنظيم داعش» الذين ارتكبوا «مجازر مروعة» في سوريا. وشددت على أن الوضع الحالي «يجب ألا يستخدم لطرد الأكراد مرة أخرى ولتجدد أعمال العنف».
على صعيد آخر، أجرى اللواء طلال مخلوف، الذي كان يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري ومدير مكتب القائد العام للجيش السوري، تسوية مع الحكومة السورية الانتقالية وسلم الأسلحة الحربية التي كان يمتلكها. ووفقاً لتقارير إخبارية، فإن مخلوف أجرى التسوية في مركز حكومي رسمي وسلّم الأسلحة التي كان يمتلكها. وقال مخلوف في تصريح: «تعاملت الهيئة معنا باحترام ولطف شديدين، وهذا يدل على أنهم يفكرون بمنطق الدولة، هذا المنطق أشعرني بالأمان»، مشيراً إلى أنه «سابقاً كنا نشعر أن هناك خللاً كبيراً». وتوجه إلى زملائه الضباط قائلاً: «لا داعي للتخوف، طالما الواحد لا يخاف من أي شيء قام به، يجب أن يخدم بلده، وهذا الأمر الطبيعي وهم يعملون كدولة». (وكالات)
0 تعليق