واصل الطيران الإسرائيلي، أمس الأربعاء، قصفه لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفاً أعداداً إضافية من الضحايا، فيما أوقع البرد القارس ضحايا بين الرضع والأطفال بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في خيام غير مهيأة لمقاومة الطقس السيئ.
وتشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهوراً كارثياً مع تواصل القصف وانعدام سبل الإغاثة، فيما يناشد الفلسطينيون المجتمع الدولي للتدخل العاجل ووقف العدوان المستمر على المدنيين. وفي اليوم الـ446 للعدوان، قالت وزارة الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر في القطاع خلال الـ24 ساعة، وصل منها إلى المستشفيات 23 قتيلاً و39 مصاباً، لترتفع بذلك أعداد ضحايا العدوان منذ أكتوبر 2023 إلى 45361 قتيلاً، و107803 مصابين.
وبعد بيان وزارة الصحة، قالت مصادر طبية إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 30 منذ فجر الأربعاء. وفي حي الشيخ رضوان غرب غزة، قتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، وأُصيب آخرون بعد استهداف طائرات الاحتلال محيط مدرسة «الموهوبين» التي تؤوي نازحين.
ونقلت مصادر محلية، أنّ رضيعة فلسطينية تدعى «سيلا محمود الفصيح» توفيت داخل خيمة نزوح في منطقة المواصي بخان يونس جنوبي القطاع، نتيجة البرد القارس. وتعد هذه الحادثة الثانية خلال أسبوع، بعد وفاة رضيعة أخرى، هي عائشة القصاص (20 يوماً) الجمعة الماضية بسبب البرد القارس الذي اجتاح خيمتها في منطقة مواصى خان يونس، بعدما أجبر الاحتلال الإسرائيلي عائلتها على النزوح من منزلها إلى الخيام.
على صعيد آخر، وقعت عدة إصابات في صفوف المرضى والطاقم الطبي إضافة لأضرار بالمولدات وخزان الوقود في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة جراء استهداف قوات الاحتلال الجزء العلوي من بناية شذا المجاورة للمستشفى.
ودعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجدداً إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال، حيث تتواتر تقارير عن استمرار الهجمات على المستشفيات هناك، وفي محيطها.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن النداء، الذي أطلقه المكتب مساء الثلاثاء، عشية عيد الميلاد، هو من أجل توفير الغذاء والمياه، التي تشتد الحاجة إليهما. ولا يتوفر في مدينة غزة بشمال القطاع سوى 3 أجهزة تنفس اصطناعي للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وتدهور الوضع في مستشفيات كمال عدوان والعودة والمستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة بشكل كبير، منذ الأحد الماضي، عندما قال الجيش الإسرائيلي إنه «قام بعملية محدودة ضد حركة حماس في المنطقة المحيطة بالمستشفى الإندونيسي».
كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن شمال غـــزة لا يـــزال محاصراً بشكل شبه كامل.
ومنذ بداية الشهر الجاري، رفضت السلطات الإسرائيلية 48 من أصل 52 محاولة قامت بها الأمم المتحدة، لتنسيق وصول المساعدات الإنسانية، وفق «أوتشا». (وكالات)
0 تعليق