إعداد ـ محمد كمال
كان جيمي كارتر، مزارع الفول السوداني في جورجيا الذي أصبح الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، معروفاً بأسلوب حياته الخالي من الرتوش، وعلى الرغم من ذلك فقد وثق المؤرخون بعض الحقائق التي تفرد بها، والتي أعادت تقارير غربية تسليط الضوء عليها عقب رحيله عن مئة عام، ومن بينها أنه قضى ذات مرة 89 ثانية داخل مفاعل نووي ذائب. وفيما يلي بعض هذه الحقائق.
أول رئيس يُولد في المستشفى
وُلد جيمس إيرل كارتر جونيور في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1924 في مستشفى يضم 60 سريراً في بلينز بولاية مونتانا، ليصبح أول رئيس مستقبلي يولد في هذه البيئة، وقد تبدو الولادة في المستشفى أمراً عادياً حالياً، لكن في بداية القرن العشرين، كانت جميع الولادات تقريباً تتم في المنزل، بما في ذلك غالبيتها وقت ولادة كارتر.
وكانت والدته، ليليان، ممرضة مسجلة في الوحدة التي ولد فيها، وكان والده، جيمس إيرل، مزارعاً. وبعد أربع سنوات، انتقلت العائلة من السهول إلى مزرعة قريبة، حيث كان والده يزرع الذرة والقطن والفول السوداني وقصب السكر.
89 ثانية داخل مفاعل نووي ذائب
عندما انفجر مفاعل نووي في أونتاريو بكندا عام 1952، ما أدى إلى انطلاق مواد مشعة في الغلاف الجوي، نشرت البحرية الأمريكية فريقاً يضم كارتر، الذي كان آنذاك ملازماً يبلغ من العمر 28 عاماً وساعد على تطوير أول غواصة نووية، للمساعدة.
ودخل الملازم كارتر إلى المفاعل مرتدياً ملابس واقية مع اثنين من المتخصصين الآخرين، وعرّض نفسه خلال 89 ثانية لنفس كمية الإشعاع التي يمتصها عامة السكان في عام واحد. وقال لاحقاً إنه «استمر في اختبار النشاط الإشعاعي لمدة ستة أشهر».
طائرة الحملة الانتخابية
كانت Peanut One، والمعروفة أيضاً باسم طائرة حملة كارتر لعام 1976، بمنزلة المقر الرئيسي للموسم التمهيدي الديمقراطي له، عندما كان المرشح يتنقل. وقد اجتذبت معداتها الحاسوبية المتخصصة، المصممة لإبقاء الحملة الانتخابية تعمل على ارتفاع 30 ألف قدم، إعجاب الصحفيين والسياسيين.
وتفيد التقارير في عام 1976 أن كمبيوتر الحملة كان مرتبطاً بدوائر معقدة بالجدول الزمني ووسائل الإعلام والموظفين التنظيميين في المقر الرئيسي في أتلانتا، وكان متصلاً ببيانات الاقتراع وسجلات الصحف، وقد أطلق عليه الإعلام وقتها لقب «المرشح المعتمد على الكمبيوتر»، المعروف بأسلوبه الهادئ في اتخاذ القرارات السياسية.
أول رئيس بلقب
عندما أدى كارتر اليمين الدستورية في عام 1977 بناء على نسخة من «الكتاب المقدس» الذي احتفظت به زوجته روزالين كارتر، كان ذلك باستخدام لقبه «جيمي» بدلاً من «جيمس» اسمه الأول الفعلي، والذي نادراً ما يستخدمه. وبعد أن أدى اليمين الدستورية، أطلق منظمو حفل تنصيبه بالوناً عملاقاً على شكل حبة الفول السوداني في عرض عسكري لتكريم جذوره.
ألواح شمسية على البيت الأبيض
في عام 1979، كشف كارتر النقاب عن الألواح الشمسية فوق البيت الأبيض كجزء من خطته الطموحة لتعزيز استخدام الولايات المتحدة للطاقة المستدامة. وقال في ذلك الوقت: «إن تسخير قوة الشمس لإثراء حياتنا أحد أعظم المغامرات وأكثرها إثارة التي قام بها الشعب الأمريكي على الإطلاق».
لكن تمت إزالة الألواح من قبل إدارة الرئيس رونالد ريغان في عام 1986 أثناء إصلاحات البيت الأبيض. بينما كان لدى كارتر طموحات كبيرة فيما يتعلق بالطاقة الشمسية، وكان يأمل أن تغطي 20% من احتياجات الطاقة في الولايات المتحدة، بحلول عام 2000، وهو الهدف الذي لم يتحقق.
قضاة الأقليات
قام كارتر بتعيين 57 قاضياً من الأقليات و41 قاضية في القضاء الفيدرالي خلال فترة ولايته الوحيدة في البيت الأبيض، وهو ما كان، وفقاً لمركز كارتر، أكثر من جميع الرؤساء السابقين مجتمعين.
أطول زيجة
كان جيمي وروزالين كارتر متزوجين لفترة أطول من أي زوجين رئاسيين آخرين، حيث استمرا لمدة 77 عاماً. ويشير المؤرخون إلى أنه في اليوم التالي لاصطحاب جيمي روزالين في موعد لمشاهدة السينما، عام 1945، أخبر والدته أنه كان يعلم أنه يريد الزواج منها. وبعد مرور عام، عندما كان عمره 21 عاماً وكان عمرها 18 عاماً، تزوجا.
وفي الاحتفال بذكرى مولده السبعين قالت روزيلين: «على مر السنين، لم نصبح صديقين وزوجين فحسب؛ بل شريكين». وكان الزوجان يعرفان بعضهما بعضاً طوال حياة روزالين؛ حيث عاشت على الطريق في مسقط رأسها في بلينز وكانت زميلة لعب متكررة لروث كارتر، أخت جيمي الصغيرة.
وبعد مغادرة البيت الأبيض، عاد الزوجان بدوام كامل إلى المنزل الذي كانا يعيشان فيه قبل دخوله عالم السياسة، وهو عبارة عن مزرعة مكونة من غرفتي نوم تقدر قيمتها بأقل من سيارات الخدمة السرية المدرعة المتوقفة خارجها لتأمينهما، وبينما توفي كارتر عن 100 عام، فقد توفيت روزالين في نوفمبر 2023 عن عمر ناهز 96 عاماً.
دودة غينيا مهمة شخصية
أطلقت منظمة كارتر غير الربحية حملتها للقضاء على مرض دودة غينيا على مستوى العالم في عام 1986، عندما كان هناك ما يقدر بنحو 3.5 مليون مصاب بالحالة الطفيلية المؤلمة في جميع أنحاء العالم. ولا يوجد علاج لهذا المرض القديم، الذي تتم الإصابة به عن طريق تناول طفيل في مياه غير مفلترة. وبحلول عام 2022، تم الإبلاغ عن 13 حالة فقط في جميع أنحاء العالم، وفقاً لمركز كارتر - الذي دعم الحكومات على مدى عقود في الترويج لمياه الشرب النظيفة ووقف سلاسل انتقال العدوى. وقال كارتر في مؤتمر صحفي عام 2015: «أود أن تموت آخر دودة غينيا قبل أن أموت».
ـ اتصال إلفيس بريسلي ـ
في مقابلة أجريت معه عام 2011، أشار كارتر إلى أنه تلقى بعد وقت قصير من تنصيبه رئيساً، مكالمة هاتفية من المغني الأسطوري إلفيس بريسلي في البيت الأبيض. لكنه قال إن صوته كان مرتفعاً جداً وغير متماسك، بحيث لم يفهم ما يقوله، لكن بريسلي على ما يبدو كان يريد أن يعفو الرئيس عن عمدة كان في مشكلة مع القانون. ووصف كارتر نفسه بأنه صديق شخصي لبريسلي، وقال في عام 1977 إن وفاة أسطورة الموسيقى حرم البلاد من جزء منه. وقال كارتر في بيان رئاسي صدر بعد وفاة بريسلي: «قبل أكثر من 20 عاماً، ظهر على الساحة بتأثير لم يسبق له مثيل وربما لن يكون له مثيل أبداً».
ـ تقبيل الملكة ـ
بعد عامين من زيارة كارتر لقصر باكنغهام في عام 1977، بدأت الشائعات تنتشر في الصحافة البريطانية بأنه قبل الملكة الأم، وهو ما اعتبرته الصحف البريطانية كسراً للبروتوكول الملكي. وهو ما دافع عنه كارتر لاحقاً في مذكراته.
0 تعليق