استكمل الجيش الإسرائيلي عزل جباليا وبقية أحياء شماليّ قطاع غزة عن مناطقه الجنوبية، بالتوازي مع تنفيذ حملات قصف مدمرة أفضت إلى عشرات الضحايا، وسط مطالبات دولية بوقف استهداف المستشفيات، فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مليوني نازح يعانون ظروفاً قاسية في قطاع غزة، بالتزامن مع المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع الشديد.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في اليوم 451 للحرب، إلى 45541 قتيلاً و108338 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، في تقريرها اليومي، أن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال 24 ساعة ثلاث مجازر، أسفرت عن مقتل 27 شخصاً، وإصابة 149 آخرين.
وأكدت الوزارة، أن هناك عدداً من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم بسبب الدمار الهائل والقيود الإسرائيلية.
وقتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، مساء أمس الاثنين، إثر قصف الاحتلال جباليا شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية، بمقتل 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، إثر قصف مجموعة من النازحين في منطقة جباليا البلد. كما استهدفت غارة منزلاً يقع خلف المستشفى الأردني في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وأكدت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس الاثنين، أن تدمير إسرائيل المتعمد للمستشفيات في شمال قطاع غزة هو جزء من التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس إسرائيل بالإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة الطبيب حسام أبو صفية الذي اعتقلته مع آخرين من طاقمه خلال عملية عسكرية أواخر الأسبوع المنصرم.
وكتب تيدروس عبر منصة إكس «أصبحت المستشفيات في غزة مجدداً ساحة قتال والنظام الصحي يقبع تحت تهديد حاد». وأضاف «مستشفى كمال عدوان في شمال غزة بات خارج الخدمة بعد الغارة (العملية العسكرية الإسرائيلية)، والإخلاء القسري للمرضى والطاقم واحتجاز مديره. نطالب بالإفراج الفوري عنه».
وأشار مدير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرضى كمال عدوان نقلوا إلى المستشفى الإندونيسي، مؤكداً أن الأخير غير قادر على توفير الرعاية كما يجب.
وأوضح «في ظل الفوضى القائمة في شمال غزة، أوصلت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها اليوم مستلزمات طبية ومستلزمات نظافة أساسية، إضافة إلى الغذاء والمياه، إلى المستشفى الإندونيسي، ونقلت 10 مرضى في حالة جرحى إلى مجمع الشفاء الطبي».
وحضّ إسرائيل «على أن تضمن توفير حاجاتهم وحقوقهم في الرعاية الصحية».
من جهتها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الأعمال العدائية المتكررة داخل المستشفيات وفي محيطها قوضت نظام الرعاية الصحية في شمال غزة، ما يعرّض المدنيين لخطر شديد غير مقبول يتمثل في حرمانهم من الحصول على الرعاية المنقذة للحياة.
وجددت اللجنة الدولية في بيان، دعوتها العاجلة إلى احترام المرافق الطبية وحمايتها بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني. وإنّ هذه الحماية ليست مجرد التزام قانوني، بل هي ضرورة أخلاقية للحفاظ على الحياة البشرية.
ولفت البيان إلى أنه لم يعد بالإمكان تلبية الاحتياجات الطبية بالكامل لأيٍّ من المرضى، مشيراً إلى أن الوضع الخطير آخذ بالتفاقم في ظل نقص حاد في المعدات والإمدادات الطبية والوقود والغذاء والكوادر الصحية المتخصصة امتدّ لأكثر من عام.
في سياق متصل بالأزمة الإنسانية المتفاقمة، غرقت آلاف الخيام، الليلة قبل الماضية وفجر أمس الاثنين، في مخيمات النزوح في مناطق متفرقة من دير البلح ومواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على القطاع.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأن النازحين أمضوا ليلة عصيبة داخل خيامهم التي غرقت بمياه الأمطار وعصفت بها الرياح خلال المنخفض الجوي الذي بدأ مساء أمس الأول الأحد. وأشار إلى أن 7 نازحين لقوا حتفهم بسبب البرد القارس وموجات الصقيع.
وأوضح أن مليوني نازح يعيشون ظروفاً إنسانية كارثية نتيجة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 451 يوماً، والتي دمرت مئات ألوف المنازل بشكل كامل، ما دفع النازحين إلى اللجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، لافتاً إلى أن 110 آلاف خيمة من أصل 135 ألف خيمة، أصبحت خارج الخدمة وغير صالحة للاستخدام. (وكالات)
0 تعليق