تعهد الأردن وسوريا، أمس الثلاثاء، بالتعاون لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات، ومواجهة تهديدات تنظيم «داعش» الإرهابي، في إطار محادثات أجراها وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية أسعد الشيباني مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان، وشملت قضايا الحدود والأمن والطاقة والنقل والمياه والتجارة وغيرها من القطاعات الحيوية، بينما أعلن الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة تعمل على تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر حوار وطني، في وقت أعلنت الخارجية الإيطالية أن اجتماعاً وزارياً أوروبياً أمريكياً سيعقد في روما، غداً الخميس، لبحث الملف السوري، في حين جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده أنه لا مكان لما يسميه ب«الجماعات الإرهابية» في سوريا.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أنه بحث مع وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني مخاطر تهريب المخدرات والسلاح وتهديدات تنظيم «داعش».
ووصل الشيباني إلى الأردن، الثلاثاء، في أول زيارة رسمية له برفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، في إطار جولة إقليمية استهلها في السعودية وقادته إلى قطر ثم الإمارات.
وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك: «بحثنا موضوع الحدود وخطر المخدرات والسلاح والإرهاب ومحاولات داعش إعادة وجودها». وأضاف: «سنعمل معاً لمواجهة هذه التحديات المشتركة ورئيس الأركان الأردنية المشتركة ورئيس جهاز المخابرات الأردني يجتمعون حالياً مع وزير الدفاع السوري ورئيس الاستخبارات العامة السوري في تفاصيل العمل المشترك بين البلدين لمواجهة هذه المخاطر». وتابع الصفدي: «أخبرناهم أن الأردن سيكون دائماً السند الشقيق لسوريا والشعب السوري... الذي يستحق وطناً حراً بعد سنوات من المعاناة». وقال إن «الإرث الذي تحمله الإدارة السورية الجديدة ليس سهلاً، وعلى الجميع التحلي بالصبر». وأكد الصفدي أنه «سيتم تشكيل لجان مشتركة أخرى في مجالات الطاقة والصحة والتجارة والمياه لترتيب الأمور بين البلدين»، مشيراً إلى استعداد بلاده لتزويد سوريا بالكهرباء والغاز.
من جهته، أعرب الشيباني عن أمله في أن «تكون هذه الزيارة فاتحة خير للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات»، معرباً عن أمله أن يعمل الأردن على مساعدة سوريا في رفع العقوبات التي ستنعش الداخل وتنعكس إيجاباً على الشعب السوري. وأضاف أن «سوريا ستكون مصدر أمان واستقرار وتعاون مع جيرانها ودول المنطقة». وقال الشيباني إن نظام الأسد خلّف تركة من المشاكل مع شعبه ودول الجوار، وإن سوريا ستمحوها من ذاكرة السوريين ودول الجوار. وأعلن الشيباني أنّ الإدارة الجديدة تعمل على تشكيل لجنة تحضيرية موسّعة تمثل مختلف أطياف الشعب لتعدّ لمؤتمر حوار وطني قال إنه سيشكّل «حجر الأساس» لمستقبل البلاد بعد إطاحة بشار الأسد.
من جهة أخرى، يجتمع وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، غداً الخميس، لبحث الوضع في سوريا. وسيرأس وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الاجتماع المزمع عقده مع نظرائه الأوروبيين والأمريكي، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الإيطالية. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الاثنين، أن الوزير أنتوني بلينكن سيجتمع مع نظرائه الأوروبيين، في إطار ما وصفها بالفرصة «للدفاع عن انتقال سياسي سلمي وشامل للجميع يقوده السوريون ويعود القرار فيه إليهم». وفي روما، سينضم بلينكن إلى الرئيس جو بايدن الذي يقوم بزيارة وداعية للعاصمة الإيطالية تشمل لقاء مع البابا فرنسيس.
في غضون ذلك، شدد الرئيس التركي على أنه لا مكان للمنظمات المسلحة في سوريا في عهد قيادتها الجديدة، في تحذير يستهدف القوات الكردية. وقال أردوغان، خلال لقائه رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، إن تركيا تعمل على ألا تتسبب إطاحة الأسد بسوريا المجاورة في حالة عدم استقرار في المنطقة. وأفاد بأنه لا مكان لما يسميه ب«المنظمات الإرهابية أو العناصر المرتبطة بها في مستقبل سوريا الجديدة».
إلى ذلك، أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من مدرج مطار دمشق باتجاه مطار الشارقة نحو الساعة 11:45 (8:45 صباحاً بتوقيت غرينتش)، في أول رحلة تجارية دولية منذ سقوط الأسد. وقال مدير مطار دمشق الدولي المهندس أنيس فلوح «انطلاقة جديدة بعدما تم إغلاق الأجواء، وبدأ استقبال ومغادرة الرحلات الدولية».وأشار فلوح إلى أن المطار عمل في الأيام الماضية على «استقبال وفود رسمية وطائرات المساعدات... واليوم أول رحلة (تجارية) مغادرة من سوريا باتجاه الشارقة». كما وصلت طائرة قطرية قادمة من مطار الدوحة إلى مطار دمشق نحو الساعة الواحدة بعد الظهر (العاشرة بتوقيت غرينتش). وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، حطت طائرة الملكية الأردنية في المطار على متنها وفد من هيئة الطيران المدني لتقييم الحالة الفنية واللوجستية لمطار دمشق الدولي بهدف استئناف الطيران الأردني إلى دمشق. (وكالات)
0 تعليق