تبادلت روسيا وأوكرانيا الهجمات بعشرات المسيرات والصواريخ، أمس الأربعاء، وأكدت كييف استهداف مخزن وقود في روسيا يقع على مسافة 500 كيلومتر من الحدود بين البلدين. في وقت اتهمت فيه بروكسل موسكو «باستخدام الغاز سلاحاً» ضدّ مولدافيا، فيما أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن تعاطفه مع الموقف الروسي الرافض لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني عبر «تيليغرام»: «هاجمنا مخزن كومبيانت كريستال للوقود في إنغلز بمنطقة ساراتوف» خلال الليل. هذا الهجوم هو الأخير ضمن سلسلة من الضربات المتصاعدة عبر الحدود التي تنفذها موسكو وكييف، وتستهدف منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات على بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن مستودع النفط الروسي المستهدف «يوفر الوقود لمطار إنغلز-2 العسكري، حيث يتمركز الطيران الاستراتيجي للعدو». وأقر مسؤولون روس في تصريحات سابقة بأن أوكرانيا هاجمت المنطقة بطائرات مُسيرة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 32 مُسيرة أوكرانية خلال الليل، بما في ذلك 11 طائرة بدون طيار فوق منطقة ساراتوف. وقال حاكم المنطقة رومان بوسارجين، إنه تم إرسال فريق من هيئة الاستجابة للطوارئ إلى منشأة صناعية اندلع فيها حريق بعد هجوم بمُسيرة أوكرانية، من دون تحديد طبيعة المنشأة، لكنه أكد عدم وقوع إصابات.
وفي السياق، قالت كييف: إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت خلال الليل 41 طائرة مُسيرة روسية، بينما أسقطت أنظمة التشويش الإلكترونية 22 مُسيرة أخرى.
وفي منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، والتي تقول روسيا، إنها تابعة لها، قالت السلطات الأوكرانية: إن شخصين قُتلا وأصيب خمسة آخرون بنيران المدفعية الروسية والمُسيرات.
وقتل 13 شخصاً أمس الأربعاء في هجوم جوي روسي على مدينة زابوريجيا الصناعية في وسط أوكرانيا، وفق ما أعلن حاكم المنطقة إيفان فيدوروف في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي. إلى ذلك، اتّهمت وزيرة الخارجية الأوروبية كايا كالاس روسيا «باستخدام الغاز سلاحاً» ضدّ مولدافيا، الجمهورية الصغيرة التي تضمّ منطقة انفصالية موالية لموسكو، وتوقّفت إمدادات الغاز الروسي إليها منذ الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري.
وقالت كالاس في منشور على منصة إكس: «إنّ روسيا تواصل استخدام الغاز سلاحاً، ومرة أخرى أصبحت مولدافيا هدفاً لحربها الهجينة». وأضافت أنّها جدّدت التأكيد لرئيس الوزراء المولدافي دورين ريسيان على «تضامن الاتحاد الأوروبي الثابت مع مولدافيا».
وفي السياق، حمّل الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجعه في بالم بيتش بولاية فلوريدا، نظيره الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن مسؤولية تغيير الموقف الأمريكي بشأن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال ترامب: «جزء كبير من المشكلة هو أن روسيا، لسنوات عديدة وقبل وقت طويل من بوتين، قالت: «لا يمكن لحلف شمال الأطلسي أن يتدخل في أوكرانيا» أصبح الأمر محفوراً في الصخر»، وأضاف: «وفي مرحلة ما قال بايدن: «لا، يجب أن يتمكنوا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي». حسناً، أصبح لدى روسيا كيان يقف على عتبة بابها، ويمكنني أن أتفهم مشاعرها بشأن هذا الأمر».
وعبر أعضاء حلف شمال الأطلسي رسمياً عن دعمهم لانضمام أوكرانيا منذ قمة بوخارست عام 2008، وتواصل إدارة بايدن دعم انضمام أوكرانيا في نهاية المطاف إلى حلف شمال الأطلسي، لكن أوكرانيا لم تتلق أي دعوة رسمية بعد للانضمام إلى التكتل العسكري. (وكالات)