«الخليج»-وكالات
اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجلوس منذ خمسة أيام، وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران.
سحب سامة
وحذرت السلطات الصحية في لوس أنجلوس السكان من المخاطر الصحية الناجمة من دخان حرائق الغابات الواسعة التي دمّرت مساحات شاسعة من المدينة الواقعة في كاليفورنيا وحضتهم على ملازمة منازلهم. وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس في مؤتمر صحفي: «نحن جميعاً نواجه دخان حرائق الغابات، وهو مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات وأبخرة الماء». وأضاف: «إنها جسيمات صغيرة تدخل إلى الأنف والحلق وتسبب التهاب الحلق والصداع». وتابع: «في المناطق التي يكون فيها الدخان مرئياً أو تكون هناك رائحة دخان، وحتى في الأماكن التي لا يمكنكم رؤية (الدخان) فيها، نحن نعلم أن جودة الهواء رديئة؛ لذا يجب عليكم الحد من تعرضكم للهواء الطلق قدر الإمكان».
ساحة حرب وعمليات قصف
ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس لائحة بالقتلى دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم. وجاء في الوثيقة أنه عثِر على خمسة من القتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون. وأتت هذه الحرائق على أجزاء كاملة من ثانية كبرى المدن الأمريكية، مدمّرة أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض، إن المشهد «أشبه بساحة حرب وعمليات قصف». ورغم الأعداد الكبيرة للإطفائيين المشاركين في احتواء الحرائق، صدرت أوامر إخلاء طالت الجزء الشرقي من باسيفيك باليسايدس في منطقة تضمّ خصوصا مركز غيتي. وتُعرض في هذا المتحف الشهير المشيّد في جزء منه بحجر مقاوم للنيران 125 ألف تحفة فنية.
انتقادات للسلطات
ووُجّهت انتقادات إلى السلطات على خلفية مدى جهوزيتها وطريقة استجابتها، رغم أنه من المبكر معرفة سبب الحرائق. وقالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كراولي لمحطة «كاي تي تي في» التابعة لـ«فوكس نيوز» إن «ثمة نقصاً متواصلاً في الطواقم والموارد والأموال». لكن خلال مؤتمر صحفي عقد السبت بحضور كراولي، قلّلت رئيسة البلدية كارين باس من أهمية التوترات السائدة، مشدّدة على أن المسؤولين السياسيين وأجهزة الإغاثة والأمن كانوا «جميعاً على الموجة نفسها». وأعلنت المكسيك السبت إرسال تعزيزات للمساعدة في مكافحة الحرائق في لوس أنجلوس.
حظر تجول
وأعرب البابا فرنسيس السبت عن «الحزن» بسبب الأرواح المفقودة والأضرار، مبدياً «تعاطفاً روحياً» مع المنكوبين بهذه «الفاجعة»، وفق برقية وجّهها إلى رئيس أساقفة لوس أنجلوس. في ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارماً يسري بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحاً، في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضرراً. إزاء حجم الأضرار، طلب حاكم كاليفورنيا غافين نيسوم الجمعة «مراجعة مستقلة شاملة» لأجهزة توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى، بأنه «مقلق جداً»، وهو الأمر الذي تسبب في اتساع رقعة الحرائق. وكتب في رسالة مفتوحة «نحن بحاجة إلى إجابات لمعرفة ما حدث».
4 حرائق نشطة
والتهم الحريق الرئيسي من أصل أربعة حرائق لا تزال نشطة، أكثر من ثمانية آلاف هكتار على ساحل ماليبو وحي باسيفيك باليسايدس الراقي؛ حيث أكدت فرق الإطفاء أنها سيطرت على 11 في المئة من النيران صباح السبت. ومن الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، الممثل ميل غيبسون الذي قال لـ«نيونايشن» إنه مصدوم جداً لخسارته منزله في ماليبو. وقالت نيكول بيري التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس، في تصريح لفرانس برس إن السلطات «تخلّت بالكامل» عن السكان. وحضر الأمير هاري وزوجته ميغن ماركل، لمواساة المنكوبين في باسادينا. وأخليت مئات آلاف المساكن في لوس أنجلوس في ظلّ تواصل أوامر الإخلاء التي صدر بعضها من طريق الخطأ. ونشرت تعزيزات عسكرية، فيما أوقف عشرات الأشخاص.
0 تعليق