باريس ـ (أ ف ب)
منذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس قبل 15 شهراً تسبّب القصف الإسرائيلي للقطاع الفلسطيني بقدر من الدمار «غير مسبوق في التاريخ الحديث»، بحسب الأمم المتحدة.
وما زال يتعيّن على إسرائيل أن تقرّ رسمياً اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مع حماس وأعلنه الوسطاء الأربعاء، ليدخل حيّز التنفيذ الأحد.
ـ أكثر من 170 ألف مبنى مدمّر ـ
بحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإنّه حتى الأول من ديسمبر / كانون الأول تضرّر أو دمّر ما يقرب من من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170,812 مبنى.
بدورهما، أحصى الباحثان الأمريكيان كوري شير وجامون فان دين هوك، استناداً أيضا إلى تحليلات الأقمار الصناعية ولكن باستخدام منهجية مختلفة، 172,015 مبنى متضرراً جزئياً أو كلياً في القطاع حتى 11 يناير/ كانون الثاني الجاري أي ما يعادل، وفق حساباتهما، 59,8% من مباني القطاع الفلسطيني.
وأدّت الحملة العسكرية التي شنّتها إسرائيل على القطاع ردّاً على هجوم حماس إلى مقتل 46788 شخصاً على الأقل في القطاع، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في غزة والتي تعتبرها الأمم المتّحدة جديرة بالثقة.
نصف رفح مدمّر
وبحسب تحليلات الأقمار الصناعية التي أجراها الباحثان الأمريكيان، فإنّه في مدينة غزة الواقعة شمالي القطاع، والتي كان عدد سكانها 600 ألف نسمة قبل الحرب، تعرّض ما يقرب من ثلاثة أرباع المباني (74.2%) للقصف.
أما في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة والتي تعتبر أقلّ مدينة كبيرة في القطاع تعرّضت مبانيها لأضرار، فقد أظهرت تحليلات الباحثين أنّ 48.7% من مبانيها تضرّرت بالقصف (مقارنة بـ33.9% في نيسان / إبريل).
وتعرّضت المنازل وواجهات المباني لدمار جزئي أو كلّي في هذه المدينة الواقعة على الحدود مع مصر والتي تنفّذ فيها القوات الإسرائيلية عمليات برية منذ مطلع مايو/ أيار.
من جهتها، تقول منظمة العفو الدولية: إنّ أكثر من 90% من المنشآت المبنية على مساحة تزيد على 58 كيلومتراً مربعاً والواقعة على طول الحدود بين القطاع الفلسطيني وإسرائيل، «دمّرت أو تضرّرت بشدّة» على ما يبدو بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ومايو / أيار 2024.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإنّ إعادة إعمار القطاع ستستغرق ما يصل إلى 15 عاماً، وستكلّف أكثر من 50 مليار يورو.
المستشفيات
وخلال الحرب كثيراً ما استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفيات القطاع ذلك أنّها تتّهم مقاتلي حماس بأنّهم يستخدمون هذه المرافق المدنية قواعد لهم سواء للاختباء أو لشنّ هجمات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ مستشفى كمال عدوان، أحد المرافق الطبّية القليلة في شمال قطاع غزة التي لا يزال ممكناً تشغيلها، أصبح «فارغاً» و«خارج الخدمة» منذ استهدفته عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في أواخر ديسمبر / كانون الأول.
وتقول المنظمة الصحية الأممية أيضاً: إنّ 18 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى (50%) تعمل «جزئياً»، بقدرة إجمالية تبلغ 1800 سرير. وفي 31 ديسمبر / كانون الأول، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ النظام الصحّي في القطاع «على شفا الانهيار التام».
أما بالنسبة لأماكن العبادة، فمن خلال الجمع بين بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية وقاعدة بيانات أوبن ستريت ماب الدولية (البيانات التعاونية والمفتوحة) يتبيّن أنّ 83% من مساجد القطاع تضرّرت جزئياً أو كلّياً.
المدارس
دفعت مدارس القطاع التي تُستخدم منذ بدء الحرب مراكز إيواء للنازحين، بما في ذلك تلك التي ترفع علم الأمم المتّحدة الأزرق، ثمناً باهظاً أيضاً في الحرب، إذ يتّهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس باستخدام هذه المنشآت التعليمية مخابئ لمقاتليها.
وحتى الأول من ديسمبر / كانون الأول، أحصت اليونيسف تضرّر ما لا يقلّ عن 496 مدرسة، أي ما يقرب من 88% من أصل 564 منشأة مسجّلة. ومن بين هذه المدارس هناك 396 مدرسة أصيبت بقصف مباشر.
المساحات الزراعية
بحسب صور التقطها مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة في 26 سبتمبر / أيلول 2024، فإنّ 68% من الأراضي الزراعية في القطاع، أي ما يعادل 103 كيلومترات مربعة، تضرّرت من جراء الحرب.
وفي محافظة شمال غزة بلغت نسبة الأراضي الزراعية المتضرّرة 79%، وفي محافظة رفح 57%.
أما بالنسبة إلى الدمار الذي لحق بالأصول الزراعية (بما في ذلك أنظمة ريّ ومزارع مواشٍ وبساتين وآلات ومرافق تخزين) فالنسبة أكبر من ذلك بكثير، إذ راوحت حتى مطلع 2024 بين 80% و96%، وفقاً لتقرير نشره في سبتمبر / أيلول مؤتمر الأمم المتّحدة حول التجارة والتنمية.
وفي ما خصّ شبكة الطرق، بلغت نسبة الضرر 68%، إذ دمّر من جراء الحرب ما مجموعه 1190 كيلومتراً من الطرق، من بينها 415 كيلومتراً تضررت بشدّة و1440 كيلومتراً تضرّرت بشكل متوسط، وفقا لـ«تحليل أوّلي» أجراه يونوسات في 18 أغسطس / آب.
وفي ديسمبر / كانون الأول، أكّدت الأمم المتّحدة، أنّ «سرعة وحجم القتل والدمار في قطاع غزة غير مسبوقين في التاريخ الحديث».
0 تعليق