تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، يومه الخامس، والتي ستنفذ غداً السبت، وسط تصريحات ومواقف إسرائيلية تدعو لاستئناف الحرب، تترافق باستفزازات وخروقات إسرائيلية لاتفاق صفقة التبادل، وأودت قذيفة دبابة إسرائيلية بحياة فلسطينيين في رفح بينما أصيب عدد آخر في أماكن متفرقة، وفيما واصل النازحون الفلسطينيون العودة إلى منازلهم المدمرة، بالتزامن مع مواصلة طواقم الدفاع المدني انتشال المزيد من الجثث العالقة تحت الأنقاض، تبين حجم الكارثة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة يوماً بعد يوم.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن 14 ألفاً و222 مفقوداً خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع، ولم يصلوا إلى المستشفيات حتى 18 كانون الثاني/يناير 2025. وقال جهاز الدفاع المدني بغزة إنه تمّ انتشال رفات 162 شخصاً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في القطاع. وبذلك، ارتفعت حصيلة العدوان إلى 47283 قتيلاً و111,472 مصاباً منذ بدء الحرب.
وتواصل طواقم الدفاع المدني ومواطنون أعمال البحث عن جثامين فلسطينيين ما زالت تحت الأنقاض، في حين يحول نقص المعدات والآليات الثقيلة دون انتشال العشرات منهم.
وقال الدفاع المدني في قطاع غزة، إن دبابة إسرائيلية قتلت فلسطينيين اثنين غربي مدينة رفح أمس الخميس.
وبدأ يتكشف حجم الدمار في شمال القطاع، حيث اتضح أن حرب الإبادة دمرت 80% من محافظة شمال القطاع، بحسب ما أفاد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في القطاع
وأكدت بلدية غزة، أمس الخميس، أن نقص عدد الآليات يتسبب في حالة عجز كبير في تقديم الخدمات الأساسية بعد تدمير الجيش الإسرائيلي نحو 133 آلية بنسبة تزيد على 80% من عدد آليات البلدية، لاسيما الآليات الخاصة بجمع النفايات ومعالجة الصرف الصحي وآليات فتح الطرق والشوارع. كما أعلنت بلدية رفح بدء العمل على تسوية، وتجهيز عدد من قطع الأراضي لصالح إنشاء مخيمات إيواء مؤقتة، لتخفيف معاناة المواطنين الذين دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 60% من منازل سكان مدينة رفح بشكل كامل.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن تل أبيب بصدد أن تتسلم من حركة «حماس»، اليوم الجمعة، أسماء 4 إسرائيليات، هن 3 مجندات ومدنية أسيرات بقطاع غزة، تمهيداً لإطلاق سراحهن غداً السبت، ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى. ومن المقرر بعد ظهر غد السبت، أن يتم تسليم الأسيرات الأربع إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن ثم نقلهن إلى قوات الجيش الإسرائيلي. ومن المقرر أيضاً أن تتسلم إسرائيل، غداً السبت، القائمة الكاملة التي تعهدت «حماس» بتسليمها، والتي تتضمن الأسرى الأحياء والموتى ضمن بقية ال33 أسيراً الذين سيطلق سراحهم بالمرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وكجزء من صفقة التبادل، ستطلق إسرائيل سراح نحو 180 أسيراً فلسطينياً، وسيتم إبعاد بعضهم إلى دولة ثالثة وليس إلى غزة والضفة الغربية.
وفي هذا الصدد، أعلنت «حماس» أنه بعد انتهاء عملية تبادل الأسرى في ذلك اليوم، وإتمام الجيش الإسرائيلي انسحابه من محور شارع الرشيد «البحر»، سيسمح للنازحين داخلياً من المشاة بالعودة شمالاً دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله.
في غضون ذلك، تصاعدت دعوات المسؤولين الإسرائيليين لاستئناف الحرب، وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الحرب في غزة قد تستأنف بمجرد إطلاق سراح ال30 رهينة المتبقين من أصل 100 محتجز في قطاع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة: «نتمسك بهدف تفكيك الجناح العسكري لحماس وحكومتها في قطاع غزة». وأوضحت الصحيفة أنه وأمام الضغوط الدولية، تشير التحليلات إلى أن إسرائيل قد تواجه صعوبة في استئناف الحرب بشكل فعال، خاصة إذا لم يكن هناك استعداد دولي أو خطة واقعية للسيطرة على غزة. وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف الحرب في غزة بدعم أمريكي إذا ثبت أن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار ستكون بلا جدوى.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير ماركو روبيو، تحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتأكيد دعم واشنطن لحليفتها، كما تناولا ملفي إيران والأسرى الإسرائيليين في غزة.
(وكالات)
0 تعليق