بعد نشر منظومة «ثاد» الأمريكية.. هل تتغير قواعد اللعبة بين إسرائيل وإيران؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد: محمد كمال
بعد التأكيد الرسمي الأمريكي الذي أعلنه البنتاغون عن اعتزام واشنطن نشر منظومة الدفاع الأمريكية ثاد المتخصصة في اعتراض الصواريخ الباليستية، داخل إسرائيل لتعزيز دفاعاتها الجوية ضد أي هجمات صاروخية محتملة، فقد رأى خبراء عسكريون أن الولايات المتحدة وحليفتها تسعيان إلى تغيير قواعد اللعبة، قبيل رد محتمل على الهجوم الإيراني تحسباً لأي ضربات انتقامية مضادة.
وزارة الدفاع الأمريكية وعلى لسان متحدثها الإعلامي بات رايدر أكدت أن الوزير لويد أوستن وبناء على توجيهات الرئيس جو بايدن سمح بنشر بطارية دفاع جوي (ثاد) والطاقم المرتبط بها في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب الهجمات الإيرانية غير المسبوقة في سبتمبر والتي شهدت إطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي تمكن بعضها من اختراق المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
ويشير المصدر ذاته إلى أنه سبق أن نشرت الولايات المتحدة بطارية ثاد في الشرق الأوسط في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. معتبراً أن هذه الخطوة الكبيرة «تعد جزءاً من التعديلات الأوسع التي أجراها الجيش الأمريكي في الأشهر الأخيرة».
وفي عام 2019، تم نشر نظام ثاد في إسرائيل كجزء من تدريبات الدفاع الجوي بين جيشي البلدين، لكن ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر النظام عملياً في إسرائيل.
لماذا ثاد؟
ورغم أنها تعتبر مكملة لمنظومة باتريوت، إلا أن بطاريات ثاد التابعة للجيش الأمريكي يمكنها الدفاع عن مساحة أكبر واعتراض الصواريخ الباليستية على مسافة تتراوح بين 150 و200 كيلومتر. وبحسب مراقبون عسكريون فإن هذا النظام الدفاعي المتقدم للغاية هو الوحيد في الولايات المتحدة المصمم لاعتراض الأهداف خارج الغلاف الجوي.
ويأتي اسم منظومة «ثاد» التي ظهرت عام 1992 من الطريقة التي يعمل بها نظام الدفاع الجوي، وهي اعتراض الصواريخ الباليستية المقبلة خلال المرحلة النهائية، كما أن لديها القدرة على اعتراض الأهداف داخل الغلاف الجوي وخارجه. وقال موقع مشروع الدفاع الصاروخي CSIS: إن نظام ثاد قادر على صد الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى.
الميزة الأبرز
وتعد الميزة البارزة لأنظمة ثاد هي أنها لا تحمل رؤوساً حربية. وبدلاً من ذلك، فإنها تعتمد على طاقة تأثيرها الحركية لتدمير الصواريخ المقبلة. وأظهرت بيانات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن رادارات ثاد قادرة على اكتشاف وتتبع الصواريخ المقتربة على مدى يتراوح بين 870 إلى 3000 كيلومتر.
ويمتلك الجيش الأمريكي سبع بطاريات ثاد في حوزته. وبصرف النظر عن مرافق الرادار والراديو، يتكون كل نظام من ست منصات إطلاق محمولة على شاحنات و48 صاروخاً اعتراضياً ويتطلب تشغيله 95 جندياً تقريباً.
كما يشتمل نظام ثاد على أربعة مكونات رئيسية وهي: جهاز الاعتراض، ومركبة الإطلاق، والرادار، ونظام التحكم في النيران. تحمل كل قاذفة ما يصل إلى ثمانية صواريخ اعتراضية، وتتضمن بطارية ثاد النموذجية 6 قاذفات، وتستغرق كل قاذفة ما يصل إلى 30 دقيقة لإعادة التحميل.
ومن النادر أن يتم نشر قوات أمريكية داخل إسرائيل، لكنها أعلنت إرسال نحو 100 جندي ليصاحبوا منظومة ثاد.
تحذيرات من تفاقم الصراع
ويقول محللون، إنه إذا نشرت الولايات المتحدة نظام الدفاع الصاروخي عالي الارتفاع (ثاد) في إسرائيل، فإن الأزمة الإقليمية والصراعات المستمرة قد تتفاقم لأن النشر قد يؤدي إلى مزيد من الإخلال بتوازن القوى في المنطقة.
ويرى مراقبون عسكريون أن تأجيل الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق حتى الآن، تعلق على ما يبدو بنشر منظومة ثاد، إضافة إلى التشاور حول الأهداف المحتمل ضربها في غيران، في ظل تسريب معلومات عن اعتراض واشنطن على قصف أهداف نووية إيرانية لما يمثله ذلك من مخاطر كبيرة.
ووفق تقرير لصحيفة جلوبال تايمز فإن نشر نظام ثاد في المنطقة، سيضعف الردع الإيراني تجاه إسرائيل والتي ستكون حينها قادرة على القيام بإجراءات أكثر مباشرة وعنفاً ضد إيران، وهذا من شأنه أن يخل بتوازن القوى في المنطقة وسيجبر طهران بالضرورة على اتخاذ إجراءات لمنع حدوث ذلك، وربما تستعين بمنظومة دفاعية روسية في المقابل، وهو ما قد يجر القوى العظمى لحرب عالمية ثالثة، والتي حذر منها الكثير من القادة بمن فيهم المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب.
وما يفاقم من خطورة الموقف هو أن الولايات المتحدة تخلت علناً عن دعوات وقف إطلاق النار، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر: «نحن ندعم قيام إسرائيل بهذه التوغلات لتدمير البنية التحتية لحزب الله حتى نتمكن في النهاية من التوصل إلى حل دبلوماسي».
ويرى خبراء عسكريون أنه بسبب الدعم الأمريكي، أصبحت تصرفات إسرائيل أكثر عنفاً بشكل متزايد، لدرجة أن دباباتها اقتحمت مقر قوات حفظ السلام الأممية في لبنان، وأصابت عدداً من جنودها، وهو ما استتبعه إدانات عالمية واسعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق