جددت جامعة الدول العربية، أمس الأحد، رفضها لأي مخططات لتهجير الفلسطينيين لما تمثله تلك المخططات من مفارقة للواقع ومخالفة للقانون الدولي، فيما طالبت مصر الدول الأوروبية بدعم خطتها لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن المنطقة العربية تمر اليوم بلحظة «ربما تكون الأخطر في تاريخها الحديث وتاريخ قضيتها المركزية، وهي القضية الفلسطينية، التي تتعرض لخطر التصفية الكاملة» وذلك تعليقاً على مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وشدد على أن ما تواجهه القضية الفلسطينية يمثل «تحدياً للعرب أجمعين وليس للفلسطينيين وحدهم» مؤكداً أن الفلسطينيين لن يكونوا وحدهم أبداً، ولن يسمح بأن يتعرضوا لنكبة ثانية أو أن تصفى قضيتهم وتهدر حقوقهم المشروعة. وركز الأمين العام للجامعة العربية في كلمة له أمام منتدى التعاون الرقمي والتنمية الذي تستضيفه العاصمة الأردنية عمان على أن أطروحات التهجير «مرفوضة عربياً ودولياً، لأنها مفارقة للواقع مناقضة للقانون ومنبتّة الصلة بالأخلاق والإنسانية». وأشاد بمواقف الدول العربية التي عبرت عن موقفها بوضوح في رفض التهجير ورفض أي إجحاف بالحقوق الفلسطينية الثابتة وعلى رأسها حق الفلسطينيين في أن يكون لهم دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأكد أن كل الأطروحات والأفكار التي تسعى إلى الالتفاف على حل الدولتين أو ظلم الفلسطينيين لن يكون من شأنها إلا إطالة أمد الصراع وتعميق الكراهية ومفاقمة معاناة كل الشعوب في المنطقة.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال لقائه مع أبو الغيط أهمية تفعيل العمل العربي المشترك. وشدد الصفدي وأبو الغيط على ضرورة تكاتف جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى القطاع. وأكد الطرفان الموقف الثابت في رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو داخلها، والقدرة على إعادة إعمار غزة من دون تهجير أهلها، وأن جمهورية مصر العربية الشقيقة تعمل على خطة لتحقيق ذلك بدعم عربي.
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن تطلع مصر لدعم دول الاتحاد الأوروبي للخطة الشاملة التي تعمل مصر على بلورتها للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة. ووفق الخارجية المصرية جرى اتصال هاتفي بين عبد العاطي ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تناولا فيه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة مستجدات التطورات الإقليمية. وأطلع وزير الخارجية المصري نظيره الفرنسي على الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بكافة بنوده ومراحله الزمنية الثلاثة، ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع. واستعرض عبد العاطي الخطة الشاملة التي تقوم مصر ببلورتها للتعافي المبكر وإعادة الإعمار مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم، مؤكداً وجود دعم عربي كبير للجهود المصرية. وأعرب وزير الخارجية المصري عن التطلع لقيام المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي ومن ضمنها فرنسا بدعم المساعي المصرية في «خطتها لإعادة إعمار قطاع غزة» وذلك بعد حالة الدمار الكبيرة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأشاد وزير الخارجية الفرنسي بالدور المهم والمحوري الذي اضطلعت به مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ورحب بجهود مصر الحثيثة لبلورة تصور شامل للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة. (وكالات)
«الجامعة»: التهجير مرفوض والفلسطينيون لن يتعرضوا لنكبة ثانية - ستاد العرب

«الجامعة»: التهجير مرفوض والفلسطينيون لن يتعرضوا لنكبة ثانية - ستاد العرب
0 تعليق