حذرت موسكو، أمس الخميس، إسرائيل من مجرد التفكير في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، في وقت حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون لها تداعيات خطِرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، بينما توعّدت إيران مجدداً إسرائيل بضربة «موجعة» في حال هاجمت أهدافاً إيرانية.
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو تحذر إسرائيل حتى من مجرد طرح ضرب المنشآت النووية الإيرانية كاحتمال، ووصف الأمر بأنه سيكون أمراً كارثياً إذا حدث. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن ريابكوف قوله: «لقد حذرنا مراراً ونواصل التحذير، لتحذير (إسرائيل) من حتى التفكير افتراضياً في إمكانية توجيه ضربة لمنشآت نووية (إيرانية) وبنية تحتية نووية». كما نقلت الوكالة تأكيده أن هذه الخطوة، إن حدثت، فإنها تشكل تطوراً كارثياً، وإلغاء نهائياً للمبادئ القائمة في مجال السلامة النووية. وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو تتبادل مع طهران تقييم الوضع في الشرق الأوسط. ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن ريابكوف قوله، إن موسكو على اتصال دائم بإيران بغض النظر عن مستوى التوتر في المنطقة.
من جهة أخرى، أكد السيسي، خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، موقف مصر الثابت بضرورة وقف التصعيد ومنع توسع دائرة الصراع. وفي بيان صدر عقب اللقاء، أكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن السيسي عبّر عن «الموقف المصري الداعي إلى عدم توسع دائرة الصراع وضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطِرة على أمن ومقدرات دول وشعوب المنطقة». كما أكد الرئيس المصري «ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ووقف الاعتداءات والانتهاكات في الضفة الغربية، وإنفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين».
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن عراقجي «أجرى محادثات مفيدة مع الرئيس المصري بشأن التطورات في المنطقة». وأضافت أن الطرفين اتفقا على «ضرورة تكثيف الجهود، لوضع حد للجرائم في غزة والاعتداء على لبنان». وكان وزير الخارجية الإيراني كثف في الأيام الماضية المشاورات الدبلوماسية، في محاولة لتهدئة التوتر الإقليمي. وزار على التوالي لبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق وسلطنة عمان التي تعتبر بشكل عام وسيطاً في المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. والأربعاء زار عراقجي الأردن قبل أن يصل إلى مصر في زيارة هي الأولى إلى هذا البلد لوزير خارجية إيراني منذ حوالي 12 عاماً. وبعد القاهرة، سيزور عراقجي تركيا، بحسب الخارجية الإيرانية.
إلى ذلك، توجه قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إلى إسرائيل قائلاً: «إن ارتكبتم خطأ وهاجمتم أهدافاً لنا في المنطقة، أو في إيران فسنوجه مجدداً ضربة موجعة لكم». وأتى كلام سلامي خلال مراسم تشييع نيلفروشان في مسقط رأسه أصفهان، وذكر التلفزيون الرسمي أن جثمانه ووري الثرى ظهر أمس الخميس في مقبرة بالمدينة. وفي خطابه، ندد سلامي بتسليم الولايات المتحدة منظومة ثاد المضادة للصواريخ لإسرائيل، مؤكداً أنها لا تشكل درعاً «موثوقة» لصد هجوم إيراني. وقال: «انتبهوا، نحن نعرف نقاط ضعفكم وأنتم تعرفونها أيضاً جيداً». (وكالات)