كييف - أ ف ب
اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس في كييف، أن انتصار روسيا على أوكرانيا سيمثل فشلاً للولايات المتحدة، وسط مخاوف حيال استمرار المساعدات الأمريكية لكييف خلال ولاية دونالد ترامب.
وقال المسؤول الأوروبي في المقابلة «من المؤكد أنه لن يكون انتصاراً للقادة الأمريكيين إذا انهارت أوكرانيا وانتصر بوتين في الحرب».
وبوريل هو أول مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي يزور كييف منذ فوز الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع الماضي.
وتأتي زيارته في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية المنهكة صعوبات بعد نحو ثلاث سنوات من الحرب مع روسيا.
أثار إعلان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية القلق في أوكرانيا وأوروبا من احتمال إنهائه دعم واشنطن البالغ الأهمية لكييف.
خلال حملته الانتخابية، شكك ترامب في استمرار المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية لأوكرانيا، وقال إنه قادر على إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا خلال وقت قصير.
ويسعى بوريل في آخر زيارة يقوم بها إلى كييف قبل مغادرة منصبه في ديسمبر/ كانون الأول لطمأنة أوكرانيا بشأن دعم أوروبا.
يأتي ذلك فيما نفى الكرملين الاثنين، ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بشأن اتصال هاتفي الأسبوع الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأكد جوزيب بوريل أنه لا يوجد لديه ما يشير إلى أن الرجلين تحدثا، لكنه أضاف أنهما سيتحدثان «بالتأكيد».
وأضاف أن «الأمر ليس مفاجئاً» مشيراً إلى أن قادة أوروبيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتس أبدوا أيضاً استعدادهم للتحدث مع بوتين، معتبراً أن «ذلك جزء من اللعبة».
دعم الصناعة العسكرية
بحسب «معهد كايل»، أنفقت أوروبا مجتمعة نحو 125 مليار دولار على دعم أوكرانيا منذ اندلاع الحرب عام 2022، في حين أنفقت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 90 مليار دولار.
وقال بوريل: «لا أستطيع أن أتوقع ما سيكون عليه موقف الولايات المتحدة»، مضيفاً «لكن اسمحوا لي أن أقول أمراً واحداً، علينا تفادي منطق أن الولايات المتحدة تتحرك ونحن في أوروبا نرد الفعل، يجب أن نملك قدرتنا الخاصة على المبادرة».
ميدانياً، لا تزال القوات الأوكرانية تتراجع منذ أشهر أمام القوات الروسية الأكثر عدداً وعتاداً.
وأكد بوريل أن الهدف المتمثل في مساعدة أوكرانيا، المرشحة رسمياً لعضوية الاتحاد الأوروبي، على الفوز في الحرب لا يزال كما هو «بالضبط».
واعتبر جوزيب بوريل الذي زار مصنعاً لإنتاج مسيّرات للجيش الأوكراني أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يزيد مساعداته المخصصة للصناعة العسكرية الأوكرانية من أجل تقليل اعتماد البلاد على الإمدادات الغربية.
وخصص الاتحاد الأوروبي بالفعل 400 مليون يورو للمساعدة على دعم الإنتاج العسكري في أوكرانيا، وشدد بوريل على أن «دعم الأوكرانيين في تطوير قدراتهم الصناعية هو أكثر فعالية بكثير».