إعداد: هشام مدخنة
أغلقت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية منخفضة الجمعة، مع تسجيل «ستاندرد آند بورز» و«ناسداك» أكبر خسائرهما في يوم واحد في أسبوعين، وذلك بسبب المخاوف بشأن مسار أسعار الفائدة، وردود أفعال المستثمرين على اختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لحكومته.
خسر مؤشر داو جونز الصناعي 305.87 نقطة، أو 0.7%، ليغلق عند 43444.99 نقطة. وانخفض «إس آند بي» بنسبة 1.32% إلى 5870.62 نقطة، فيما تراجع مؤشر ناسداك المركب 427.53 نقطة، أي قرابة 2.24% عند 18680.12 نقطة.
وكان قطاع تكنولوجيا المعلومات في مؤشر «إس آند بي» هو الأسوأ أداءً في السوق، حيث انخفض بأكثر من 2%، مع تراجع أسهم «إنفيديا»، و«ميتا»، و«ألفابت»، و«مايكروسوفت»، في حين كانت «تيسلا» الاستثناء النادر بين أقرانها من «العمالقة السبعة»، حيث ارتفعت أسهم شركة السيارات الكهربائية العملاقة، وما يسمى «تداولات ترامب» بنسبة 3%.
وخلال الأسبوع، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 2.28%، وانزلق «ناسداك» بنسبة 2.92%، في أكبر خسائر أسبوعية له منذ أكثر من شهرين، كما تراجع «داو» بنسبة 2.24% للفترة ذاتها.
وقالت كريستي أكوليان، رئيسة استراتيجية استثمار الأسهم في «بلاك روك»: «بينما نعتقد أن المشهد الكلي لا يزال يبشر بالخير للأصول الخطرة، يجب أن نتوقع بعض التقلبات الجزئية في الأمد القريب، خاصة حول التحولات السياسية المحتملة في ظل إدارة جديدة. يمكن أن تستمر سوق الأسهم الأمريكية في الجنوح نحو الأعلى، لكن لا نتوقع أن يحدث هذا الارتفاع في منحىً مستقيم».
صراع التداول
كما تصارع المتداولون مع التعليقات الأخيرة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي قال الخميس إن البنك المركزي لم يكن «في عجلة من أمره» لخفض أسعار الفائدة. وأشار إلى أن النمو القوي للاقتصاد سيسمح لصانعي السياسات بأخذ وقتهم وهم يقررون إلى أي مدى يخفضون الأسعار. أخذت رئيسة بنك بوسطن الفيدرالي سوزان كولينز المشاعر الحذرة إلى أبعد من ذلك، قائلة لصحيفة وول ستريت جورنال إن خفض سعر الفائدة الشهر المقبل ليس مؤكداً.
وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة في أكتوبر الجمعة زيادة بنسبة 0.4%، وهي أفضل قليلاً من توقعات 0.3% من الاقتصاديين الذين شملهم مؤشر داو جونز. تتبع هذه النتيجة تقرير تضخم المستهلك في أكتوبر الذي كان يتماشى مع توقعات الاقتصاديين.
كانت المتوسطات الرئيسية تسير على ارتفاع ما بعد الانتخابات منذ فوز ترامب في صناديق الاقتراع - لمست المؤشرات الثلاثة أعلى مستوياتها يوم الاثنين - ولكن الزخم التصاعدي كان يتباطأ.
أرباح الشركات
كذلك، يبدو أن أرباح الشركات في الربع الثالث تحمل علامات تباطؤ. وكتب جون باترز، كبير محللي الأرباح في FactSet، أن معدل نمو الأرباح المختلط لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، بما في ذلك الأرقام والتقديرات المبلغ عنها، للربع الثالث من عام 2024 هو 5.4%، ما يمثل الربع الخامس على التوالي من نمو الأرباح.
لكن 75% من الشركات التي تغلبت على تقديرات أرباح المحللين في الربع أقل من متوسط الخمس سنوات البالغ 77%. علاوة على ذلك، تتصدر شركات ستاندرد آند بورز 500 التوقعات بمتوسط 4.3%، أي ما يقرب من نصف متوسط الخمس سنوات البالغ 8.5%.
وفي الوقت نفسه، قد تكون النظرة المستقبلية أقل إشراقاً. من بين 80 شركة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي قدرت أرباحها في الربع الرابع، أصدرت 54، أو 68%، توجيهات سلبية، في حين قدمت 26، أو 32٪، توقعات إيجابية. قالت FactSet إن الـ 68% التي أصدرت تقييمات متدنية تجاوزت متوسط الخمس سنوات البالغ 58% ومتوسط السنوات العشر البالغ 62%.
ربما يكون الأمر الأكثر شؤماً أن نسبة السعر إلى الأرباح الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي تتطلع إلى العام المقبل هي 22.0، أعلى من متوسط P / E إلى الأمام لمدة خمس سنوات البالغ 19.6 بالإضافة إلى متوسط 10 سنوات البالغ 18.1.
أسهم أوروبا
انخفضت الأسهم الأوروبية عند الإغلاق الجمعة متأثرة بتقارير أرباح مخيبة للآمال ومخاوف إزاء أثر سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الاقتصادات والشركات العالمية وكذلك بقفزة في عوائد سندات الخزانة.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8% ليحوم قرب أدنى مستوى في ثلاثة أشهر كان سجله في وقت سابق من الأسبوع.
وتعرضت الأسهم الأوروبية هذا الأسبوع لضغوط بيع جديدة وسط قلق المستثمرين من علاقات الولايات المتحدة والصين، وذلك بعد توقعات بتعيين ترامب أحد أصحاب المواقف المتشددة تجاه الصين وزيراً للخارجية.
وهبطت أسهم شركات المستحضرات الصيدلانية بعدما اختار ترامب الناشط البيئي روبرت إف. كنيدي جونيور ليكون وزيراً للصحة والخدمات الإنسانية. وكان كنيدي جونيور نشر معلومات مضللة بشأن اللقاحات.
وأدت أيضاً تقارير أرباح باهتة خلال الأسبوع إلى زيادة خسائر السوق.
وهوى سهم بافاريان نورديك 17.4% بعدما سجلت الشركة الدنماركية للتكنولوجيا الحيوية أرباحاً أقل من المتوقع في الربع الثالث، وبعد أن جاءت توقعات الطلبيات في 2025 أقل من التوقعات.
نيكاي الياباني
أنهى المؤشر نيكاي الياباني الجمعة سلسلة تراجع استمرت لثلاث جلسات إذ قدم تراجع الين دعماً لشركات صناعة السيارات، كما ارتفعت أسهم القطاع المالي بعد أن رفعت ثلاثة بنوك كبرى توقعاتها السنوية للأرباح.
وأغلق نيكاي مرتفعاً 0.28% إلى 38642.91 نقطة، لكنه نزل 2.4% خلال الأسبوع. وارتفع إلى أعلى مستوى في الجلسة عند 39101.64 نقطة قبل أن يقلص مكاسبه بسبب البيع لجني الأرباح.
وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً مرتفعاً 0.39 % إلى 2711.64 نقطة، لكنه سجل خسارة أسبوعية 1.49%.
وانخفض الين إلى 156.76 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له منذ 23 يوليو/تموز ليقترب من مستوى سبق أن استدعى تدخلاً من السلطات اليابانية.
وتجد أسهم الشركات المصدرة دعماً من انخفاض الين إذ يزيد من قيمة الأرباح الخارجية بالين عندما تعيدها الشركات إلى اليابان.
وصعدت أسهم البنوك الثلاثة الكبرى في اليابان بعد أن رفعت توقعات أرباحها السنوية إلى مستويات غير مسبوقة أمس، بدعم من الطلب القوي على الإقراض وارتفاع الهوامش بعدما رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في يوليو/ تموز.
وقفز سهم مجموعة ميزوهو المالية 6.63%. وارتفع سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية وسهم مجموعة سوميتومو ميتسوي المالية 1.45% و0.58% على الترتيب.
وصعد سهم تويوتا موتور 1.43% وسهم هوندا موتور 2.19%.
وكسب سهم نيسان موتور 4.46% بعد تقرير يفيد باستحواذ أواسيس مانجمنت على حصة في شركة صناعة السيارات.
0 تعليق