أعلن مكتب أبوظبي للاستثمار، توقيعه اتفاقية شراكة مع شركة «بارتانا»، الشركة العاملة في تطوير التقنيات المناخية المبتكرة وإحدى الشركات الناشئة في Hub71، منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي، بهدف تأسيس مقرها الإقليمي وتأسيس منشأة تصنيع أسمنت متطورة في الإمارة. وسيسهم هذا التعاون في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز إقليمي رائد في تصنيع مواد البناء منخفضة الكربون، بما يعزز جهود أبوظبي في مجال الاستدامة.
وتم توقيع الاتفاقية، ضمن فعاليات النسخة الافتتاحية من «أسبوع أبوظبي للأعمال»، الذي أقيم في الفترة ما بين 4 إلى 6 ديسمبر/ كانون الأول، تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وتدعم الاتفاقية خطط الشركة في خفض البصمة الكربونية لقطاع الأسمنت والخرسانة العالمي، والذي تبلغ قيمته نحو 400 مليار دولار، ويسهم فيما يقرب من 9% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً، وتعد أساليب التصنيع التقليدية من بين أكثر العوامل المؤثرة في تفاقم تحديات التغير المناخي. في إطار الاتفاقية، ستنتج الشركة أرصدة كربون معتمدة من «فيرا»، الهيئة العاملة عالمياً في معايير تعويض الكربون، مما يدعم جهود الحد من انبعاثات الكربون ويسهم في تحقيق أهداف أبوظبي المناخية.
حل مبتكرطورت الشركة حلاً مبتكراً وقابلاً للتطبيق على مستوى واسع سيسهم في إعادة صياغة قطاع صناعة الخرسانة. ويعتمد ابتكارها الجديد على استبدال مادة «الكلنكر الأسمنتي»، التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربون، بمركبات المغنيزيوم المستخرجة من المحلول الملحي الناتج عن عملية تحلية المياه، لتسهم في تعزيز الاستفادة من عمليات تحلية المياه عبر تحويل نواتجها إلى مادة أساسية في تصنيع منتج تنافسي من حيث الكلفة، والإسهام في خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن عملية تصنيع الأسمنت.
وبموجب الاتفاقية، ستقوم منشأة «بارتانا» في أبوظبي بتحويل المحاليل الملحية من النفايات إلى أسمنت، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ويسهم في امتصاصها من الغلاف الجوي، مما يحول الخرسانة إلى مادة قادرة على احتجاز الكربون.
ويتوافق أسمنت «بارتانا» مع معايير البناء الدولية، ويمكن استخدامه في الخرسانة المدعمة بالفولاذ. وقد أظهر هذا الأسمنت كفاءة وفاعلية عالية عند مزجه بالمياه المالحة. وستنتج المنشأة ما يصل إلى 3 ملايين طن من الأسمنت سنوياً، بما يعادل 10% من سوق الأسمنت في دولة الإمارات، مع خطط لتعزيز إنتاجها والتوسع في جميع أنحاء الدولة وخارجها. وبفضل تقنيتها المبتكرة، سيسهم إنتاج الشركة السنوي الحالي في خفض انبعاثات الكربون بما يصل إلى 7,98 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهو ما يعادل التأثير الإيجابي الذي تحققه غابات بورنيو الاستوائية المطيرة.
وستكون المنشأة الجديدة في أبوظبي، المقر الرئيسي والإقليمي للشركة، وسيتم تأسيسها وفق نموذج يمكّنها من منح الامتياز الحصري لهذه التقنية لجميع أنحاء العالم، بما يتيح إمكانية تبنيها سريعاً في مواقع أخرى. ومن خلال الاستفادة من البنية التحتية المتقدمة في أبوظبي، وموارد المياه المالحة الهائلة، وشبكة مكتب أبوظبي للاستثمار، التي تضم العديد من الأطراف المعنية بهذا القطاع، وقربها من الأسواق الإقليمية، ستسهم الشراكة الجديدة في الارتقاء بمعايير استدامة صناعة الأسمنت والخرسانة في المنطقة.
ركيزة للتحولقال بدر سليم سلطان العلماء، مدير عام المكتب: «يعدّ الابتكار ركيزة أساسية من ركائز التحول الاقتصادي في أبوظبي. ومن خلال الشراكات الاستراتيجية مع شركات رائدة، نؤكد أن تحقيق النمو الاقتصادي لا يتعارض مع تبني أعلى معايير المسؤولية البيئية. ويؤكد هذا التعاون التزامنا الراسخ بريادة صناعات المستقبل، وتسريع الابتكار الصناعي».
وقال ريك فوكس، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة: «نعدّ أبوظبي الوجهة المثالية لتوسيع نطاق أعمالنا، والإسهام في بناء مستقبل أفضل للجميع. وسيمكننا دعم المكتب من نشر حلولنا المبتكرة عالمياً، وإثبات أن قطاع الإنشاءات المستدام أصبح حقيقة».
0 تعليق