بيروت-«الخليج»- وكالات:
استمرت، أمس السبت، الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار المعلن قبل ثلاثة أسابيع، فيما شهد الحراك الميداني تطوراً لافتاً تمثل في استلام الجيش اللبناني مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية، في إطار اتفاق الهدنة مع إسرائيل الذي يقضي بسيطرة السلطات اللبنانية على جنوب البلاد، بالتوازي مع زيادة زخم الموقف السياسي بتفعيل بعض المؤشرات الحيوية الدالة على جدية الاستحقاق الرئاسي في التاسع من شهر يناير المقبل.
على الصعيد الميداني قامت القوات الإسرائيلية بأعمال تجريف وهدم جديدة في بلدة الناقورة، حيث أقامت حاجزاً عسكرياً ثابتاً مكان نقطة الجيش اللبناني قرب ميناء الصيادين في الناقورة.
وحلّقت مسيّرة إسرائيلية على علوّ منخفض فوق مناطق عدة من جنوب لبنان.
وارتكب الجيش الإسرائيلي، أمس، 9 خروقات لوقف إطلاق النار، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتفاق قبل 25 يوماً إلى 284.
ووفق أخبار متفرّقة نشرتها الوكالة، تركزت خروقات أمس في قضاء صور بمحافظة الجنوب (جنوب)، وقضاء مرجعيون وبنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب).
وشملت الخروقات قصفاً مدفعياً، وتوغلات لجنود وآليات، وأعمال تجريف لبساتين ليمون، وهدم منازل ومبانٍ، وتحليقاً بطيران مسير وحربي، وإقامة حاجز عسكري.
وبموازة ذلك، أعلن الجيش اللبناني، أمس السبت، أنه تسلم مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية جنوب البلاد.
وقال الجيش اللبناني إنه تسلم موقعين عسكريين كانا يتبعان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، ومعسكراً تابعاً في السابق لتنظيم «فتح- الانتفاضة» في منطقة البقاع.
وأوضح -في بيان- أنه تسلم مركزَي السلطان يعقوب، وحشمش ومعسكر حُلوة. وقال إنه صادر عتاداً عسكرياً وكميات من الأسلحة والذخائر.
وأضاف أنه يتابع تسلُّم مراكز عسكرية أخرى كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، «في إطار حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة اللبنانية».
ونشر الجيش على موقعه الإلكتروني صوراً تعكس لحظات دخول قواته إلى المواقع العسكرية وكمية الذخائر المصادرة.
وفي الملف الرئاسي، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون أن رئيس الجمهورية والعسكري والقاضي يقسمون اليمين قبل توليهم مسؤولياتهم، لأنهم يمارسون مهامّ من طابع رسالي. وتوجه إلى طلاب الكلية الحربية بالقول: «لا تعبؤوا بالشائعات الهادفة إلى النيل من الجيش، فهو من المؤسسات القليلة التي لا تزال صامدة، وهو صخرة لبنان وأحد أهم عوامل استمراره. ابذلوا قصارى جهدكم، لأن مساركم في الكلية الحربية صعب، لكنه ليس مستحيلاً، وهو ضروري لبناء مستقبلكم».
وأضاف: «نفتخر بكم لأنكم تمثلون مستقبل الجيش والوطن، وتذكّروا أن الجيوش تبنى لأوقات الشدائد، وأن التضحية قدرُنا حتى الشهادة إذا دعانا الواجب. ليَكن حزبكم لبنان وطائفتكم البزة العسكرية.
لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحمي لبنان».
0 تعليق