حذّرت إيران إسرائيل، أمس الثلاثاء، من أي اعتداء على بنيتها التحتية، في ظل مخاوف من تعرض منشآت نووية أو نفطية تابعة لها لضربة إسرائيلية رداً على هجوم صاروخي نفذته طهران ضدها الأسبوع الماضي، في وقت تحدث مسؤولون أمريكيون عن تصاعد انعدام الثقة بين إدارة الرئيس الأمريكي بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
وحذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي من أن «أي اعتداء على البنى التحتية الإيرانية سيستدعي رداً أقوى» من قبل طهران، وحضّ إسرائيل على «عدم اختبار إرادة إيران»، وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عراقجي بدأ جولة في المنطقة يزور السعودية ودولاً أخرى اعتباراً من أمس الثلاثاء لمناقشة القضايا الإقليمية والعمل على وقف «الجرائم» الإسرائيلية في غزة ولبنان.
وقال عراقجي في لقطات مصورة بثتها وسائل إعلام إيرانية «حوارنا يتواصل في ما يتعلق بالتطورات في المنطقة لمنع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في لبنان استمراراً لجرائمها في غزة»، وأضاف «اعتباراً من أمس بدأت جولة في المنطقة، تشمل الرياض وعواصم أخرى، وسنسعى جاهدين لتكوين حركة جماعية من دول المنطقة.. لوقف الهجمات الوحشية في لبنان».
من جهة أخرى، قال أربعة مسؤولين أمريكيين: إنه يتطور لدى إدارة بايدن عدم ثقة متزايد حيال ما تقوله الحكومة الإسرائيلية للولايات المتحدة حول خططها العسكرية والسياسية في الحرب المتعددة الجبهات التي تخوضها، وفق ما نقل عنهم موقع «واللا» الإلكتروني أمس الثلاثاء. ويتصاعد انعدام الثقة على خلفية الهجوم الذي تخطط له إسرائيل في إيران، رداً على هجوم الأخيرة الصاروخي، الأسبوع الماضي، وقال المسؤولون الأمريكيون: إن إدارة بايدن لا تعارض رداً إسرائيلياً لكنها تريد أن يكون أي هجوم إسرائيلي مدروساً ومنضبطاً، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: «إن ثقتنا بالإسرائيليين منخفضة جداً الآن وتوجد لذلك أسباب»، وأشار مسؤولان آخران إلى أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، قال لوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر: إن واشنطن تتوقع من إسرائيل «وضوحاً وشفافية» حول خططها لمهاجمة إيران لأن من شأن هجوم كهذا أن يؤثر على القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة، وأجاب ديرمر أن إسرائيل تريد أن تنسق مع واشنطن، لكن المسؤولين الأمريكيين أضافوا: إن إدارة بايدن تتساءل حول مدى قدرتها على الاعتماد أن هكذا سيكون الوضع، وقال المسؤولون الأمريكيون: إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، «استشاط غضباً» عندما أبلغه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، باغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قبل دقائق من الاغتيال، واعتبر أوستن ذلك أنه خرق للثقة من جانب غالانت لأنه لم يمكن البنتاغون من تنفيذ خطوات لحماية القوات الأمريكية في المنطقة. ونقل «واللا» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن غالانت أبلغ أوستن بأن نتنياهو، أمره بعدم إبلاغ الولايات المتحدة مسبقاً بشأن اغتيال نصر الله.
ودفعت حالة أخرى إلى انعدام الثقة تجاه نتنياهو وحكومته في البيت الأبيض، عندما أعلن بايدن عن مبادرة وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، بعد أن فهم مستشارو بايدن أن إسرائيل معنية بهدنة، لكن الأمريكيين أدركوا بعد وقت قصير أن الإسرائيليين تراجعوا عن «تفاهمات صامتة» بشأن الهدنة، حسب «واللا». وأضاف مسؤولون أمريكيون: إنهم قلقون من فرض إسرائيل حصار على شمال قطاع غزة، لأن الفلسطينيين الذين سينزحون من هذه المنطقة لن يتمكنوا من العودة إليها، وأن إدارة بايدن أبلغت إسرائيل بأن هذه الخطوة تشكل انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الأمريكي> (وكالات)
0 تعليق