دانت دولة الإمارات بشدة استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، مؤكدة حرص الدولة على وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها، أن هذا الاستيلاء يعد خرقاً وانتهاكاً للقوانين الدولية، لاسيما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا، والذي وقّع عليه الجانبان في عام 1974، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لهذه الممارسات، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار.
يأتي ذلك، بينما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن القوات الإسرائيلية نفذت خلال اليومين الماضيين أكبر عملية جوية في تاريخها ضد مقدرات الجيش السوري، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ أكثر من 480 غارة منذ يوم الأحد الماضي، استهدفت المطارات والقواعد العسكرية ومخازن الأسلحة والأسطول البحري السوري. وبينما نفت إسرائيل توغل قواتها في الأراضي السورية وصولاً إلى نقطة تبعد 25 كم عن دمشق، فقد أوعزت للجيش بإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصدر أمني كبير لم تسمّه: «دمرنا مقدرات الجيش السوري بأكبر عملية جوية قمنا بها في تاريخنا».
وأضافت الإذاعة أن السفن الحربية الإسرائيلية نفذت الليلة قبل الماضية عملية واسعة النطاق لتدمير البحرية السورية. وأشارت إلى أن البحرية الإسرائيلية أُطلقت عشرات الصواريخ على البحرية السورية في منطقة ميناء طرطوس وفي ميناء اللاذقية، بذريعة منع وقوع قدرات الأسطول ومعداته العسكرية في أيدي العناصر المعادية. كما دمرت الطائرات الإسرائيلية، مركز البحوث العلمية في دمشق التابع لوزارة الدفاع السورية، مساء الاثنين، بشكل كامل. وكان هذا المركز الواقع في حي برزة والذي تقول الولايات المتحدة إنه مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري، قد استُهدف في إبريل 2018 خلال ضربات أمريكية وفرنسية وبريطانية منسقة. وتحدثت التقارير الإخبارية أن إسرائيل نفذت أكثر من 480 غارة على سوريا منذ سقوط حكم بشار الأسد، مشيرة إلى أنها «دمرت أهم المواقع العسكرية».
وأكد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن «البحرية الإسرائيلية نفذت عملية لتدمير الأسطول السوري بنجاح كبير». وحذر الوزير «زعماء سوريا الجدد» من اتباع ما سماه «نهج الأسد» حيال إسرائيل. وأعلن كاتس أنه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعزا للجيش بإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا. وادعى كاتس أن الهدف من إنشاء المنطقة هو «منع الجماعات المسلحة من تنظيم نفسها في سوريا».
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي نفى أن تكون القوات الإسرائيلية قد توغلت في الأراضي السورية خارج المنطقة العازلة، وذلك بعد أن قالت مصادر سورية إن التوغل وصل إلى مسافة 25 كيلومتراً من العاصمة دمشق. وقال المتحدث إنها «غير صحيحة على الإطلاق، القوات الإسرائيلية موجودة داخل المنطقة العازلة وفي نقاط دفاعية قريبة من الحدود بهدف حماية الحدود الإسرائيلية».
وكانت الأمم المتحدة أعلنت، أمس الأول الاثنين أنّ تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في الجولان يشكّل «انتهاكاً» لاتفاق فضّ الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسوريا في 1974. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن القوة الأممية المكلفة مراقبة فض الاشتباك (يوندوف) «أبلغت نظراءها الإسرائيليين أن هذه الأفعال تشكل انتهاكاً لاتفاق 1974 حول فض الاشتباك»، موضحاً أن القوات الإسرائيلية التي دخلت المنطقة العازلة لا تزال تنتشر في ثلاثة أماكن. وشدد على أنه «يجب ألا تكون هناك قوات أو أنشطة عسكرية في منطقة الفصل. وعلى إسرائيل وسوريا الاستمرار في تنفيذ بنود اتفاق 1974 والحفاظ على استقرار الجولان».
من جهة أخرى، استنكرت تركيا «عقلية الاحتلال» لدى إسرائيل بعد دخول قواتها المنطقة العازلة التي ينتشر فيها جنود الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان. وقالت وزارة الخارجية في بيان «ندين بشدة دخول إسرائيل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا... في هذه الفترة الحساسة... تظهر إسرائيل مرة أخرى عقليتها الاحتلالية» وأكّدت مجدداً دعمها «لسيادة سوريا ووحدتها السياسية وسلامة أراضيها».
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي إنه من غير المقبول أن «تستغل» إسرائيل الوضع الراهن في سوريا وتنتهك سيادتها.
وكذلك، دانت سلطة عُمان في بيان للخارجية العمانية خرق القوات الإسرائيلية لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مع استمرار قصفها العسكري لمواقع في العاصمة دمشق ومناطق أخرى، ما أسفر عن سقوط عدد من المدنيين العزّل. واعتبرت سلطنة عمان أن تلك العمليات تمثل «خرقاً فاضحاً» للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن واستفزازاً لمساعي تحقيق الوئام الداخلي في سوريا، وتوطيد الأمن والاستقرار المنشودين.(وكالات)
0 تعليق