أكد الدكتور محمد نجم، أستاذ الاقتصاد، أن التحولات الاقتصادية العالمية والتحديات الناجمة عن الأزمات المالية المتلاحقة دفعت العديد من الدول إلى إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية، خاصة في ما يتعلق بمنظومة الدعم، مشيرًا إلى أهمية التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي.
في تصريحات خاصة لموقع "الجمهور"، أوضح نجم أن التحول إلى الدعم النقدي يوفر العديد من المزايا، أبرزها:
1. زيادة كفاءة الإنفاق: يتيح الدعم النقدي تخصيص الأموال بشكل مباشر للفئات المستحقة، مما يقلل من الهدر المالي الناتج عن منظومة الدعم العيني.
2. ضمان وصول الدعم لمستحقيه: يُعد الدعم النقدي أداة فعالة لتحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يصل الدعم مباشرة إلى الأفراد الأكثر احتياجًا.
3. تقليل التكاليف: مع إزالة الحاجة إلى الوسطاء في توزيع السلع والخدمات، تنخفض تكاليف التوزيع والإدارة، مما يحقق وفورات كبيرة للحكومة.
فوائد الدعم النقدي على المدى الطويل
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن التحول إلى الدعم النقدي يمكن أن يسهم في توسيع قاعدة المستفيدين من الدعم، تشمل:
-زيادة عدد المستهدفين: الأموال التي تُهدر في نظام الدعم العيني يمكن إعادة توجيهها لدعم عدد أكبر من الأفراد.
-تعزيز الإنتاجية: يهدف النظام إلى مساعدة المستحقين على تجاوز حالة العوز، والانتقال إلى المشاركة في العملية الإنتاجية، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
مخاطر الدعم العيني وتشوهات السوق
وأشار الدكتور نجم، إلى أن الدعم العيني غالبًا ما يؤدي إلى تشوهات في السوق، مثل وجود فارق في أسعار السلع المدعومة وغير المدعومة، مما يفتح المجال لظهور السوق السوداء ويزيد التكاليف على الحكومة، وفي المقابل، يحد الدعم النقدي من هذه المشكلات من خلال توجيه الأموال مباشرة إلى المستفيدين، ما يعزز كفاءة الإنفاق.
تحقيق الحماية والعدالة الاجتماعية
وأوضح نجم أن الهدف الأساسي من التحول إلى الدعم النقدي هو تحقيق العدالة الاجتماعية، مشيرا إلى أن الدولة تسعى إلى استخدام هذا النوع من الدعم كأداة للحماية الاجتماعية على المدى القصير، مع التركيز على تحويل المستفيدين إلى أفراد منتجين في المستقبل، مما يعزز من قدرتهم على الاعتماد على الذات والمساهمة في الاقتصاد.
0 تعليق