يحمل في طياته عبق التاريخ، أسرار بناء المسجد الأموي بدمشق - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما تدخله تشعر وكأنك ملكت تاريخ دمشق منذ آلاف السنين، ولما لا وهذا المكان شاهد على أهم معلم إسلامي في سوريا، وأحد أبرز المعالم الإسلامية في الوطن العربي إنه المسجد الأموي بدمشق.

9f57f0d68b.jpg

أصل مكان المسجد معبد للإله الأرامي

كان أصل مكان المسجد معبد للإله الأرامي والذي أطلق عليه  "هدد" بين القرنين 11 والـ11 قبل الميلاد، وكانت كنيسة يوحنا المعمدان شاهدة على دخول المسلمين إلى دمشق، بعدما قسم مكان المعبد القديم إلى نصفين الشرقي خصص كمسجد للمسلمين والغربي ظل كنيسة.

بدأ تشييد المسجد في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، بعدما دخل في مفاوضات شاقة انتهت باتفاق بتخصيص 4 كنائس شرق دمشق مقابل ضم كنيسة "مار يوحنا المعمدان" إلى مشروع مسجده الضخم، بينما يرى بعض المؤرخون أن المسجد بني دفعة واحدة، ولم يدخل في بنائه الكنيسة أو المعبد، ولم يكن استكمالا لبناء سابق.

شهد عام 705 بناء المسجد

شهد عام  705 ميلاديا بناء المسجد، وفقا لمخطط معماري مشابه لمخطط المسجد النبوي في المدينة المنورة، حيث ظل 10 سنوات يعمل البنائون في هذا الجامع الكبير ليكون أول مسجد يظهر فيه المحراب.

ومن أشهر ملحقات المسجد الأموي الكبير في دمشق ضريح فخم للنبي يحيى "يوحنا المعمدان" الذي بشر بالسيد المسيح وعمّده، وكان قبلة المسيحيين الراغبين في الصلاة بموقع المسجد قبل بنائه في عهد الخليفة الوليد، كما أنه يتميز بمآذنه الثلاث، وأعلاها مئذنة العروس، ويقال إنها من أقدم المآذن في الإسلام.

2afcd87e52.jpg

إضافة ساعة كبيرة عند الجهة الجنوبية للمسجد

وفي القرن العاشر أضيفت ساعة كبيرة عند الجهة الجنوبية من الجدار الغربي، ثم بنيت قبة النوفرة عام 1007 ميلادية في الساحة أمام الجناح المصلب، إلا أنه تعرض لحرائق كبيرة عدة، المرة الأولى كانت عام 1069 ميلادية حينما ضرب الفاطميون بالنار دارا بجوار الجامع فوصلت إلى الجامع، كما تعرضت المئذنة الشرقية للتدمير أثناء حصار دمشق عام 1245.

وكذلك شهد المسجد في عام 1339 حريق كبير وأدى إلى تضرر أجزاء منه، خاصة المئذنة الشرقية التي احتاجت بعد ذلك إلى هدم وإعادة بناء، بينما شهد عام 1371 تنصيب ساعة شمسية كبيرة على المئذنة الشمالية للجامع، صنعها عالم الفلك ابن الشاطر الدمشقي.

لم تنته الحرائق التى لاحقت المسجد، بل ونشب فيه حريق من جديد عام 1893 ميلادية أثناء عمليات إصلاح السقف، إذ وقعت نار من نرجيلة أحد العمال أدت إلى احتراق السقف والأعمدة، بينما كانت آخر عمليات الترميم في العصر الحديث انتهت عام 1994 ميلادية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق