تواصل جماعة الإخوان الإرهابية حملتها الممنهجة لنشر الأكاذيب والشائعات عبر آلاف الحسابات المزورة على وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية الإرهابية، إذ تتوالى الأباطيل بوتيرة متسارعة في محاولة لتشويه صورة مصر، وكأنها آلة لا تتوقف عن ضخ السموم، إلا أنّ الدولة المصرية بمؤسساتها دائمًا ما تقف حائط صد أمام هذه الأكاذيب والشائعات.
شائعة استشهاد مواطن سيناوي في غارة إسرائيلية
كان آخر شائعات الإخوان الإرهابية التي لا تتوقف للنيل من مصر، بث مقطع فيديو عبر منصاتهم، عن استشهاد أحد أبناء سيناء ويُدعى «جهاد يوسف أبو عقلة»، إثر غارة جوية لطائرة حربية إسرائيلية داخل الحدود المصرية في جنوب رفح، واستندوا في هذه الواقعة على معلومات مضللة صادرة عن مؤسسة مشبوهة تدعى «سيناء لحقوق الإنسان».
وبمراجعة محتوى الفيديو، وبعد رد وتأكيد أهالي سيناء عدم صحة الواقعة، تبيّن أنّ المقاطع المصورة التي نشرها الإخوان، تعود لجنازات سابقة، كما أنّ صورة السيارة الموجودة بالفيديو المفبرك تعرضت لحادث سير بسيط ولا يمكن أن تكون قد واجهت قذيفة صاروخية قضت على جثمان من بداخلها دون أن تحطم السيارة بأكلمها.
وما أكد كذب الواقعة هو ما كشفه أهالي سيناء في تصريحات سابقة لـ«الوطن»، بأنّ الواقعة لم تحدث من الأساس، كما لم يتم تسجيل وفيات لأي من أبناء العائلات والقبائل بهذه المواصفات خلال هذه الفترة، كذلك لم تتلق الإسعاف أو المستشفيات في سيناء أي بلاغات حول هذه الواقعة.
شائعة بيع مناديل مخدرة لخطف الفتيات
ومن أشهر أكاذيب الإخوان التي قصدوا بها إثارة الرأي العام، واستغلال السوشيال ميديا من أجل اللعب على عواطف المصريين، ما جرى تداوله في عدد من الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن التحذير من قيام بعض الأطفال بإحدى محطات السكك الحديدية ببيع مناديل بها مخدر لإحدى الفتيات لمحاولة خطفها، وهو ما نفته وزارة الداخلية المصرية بعدما أكدت أنّ المنشور المشار إليه قديم سبق تداوله خلال شهر يونيو 2017، وتم فحصه آنذاك وتبين عدم صحة تلك الادعاءات، وأنّ ذلك يأتي ضمن مخططات الجماعة الإرهابية لتزييف الحقائق وترويج الشائعات من خلال إعادة نشر أخبار قديمة والادعاء بأنها حديثة لمحاولة إثارة البلبلة بعدما فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام.
شائعة تلوث مياه الشرب
لم تكتفِ جماعة الإخوان بزعزعة أمن واستقرار البلاد، إذ هددت أيضًا بمخاطر كارثية ناجمة عن مياه الشرب، بعدما روج عناصر الجماعة شائعة تلوث مياه الشرب بمصر، وتداوُل صفحات موالية للإخوان على منصات التواصل الاجتماعي رسائل تحذر من تكرار الأعراض المرضية التي انتشرت في محافظة أسوان الجنوبية خلال الأشهر الماضية، إلا أنّ رئاسة مجلس الوزراء حينها أثبتت كذب ادعاءاتهم، وقال المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري إنه لم يتم إصدار أي منشورات تحذيرية من قبل أي جهة مختصة بهذا الشأن، مؤكدة أنّ مياه الشرب سليمة وآمنة تمامًا، وخالية من أي ميكروبات ضارة أو ملوثات، ومطابقة للمعايير والمواصفات القياسية.
شائعة تجارة أعضاء بشرية
وكذّبت وزارة الداخلية المصرية ما تداولته إحدى القنوات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، بشأن مقطع فيديو تضمّن شهادة إحدى المواطنات بالعثور على 3 جثث لأطفال في أحد أحياء محافظة الجيزة داخل أكياس بلاستيكية، وزعمت أن الحادث تجارة أعضاء بشرية، إذ أكدت الوزارة أنّ الواقعة قديمة بتاريخ 10 يوليو 2018، وأنه حادث جنائي ليس له علاقة بتجارة الأعضاء وسبق كشف أبعاده في حينه، واعتبرت الداخلية ما روّج له الإخوان أنّه في إطار ما دأبت عليه القنوات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية من إعادة نشر مقاطع الفيديو القديمة والزعم بكونها حديثة لتزييف الحقائق ومحاولة إثارة الرأي العام، ما يؤكد حالة الإفلاس التي تمر بها الجماعة وهو ما يعيه الشعب المصري.
شائعة فشل مشروع قناة السويس الجديدة
وعند إعلان الدولة المصرية عزمها إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة، بدأت الجماعة بث مزاعمها بأنّ المشروع دون جدوى، كما بثّت شائعات عبر قنواتها ومنصاتها الإرهابية بأنّ الشركات المُكلفة بإتمام المشروع فشلت في استكماله، وأنّ المشروع لن يتم تسليمه في الوقت الحدد، حتى افتتح الرئيس السيسي المشروع قبل موعده، ليكون ذلك أكبر رد على أكاذيب الإخوان.
كيف نتصدى لشائعات الإخوان؟
الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم الاجتماع في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، يقول في حديثه لـ«الوطن»، إنّ مصطلح الشائعات هو الترويج لمعلومات مشوهة ليس لها أي أساس من الصحة، والتي من شأنها أن تؤثر على العديد من الجوانب النفسية والمجتمعية، فقد تتسبب هذه الشائعات في ضعف وهشاشة انتماء الشباب إلى الدولة وهو ما يخلق جيلًا جديدًا ليس لديه الرغبة في الدفاع عن الوطن أو حماية مؤسساته.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أنّ تأثير الشائعات يمتد أيضًا إلى إثارة النزاعات والفتنة بين فئات الشعب وأطيافه المختلفة، بالإضافة إلى فقدان الثقة بين القيادة السياسية وأفراد المجتمع ما يخلق حالة من البلبلة والفوضى وإضعاف الروابط، وقد تؤثر كل هذه العوامل على تدمير المجتمع بأكمله.
ولمواجهة هذه الشائعات التي تروّج لها الجماعات الإرهابية بين الحين والآخر، ينصح الدكتور رشاد عبداللطيف بالتعامل مع هذه الشائعات المضللة وكأنّها شيئًا لم يكن، والحرص على إحكام العقل والمنطق عند التعرض لمثل هذه الأخبار المضللة، خاصة أنّ الشائعات تقوم في الأساس على العاطفة، وفي هذه الحالة يستطيع المواطنون التعرف على مدى صدق المعلومات الموجهة لهم من عدمها، كما دعا المواطنين لضرورة إحداث تغيير في المجتمع، وتوجيه الآخرين بعدم قبول الشائعات والتصدي لها.
0 تعليق