من أعظم رواد الأدباء والمفكرين والشعراء المثقفين، ترك بصمته الخاصة في الثقافة العربية الحديثة للتتوارثها الأجيال من بعده، فضلًا عن براعته الأدبية والثقافية والفكرية خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، إذ احتل الكثير من المناصب المرموقة، التي من بينها حصوله على لقب أول كفيف في العالم يتولى منصب من مناصب الوزراء، إنه صاحب البصيرة، عميد الأدب العربي طه حسين.

منصب مرموق لطه حسين 

يحل اليوم الموافق 12من شهر يناير عام 1950، ذكرى تولي عميد الأدب العربي طه حسين وزيرا للمعارف بقرار من مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد في ظل نظام قائم على التعددية الحزبية المقيدة، وعلى الرغم من فقدانه بصره في سن مبكرة، إلا أنه استطاع أن يتحدى كل الصعوبات والعوائق التي وقفت أمامه؛ ليصبح بذلك أحد أهم المفكرين والأدباء في مجال عصره.

ضغوط متلاحقة علي طه حسين

النحاس باشا فاجأ آنذاك طه حسين بزيارته في منزله وتحدث معه بحديقة منزله وظل كلامه يحمل معاني من الضغوط الكثيرة واضعا له مبررات عديدة، وما لبث إلا أن وعده بتحقيق مشروعه لإصلاح التعليم، وضمان مجانية التعليم لكل أفراد الشعب، وما كان من العميد إلا أن استسلم لتلك الضغوط والمبررات التي سيطرت عليه ووافق بعدها علي قرار منصب وزير للمعارف.

منصب لم يدم كثيرا

علي الرغم من أن طه حسين رفض في البداية منصب تعيينه وزيرا للمعارف، وأن القرار كان على غير رغبته هو والملك فاروق بسبب ما بينهما من فجوة سياسية وعلم ومعارف بينهما لم تُردم بعد، إلا أنه وافق في النهاية بعد الضغوطات الكثيرة من النحاس باشا، وتم تعيينه وزيرا للمعارف، والذي لم يستمر أكثر من سنة واحدة، بسبب اضطراب الحياة السياسية والتناقضات داخل حزب الوفد خلال عامي 1950 وثورة 1952.

نتيجة اضطراب السياسة على مستقبل التعليم

أدت كثرة الانتهاكات والاضطراب الشديد الذي تعرض له عميد الأدب العربي خلال فترة الاضطراب السياسي خلال عصر النحاس باشا وما أعقبه من فترات، إلى أن خسر قطاع التعليم شخصية إصلاحية ذو حكمة وبلاغة وكفاءة على أكمل وجه، متمثلة في شخصية أدبية عريقة مثل طه حسين.