ظروف استثنائية فُرضت على أهالي غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث هناك أسر فقدت حياة الرفاهية وأصبحت بلا مأوى، وتحولت منازلهم في لحظة إلى كومة من التراب، وهناك من اختبرهم القدر بفقدان ذويهم ليظلوا دون سند، لكنهم لم يفقدوا شيئًا واحدًا هو «الإيمان»، وربما أنارت الحرب جانبًا مظلمًا في حياة زوجين لم يُرزقا بأطفال يقتسمان معهم آلامهما وأفراحهما.
رحلة «رامي وإيمان» لاحتضان وكفالة «جنة»
«تزوجنا منذ 23 عامًا، ولم ننجب أطفالًا، وجنة أنارت حياتنا وسط الحرب»، عبارة تحمل في طياتها بصيص أمل رغم المعاناة، على لسان الفلسطيني رامي علي، في أواخر الأربعينات من عمره، كشف من خلالها لـ«الوطن» كيف تغيرت حياة عائلته بعد قرار كفالة طفلة استشهدت أسرتها بالكامل في الحرب.
«جنة» أنارت حياة الزوجين بعد 23 عامًا من الحرمان
يقول رامي: «حاولنا التواصل أكثر من مرة مع جهات رسمية وأطباء في مستشفيات للتمكن من احتضان طفل، حتى علمنا بوجود مكان مختص نستطيع التوجه إليه، وبالفعل تواصلنا معهم وكان لدينا تصور محدد للعمر المطلوب، حتى رُزقنا بطفلتنا الحبيبة، جنة منحتنا الأمل من جديد، صرنا نتمسك بالحياة ونعيش لأجلها».
فقد الأربعيني منزله في قطاع غزة صباح اليوم التالي من بداية الحرب في 8 أكتوبر 2023، حتى سُوي بالأرض واضطر للنزوح إلى مكان آخر، لكن بعد عشرة أيام فقد هذا المكان أيضًا.
يضيف: «طُلب منا في خلال 10 دقائق إخلاء المنزل، فلم أستطع جمع أي شيء من أغراضي، لنعيش في معاناة أخرى بجانب الفقد».
يصف الأربعيني حياة الشارع المواطن الفلسطيني بعد إعلان اتفاق هدنة بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة دولية شملت مصر وقطر والولايات المتحدة، بأنها «فرحة منقوصة»، مضيفًا: «حجم الفقد والخراب هائل وكبير».
الشارع الفلسطيني بعد قرار الهدنة
«نعاني من أشياء يصعب وصفها، الوضع الحالي ربما لا يخلق داخلنا حالة من الفرحة»، هكذا عبّر عن الحالة التي يشعر بها كل فلسطيني، مضيفًا: «الشيء الذي يبعث فينا الحزن هو عدم تمكنا من العودة إلى منازلنا، لكن يمكننا العودة إلى مناطقنا وشوارعنا التي تربينا فيها وعشنا فيها لأعوام كثيرة، أتمنى الرجوع حتى وإن كنا سنعيش في خيام».
وفيما يخص المكان الذي سيعيش فيه بعد إعلان اتفاقية الهدنة في غزة، قال الأربعيني: «حاليًا أعيش في منزل والديّ الذي يضم نحو 7 أسر، سواء من العائلة أو ممن نزحوا من الشمال، الحرب جمعت بيننا وفرضت علينا أشياءً لم نتخيلها يومًا».
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن عدد العائلات الفلسطينية التي مُسحت من السجل المدني بلغ 1206 خلال عام من الإبادة الجماعية بالقطاع.
0 تعليق