الجامع الأزهر يؤكد دور الفتوى في تعزيز الاستقرار المجتمعي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عقد ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة بالجامع  الأزهر الشريف، اللقاء الأسبوعي تحت عنوان: أمانة الفتوى وأثرها في الاستقرار المجتمعي وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع، الدكتور محمد أبو زيد الأمير، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور محمد الجبالي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة، المدير العام للجامع الأزهر.

أستاذ الفقه بجامعة القاهرة يعرف معنى الفتوى

وأكد الدكتور محمد الجبالي، أن الفتوى هي تبيين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه فيما نزل به من وقائع وأمور، أو فيما أشكل عليه من أحكام الشرع، موضحا أن الفتوى تبصر الناس بأمور دينهم بما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة، والفتوى عبارة عن كلمة وهي الواسطة التي من خلالها يتصل الإنسان مع الناس، فبكلمة واحدة يسعد المجتمع وبها يشقى وبها تُحفظ الأعراض وبها تراق الدماء، قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلساني وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.

وأردف أستاذ الفقه: ولهذا كان للفتوى دور خطير في المجتمع، ولها أثر كبير على المفتي، فهي مسؤولية عظيمة وأمانة كبيرة على المفتي، قال تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا، فيجب على المفتي أن يكون ملمًا بجميع الأمور عن الفتوى وعن توابعها، عالمًا بالأحكام الشرعية.

موضحًا: لأنه حين يفتي ويصدر حكمه يكون بمثابة نائب عن النبي ﷺ في تبليغ دعوته، فيستشعر بذلك عظم المهمة التي يوكل بها، فيزداد بحثا في طلب العلم والبحث عن نوادر الفتوى من العلماء القدامى حتى يستطيع الرد عليها ويعلن للناس أن شريعة الإسلام صالحة لكل مكان وزمان وأنها معين لا ينضب، وتلك الأمانة جاء معها تشريف للمفتي لإخلاصه في فتواه وأمانته لنقل الدين الإسلامي كما ينبغي، ومكافأته هي أن الله وملائكته وأهل الأرض والسماء يصلون عليه ويدعون له لأنه يعلم الناس الخير.

وأضاف الدكتور الجبالي، أن أثر الفتوى يتجلى على المجتمع لأنه يعود عليه بالخير، فالمستفتي يتقدم بفتواه ويوثقها في لجان الفتوى، مما يوثق العلاقات بين الأفراد في المجتمع، وينشر بينهم المودة والمحبة، لأن الفتوى الصحيحة تعطي لكل صاحب حق حقه ومن هنا يعلم الجميع ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات.

الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بالأزهر: مفهوم الأمانة يتجاوز مجرد رد الودائع 

من جهته، أكد الدكتور محمود الصاوي، أن مفهوم الأمانة يتجاوز مجرد رد الودائع، ليشمل جوانب عديدة من الحياة، فإذا كان الشخص لا يخشع في صلاته ويؤديها بسرعة، فهو بذلك غير أمين، كذلك من يصوم عن الحلال ويفطر على الحرام أو يعطي زكاته لمن لا يستحق، يعتبر غير أمين أيضًا، الأمانة تشمل العبادات والأقوال والأفعال، وقد أوصى بها النبي ﷺ طوال حياته، على ضرورة أداء الأمانة والحث على الالتزام بها.

وأوضح الدكتور الصاوي، أن الفتوى هي تبيين الحكم الشرعي لمن يسأل عنها، وهي ليست ملزمة بل تعتمد على ثلاثة عناصر: المفتي، المستفتي، وموضوع الفتوى، فالمفتي هو الفقيه الذي يوضح الحكم الشرعي، ويجب أن يتحلى بالأمانة في فتواه، مقترنًا علمه بعمله، مع تعظيم النصوص الشرعية والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة، كما قال الحسن البصري: إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة، البصير بدينه.

وأشار إلى أن الإمام مالك، أحد الأئمة الأربعة، كان مثالًا للأمانة في الفتوى، حيث أجاب بـ لا أدري في 32 من أصل 48 مسألة سُئل عنها، مؤكدا على ضرورة أن يتحلى المستفتي بالأمانة في طرح سؤاله، والبحث عن مرضاة الله، وأن يكون دقيقًا في عرض مسألته، ويجب أن يستند إلى الفتاوى المعتمدة وأن يكون أكثر خوفًا من الله سبحانه وتعالى.

وحذر الدكتور الصاوي، من الانسياق وراء الفتاوى الشاذة التي تخالف الكتاب والسنة والإجماع، والتي تروج لها بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف هدم قيم المجتمع.

عضو مجمع البحوث الإسلامية: الفتوى تواجه فوضى إعلامية كبيرة 

من جهته، قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، إن الفتوى تواجه فوضى إعلامية كبيرة، حيث يتصدر بعض الأشخاص للفتوى في دين الله دون أن يكونوا مؤهلين لذلك، وقال الله تعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ، مؤكدا أن الفتوى بغير علم لا تجوز، مستشهدًا بكلام النبي ﷺ: من أُفتيَ بغير علم كان إثمه على من أفتاه"، وقوله ﷺ: من أفتى بغير علم فقد ضل وأضل، أي ضل في فتواه وأضل غيره وتحمل إثمه.  

تابع موقع الجمهور عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية، أسعار البنزين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق