«الباب يفوت جمل».. اعرف القصة الأصلية وراء المثل الشعبي القديم - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأمثال الشعبية تُعد جزءًا مهمًا من التراث العربي، إذ تحمل في طياتها خلاصة حكم وتجارب الأجيال السابقة، فهي ليست مجرد كلمات مأثورة، بل تُستخدم في الحوار اليومي للتعبير عن المواقف والمشاعر بطريقة مختصرة وفعالة، ولكل مثل قصة أو موقف يعكس القيم والمعتقدات السائدة في فترة معينة من الزمن، مثل المثل الشهير «الباب يفوت جمل».

قصة المثل الشعبي الباب يفوت جمل

يُستخدم هذا المثل للتعبير عن رغبة في رحيل شخص غير مرغوب فيه بطريقة لبقة أو ساخرة، ويعود أصله إلى التراث العربي قصة وردت في كتابات المؤرخ ابن الجوزي في كتابه «كتاب الأذكياء»، تدور القصة حول حوار طريف بين أحمد بن محمد النيسابوري وصديقه أبي بكر في بغداد.

كان النيسابوري ضيفًا على أبي بكر، ولاحظ أن باب بيته ضيق جدًا، فقال له مازحًا: «يا أبا بكر، لو بنيت بابًا أوسع لكان أفضل للأصحاب»، فرد عليه أبو بكر: «إذا بنيت رباطًا للأصدقاء، سأجعل له بابًا يمر منه الجمل براكبه»، كانت هذه العبارة مجرد مزاح من أبي بكر، لكنه لم يكن يعلم أنها ستُصبح جزءًا من التراث الشعبي.

الباب يفوت جمل 

عاد النيسابوري إلى نيسابور، وعقد العزم على تحقيق هذا الحلم. جمع ثروته وقرر بناء رباط واسع في بغداد. بعد أن حصل على قطعة الأرض المناسبة، بنى المكان وحرص على جعل بابه كبيرًا بما يكفي ليمر منه جمل براكبه. وعندما اكتمل البناء، أتى النيسابوري إلى أبي بكر ومعه جمل على ظهره، وأدخله من الباب قائلاً: «كما وعدت، هذا الباب يمر منه الجمل».

معنى المثل في التراث الشعبي

منذ ذلك الحين، أصبح المثل «الباب يفوت جمل» يُستخدم للإشارة إلى شخص غير مرغوب فيه، أو للتعبير عن قدرة الباب (رمزيًا) على استيعاب رحيل من يُثقل على المكان أو الأجواء. يحمل المثل أيضًا إشارة رمزية إلى تجاوز المواقف الصعبة أو إفساح المجال للتغيير بطريقة سلسة، مما يعكس روح الدعابة والذكاء في التراث الشعبي العربي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق